السبت 19 سبتمبر 2020
03:47 م
كيمياء خاصة للغاية، تجمع المدير الفني الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي مع صانع اللعب الكولومبي خيمس رودريجيز، تأكدت بانطلاقة مبهرة جديدة للاعب الموهوب تحت قيادة مدربه المفضل في صفوف فريق إيفرتون الإنجليزي.
تولى أنشيلوتي قيادة إيفرتون منتصف الموسم الماضي، وعانى كثيرًا في ظل افتقاده مجموعة من العناصر المطلوبة لتنفيذ أفكاره، قبل أن يجهز الفريق بالشكل الأمثل، ليحقق انطلاقة استثنائية في الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز.
قام المدرب الذي قاد فريقي إيه سي ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني للفوز بدوري أبطال أوروبا من قبل في ترميم خط وسط فريقه بالكامل، بالتعاقد مع البرازيلي ألان من صفوف فريق نابولي الإيطالي، الذي قاده أنشيلوتي أيضًا في الموسم الماضي، كما تعاقد مع الفرنسي عبد الله دوكوريه من صفوف إيفرتون.
لكن التعاقد الأبرز للمدرب الخبير تمثل في نجاحه في الفوز بخدمات رودريجيز على سبيل الإعارة من ريال مدريد، ليلعب تحت قيادته في تجربة ثالثة، بثلاث دوريات كبرى مختلفة، خلال ست سنوات فقط.
قضى رودريجيز أجمل أيام مسيرته الكروية تحت قيادة أنشيلوتي، مما جعله لا يتردد في الانتقال إلى صفوف إيفرتون، الذي كان أفضل لاعبيه في المواجهة الأولى بالدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام هوتسبر، قبل أن يؤكد أنه أبرز صفقات فريق مدينة ليفربول في الموسم الحالي، عندما سجل هدفًا وصنع آخر، ليساهم في فوز عريض على ويست بروميتش بخمسة أهداف مقابل هدفين، في الجولة الثانية.
بدأ رودريجيز مشواره الكروي بقميص فريق إنفيجادو الكولومبي عام 2006، الذي انتقل منه بعد عامين إلى بانفيلد الأرجنتيني، وهو الفريق الذي كان بوابته إلى الملاعب الأوروبية، عندما انتقل إلى فريق بورتو البرتغالي عام 2010 مقابل 5 ملايين يورو، ووضع بورتو شرطًا جزائيًا في عقده بقيمة 30 مليون يورو.
برزت موهبة رودريجيز الذي لم يتجاوز 19 عامًا في ذلك الوقت، وقدم ثلاثة مواسم ملفتة بقميص العملاق البرتغالي، جعلته مطلبًا بارزًا للعديد من الأندية الأوروبية الكبرى، لكن نادي موناكو الفرنسي نجح في الفوز بخدماته مقابل 45 مليون يورو عام 2013.
سجل رودريجيز 10 أهداف وصنع 14 هدفًا في موسم وحيد بقميص موناكو، لكن تلك لم تكن المكافأة الوحيدة التي نالها نادي الإمارة الفرنسية، حيث تهافتت الأندية الكبرى على خدمات رودريجيز عقب تألقه في نهائيات كأس العالم 2014، ونجح ريال مدريد الذي كان يقوده أنشيلوتي في الفوز بخدماته مقابل 80 مليون يورو، كرابع أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم في ذلك الوقت.
قدم صانع اللعب الكولومبي الموهوب أفضل مواسمه على الإطلاق تحت قيادة أنشيلوتي، فسجل 17 هدفًا وصنع 18 هدفًا في مختلف المسابقات خلال موسم 2014/2015، وشارك في مختلف المراكز الهجومية على مدار الموسم، حيث لعب كصانع لعب حر، وكذلك في مركزي الجناح الأيمن والأيسر.
لكن رحيل أنشيلوتي عن مقعد قيادة ريال مدريد في صيف 2015 مثل صدمة للنجم الكولومبي، وتضاعفت تلك الصدمة بتعرضه لإصابة أبعدته عن الملاعب لأكثر من شهرين، ورغم عودته للتشكيل الأساسي تحت قيادة المدير الفني الإسباني رفايل بينيتيز، كان النصف الأخير من الموسم محبطًا لرودريجيز، الذي لم يتمتع بنفس الأهمية في تشكيل الفريق تحت قيادة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان.
استمر تراجع دور رودريجيز تحت قيادة زيدان في الموسم التالي، لكن جاء الإنقاذ في 2017، عندما طلب أنشيلوتي الذي قاد فريق بايرن ميونخ الألماني التعاقد مع لاعبه الكولومبي المفضل على سبيل الإعارة، إلا أن عملهما سويًا لم يستمر كثيرًا، حيث رحل أنشيلوتي عن قيادة الفريق البافاري، بعد أن فتح الباب أمام رودريجيز لتجربة مميزة، استمرت لموسمين، سجل خلالهما 15 هدفًا وصنع 20 هدفًا.
عاد رودريجيز إلى ريال مدريد باحثًا عن فرصة جديدة تحت قيادة زيدان، لكنه خرج من الصورة تمامًا في تلك المرة، ليجد الإنقاذ مجددًا من أبيه الروحي، في تجربة قد تحمل الكثير للنجم الكولومبي، وقد تعيده مجددًا إلى مصاف نجوم المستوى الأول.