دفع فرانك لامبارد المدير الفني لفريق تشيلسي ثمنًا غاليًا لأخطاء حارسه الإسباني كيبا أريزابالاجا، والذي اضطر لاستبعاده من التشكيل الأساسي رغم أنه الحارس الأغلى في تاريخ كرة القدم، بعدما كلف خزينة نادي العاصمة الإنجليزية 80 مليون يورو، مقابل التعاقد معه من صفوف نادي أتلتيك بلباو الإسباني، في صيف عام 2018.
شارك الأرجنتيني ويلي كاباييرو البالغ من العمر 38 عامًا أساسيًا في مواجهة تشيلسي الأخيرة أمام ويست بروميتش، بالجولة الثالثة من عمر الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما سئم لامبارد أخطاء حارثه الكارثية، كما اتخذ خطوة أكثر حسمًا، بالتعاقد مع السنغالي إدوارد ميندي حارس مرمى فريق ستاد رين الفرنسي، مقابل 22 مليون جنيه إسترليني.
لكن المدير الفني الشاب ليس أول من يدفع ذلك الثمن مقابل أخطاء حارس مرمى فريقه، حيث تسببت مجموعة من أشهر أخطاء الحراس في إنهاء أحلام الملايين من الجماهير، وأحبطت شعوبًا بأكملها في بعض الأحيان.
الحلم الذي تأهبت له البرازيل عام 1950، عندما احتضنت نهائيات كأس العالم، وقدم منتخبها مشوارًا تاريخيًا حتى المواجهة الأخيرة، انتهى بخطأ قاتل للحارس باربوسا، تسبب في تحويل الـ "كرنفال" الذي شاهده ما يقرب من 200 ألف متفرج في ستاد ماراكانا الشهير، إلى أكبر حالة حزن كروي في تاريخ كرة القدم.
في البطولة الوحيدة التي أقيمت مرحلتها النهائية بنظام "المجموعة" كان التعادل كافيًا لأصحاب الأرض بمواجهتهم الختامية أمام أوروجواي من أجل التتويج باللقب، وبالفعل تقدم المنتخب البرازيلي في الدقيقة السابعة والأربعين، قبل أن يثير الضيوف القلق بهدف التعادل في الدقيقة السادسة والستين، لكن اللحظة الأكثر قسوة في تاريخ الكرة البرازيلية تمثلت في فشل باربوسا في التعامل مع كرة سهلة سددها الأوروجوياني جيجيا في الدقيقة التاسعة والسبعين.
فاز منتخب أوروجواي وتُوج بكأس العالم في قلب ريو دي جانيرو، ولم يسامح البرازيليون باربوسا على الخطأ الذي غير خريطة كرة القدم في البرازيل، بعد ليلة اشتهرت حتى الآن بالـ "ماراكانازو" وتسببت في تجميد نشاط المنتخب البرازيلي لعامين، وتحويل قميصه من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر.
المنتخب الإسباني خسر فرصة تاريخية للتتويج بأول لقب كبير في تاريخه، بسبب خطأ يصعب نسيانه للحارس المخضرم لويس أركونادا، الذي فشل بغرابة في التصدي لركلة حرة سددها ميشيل بلاتيني، مما منح المنتخب الفرنسي بهدف في نهائي كأس الأمم الأوروبية 1984، ونجح الفرنسيون في الحفاظ على تقدمهم، وتعزيزه في اللحظات الأخيرة، لتبقى الكاس في العاصمة باريس، التي احتضنت المواجهة.
الكولومبي "المجنون" رينيه هيجيتا أصبح أحد أشهر حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، ليس فقط بفضل مستوياته الفنية، لكن بسبب تهوره في كثير من الأحيان، ورغبته الدائمة في مداعبة الكرة خارج منطقة جزائه، وهو ما أهله لتسجيل الكثير من الأهداف خلال مشواره.
لكن هيجيتا دفع ثمنًا غاليًا لتهوره، عندما عاقبه الكاميروني العجوز روجيه ميلا، خلال مواجهة منتخبيهما، بالدور الثاني لكأس العالم 1990، التي امتدت لوقت إضافي، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل بدون أهداف.
كعادته خرج هيجيتا لتسلم الكرة من زملائه، وحاول مراوغة ميلا، لكن يبدو أن الأخير قام بدراسة طريقته جيدًا قبل المواجهة، فاقتنص الكرة، وانطلق بها نحو المرمى، ليضعها بسهولة في الشباك الخالية، ويفتح الطريق أمام التأهل الأفريقي الأول لربع نهائي المونديال، بعدما فاز منتخب "الأسود غير القابلة للترويض" بهدفين مقابل هدف.
رغم أن بلاده من اخترعت كرة القدم وقدمتها للعالم في القرن التاسع عشر، إلا أن إنجازات المنتخب الإنجليزي تلخصت في لقطة وحيدة مضيئة، بالتتويج وسط جماهيره بلقب كأس العالم 1966، وكان حراس المرمى أبرز أسباب حرمان المنتخب الإنجليزي من الألقاب.
خطأ ديفيد سيمان بالفشل في التعامل مع ركلة حرة بعيدة سددها البرازيلي رونالدينيو، تسبب في خروج المنتخب الإنجليزي من الدور ربع النهائي بكأس العالم 2002 في كوريا واليابان، كما تسبب خطأ فادح من الحارس سكوت كارسون في خسارة المنتخب الإنجليزي أمام نظيره الكرواتي، بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2008، وهو ما أدى لغياب منتخب "الأسود الثلاثة" عن البطولة، وواصل روبيرت جرين الأخطاء الكارثية للحراس الإنجليز، وتسبب في تعادل منتخب بلاده مع نظيره الأمريكي، في افتتاح مشواره بكأس العالم 2010.
الألماني لوريس كاريوس تسبب بغرابة في حرمان فريقه ليفربول الإنجليزي من التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2018، بعدما أهدى الكرة للفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد، ليضعها في الشباك الخالية، كما فشل في التعامل مع تسديدة سهلة من الويلزي جاريث بيل، لتنتهي المواجهة النهائية بفوز الفريق الملكي بثلاثة أهداف مقابل هدف.