الخميس 20 أغسطس 2020
02:24 م
رغم الثقة الكبيرة التي منحها فرانك لامبارد المدير الفني لفريق تشيلسي لنجمه الصاعد ماسون ماونت، والذي كان أحد أبرز لاعبي تشيلسي في موسمه المنقضي، إلا أن المدرب الشاب يقاتل من أجل واحدة من أبرز الصفقات في تاريخ ناديه، في مركز صناعة اللعب أيضًا.
الفرصة الذهبية التي حصل عليها ماونت لم تكن الأولى تحت قيادة لامبارد، حيث لعب على سبيل الإعارة في صفوف ديربي كاونتي، بمنافسات دوري الدرجة الأولى "تشامبيونشيب" في موسم 2018/2019، تحت قيادة المدرب ذاته، وهو ما جعله أحد أقرب اللاعبين إلى أسطورة تشيلسي، لكن يبدو أن لامبارد أصبح على قناعة أنه بحاجة إلى اسم من طراز مختلف، من أجل المنافسة على البطولات الكبرى في المستقبل القريب.
يحاول تشيلسي باستماتة حسم صفقة التعاقد مع صانع اللعب الألماني الشاب كاي هافرتز، نجم فريق باير ليفركوزن الألماني، والذي أكدت تقارير ألمانية أن يرغب بشدة في تلك الخطوة، لكن تمسك ناديه بعدم التنازل عن الحصول على 100 مليون يورو، من أجل التخلي عن موهبته الأبرز، والذي وصفه المدير الرياضي رودي فولر بأنه اللاعب الأفضل في تاريخ ناديه، أخّر إتمام الصفقة.
وتبعًا لصحيفة "بيلد" الألمانية، تقدم تشيلسي بعرض رسمي الأسبوع الماضي، بقيمة 65 مليون يورو، لكنه قوبل برفض فوري من إدارة باير ليفركوزن، ويأمل نادي العاصمة الإنجليزية في حسم الصفقة مقابل 80 مليون يورو، بالإضافة لبعض الحوافز، التي قد تصل بالقيمة الإجمالية لحاجز 100 مليون يورو، وفي كل الأحوال، أصبح هافرتز على أعتاب تسجيل رقم قياسي تاريخي، كأغلى لاعب ألماني في التاريخ، حيث لم تتجاوز صفقة ألمانية قيمة انتقال مسعود أوزيل من ريال مدريد إلى أرسنال، والتي بلغت 50 مليون يورو.
سجل ماونت ثمانية أهداف لمصلحة تشيلسي، وهو الرقم المقبول في الموسم الأول للاعب الشاب بقميص فريق العاصمة الإنجليزية، لكن في ظل فلسفة لامبارد الهجومية، فإنه يطمح في تواجد صانع لعب يتمتع بحساسية أكبر أمام المرمى، وهو ما يمتلكه هافرتز بامتياز، حيث سجل 18 هدفًا في مختلف المسابقات، بينهم 12 هدفًا في موسم "بوندسليجا" الأخير، واحتل المركز الثالث عشر بين ترتيب الهدافين، متفوقًا على عدد كبير من نجوم خطوط هجوم فرق الدوري الألماني.
على صعيد صناعة اللعب تفوق هافرتز أيضًا، حيث صنع تسعة أهداف، في مقابل خمسة أهداف صنعها ماونت في مختلف المسابقات التي شارك خلالها بقميص تشيلسي، كما صنع هافرتز 19 فرصة لزملائه، مقابل 9 فرص هيأها ماونت للاعبس تشيلسي.
النجم الألماني الذي لم يتجاوز بدوره 21 عامًا، سيمنح لامبارد حلولًا أكبر، في ظل تراكم المسابقات التي يشارك بها تشيلسي، حيث يجيد اللعب كجناح أيمن، ويلعب في بعض الأحيان كمهاجم، إلى جانب مركزيه الأساسيين كصانع لعب ولاعب خط وسط صريح، بينما تقتصر أدوار ماونت على المركزين الأخيرين.
تعاقد تشيلسي في الموسم الماضي مع المغربي حكيم زياش من صفوف أياكس أمستردام، وهو اللاعب الذي من المنتظر أن يحجز مركز الجناح الأيمن بشكل أساسي، لكن رحيل المخضرمين ويليان وبيدرو رودريجيز جعل هذا المركز بحاجة إلى دعم، وهو ما سيتوفر بتواجد هافرتز كبديل استراتيجي في هذا المركز، بجانب أدواره الأساسية في خط الوسط.
يجيد هافرتز اللعب بكلتا قدميه، وهي إحدى أبرز المميزات التي تمنحه أفضلية كبيرة بين صناع اللعب على مستوى العالم، وبينهم ماونت الذي يلعب بقدمه اليمنى بشكل أساسي، مما جعله مضطرًا للعب في الجانب الأيسر من الملعب في كثير من الأحيان، وهو الأمر لن يحتاجه لامبارد كثيرًا خلال الموسم المقبل، في ظل تواجد الجناح الأيسر الأمريكي كريستيان بوليسيتش، الذي انسجم مع الفريق بشكل مثالي في النصف الأخير من الموسم الماضي، وبات أحد أبرز نجومه.
تواجد هافرتز في تشكيل تشيلسي سيمنح فرانك لامبارد مرونة كبيرة خلال المباريات، حيث يجيد النجم الألماني بامتياز دور صانع اللعب الهجومي ولاعب خط الوسط الصريح، مما يجعله قطعة أساسية في الطريقتين المفضلتين للمدرب الإنجليزي، باللعب 4-3-3 أو 4-2-3-1 بالدفع بأحد لاعبي خط الوسط ليلعب أدوارًا هجومية أكبر.
ظهر هافرتز أيضًا كمراوغ متميز، حيث قام بـ 57 مراوغة ناجحة في دوري الدرجة الأولى الألماني خلال الموسم الماضي، بينما قام منافسه الإنجليزي في صناعة لعب تشيلسي بـ 40 مراوغة نجاحة في بريميرليج.
جميع التقارير الألمانية التي اعتمدت على المصادر المقربة من نادي باير ليفركوزن أكدت أن إتمام صفقة انتقال هافرتز إلى تشيلسي بات مسألة وقت، وهي الصفقة التي ستكلف النادي الإنجليزي ما يقرب من 100 مليون يورو أخرى بجانب قيمة الانتقال، تمثل راتب اللاعب خلال خمس سنوات، منتظر أن تمثل مدة تعاقد تشيلسي مع لاعبه الجديد.
وكان تشيلسي قد تعاقد أيضًا مع المهاجم الألماني تيمو فيرنر من صفوف فريق لايبزج، مقابل 60 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في تعاقده السابق مع ناديه الألماني، مما مثل دعمًا مثاليًا لخط الهجوم، قبل تحول "ميركاتو" تشيلسي إلى خط الدفاع، الذي يمثل صداعًا كبيرًا في رأس لامبارد ومسؤولي تشيلسي، بعد المستويات الكارثية التي قدمها في الموسم الأخير.