الثلاثاء 24 سبتمبر 2019
02:33 م
فاجأنا الزميل هاني دانيال الصحفي المصري، المشارك في اختيارات الأفضل في العالم "ذا بيست"، باختيار محمد صلاح في المركز الثالث لأفضل لاعب في العالم، فيما وضع السنغالي ساديو ماني في المركز الأول، كرستيانو رونالدو في المركز الثاني.
وتوج ليونيل ميسي بجائزة أفضل لاعب في العالم متفوقا على الثنائي فيرجيل فان دايك، والبرتغالي كرستيانو رونالدو، فيما حل صلاح في المركز الرابع، ثم ساديو ماني، وكيليان مبابي، وفرانكي دي يونج، وادين هازارد، ودي ليخت، وهاري كين.
ويتم اختيار الأفضل حول العالم بناءً على تصويت الصحفيين، المدربين وقائدي المنتخبات الوطنية، مع وجود 25% من القيمة الإجمالية للتصويت مخصصة للجماهير. ويحق لكل ممثل ترشيح 3 اختيارات على الترتيب، الأول يحصل على 5 نقاط، ثم الثاني 3 نقاط، والمركز الثالث نقطة وحيدة.
أتفق في أنه لا يوجد معيار مهني لاختيار الأفضل في العالم، ولكن بالطبع لو وجدت في نفس مكانه لاخترت صلاح في المركز الأول لأسباب مهنية وعاطفية مجتمعين.
السبب الأول: بيرناردو سيلفا نجم مانشستر سيتي نجح في موسم عظيم له في مسيرته بالفوز بدوري أمم أوروبا مع المنتخب البرتغالي، ونجح في التتويج بكل البطولات في إنجلترا، وكان مؤثرًا في فريقه، ولكن رغم ذلك لم يدخل التشكيلة المثالية أو في قائمة أفضل 10 لاعبين بالعالم، في الوقت الذي ترشح فيه هاري كين مهاجم توتنهام، والذي لم يتوج بأي بطولة أو إنجاز شخصي كهداف الدوري.
وبالمثل مع الفرنسي فرانك ريبيري نجم بايرن ميونيخ عام 2013، حين توج بكافة البطولة، ولكن حل ثالثا خلف رونالدو وميسي، وانيستا وتشافي نجمي برشلونة رغم التتويج بكأس العالم 2010، إلا أن ميسي توج بالجائزة .
السبب الثاني: الحسبة ليست مهنية فقط فالعواطف تتدخل، والدليل اختيارات ممثلي الأرجنتين وهولندا والبرتغال والسنغال المنافسين المباشرين لصلاح، والتي جاءت كلها في صالح اللاعبين من نفس جنسياتهم، حتى في اختيارات هولندا، اختار رونالدو كومان مدرب الطواحين، وممثل الميديا، لاعبين من جنسياتهم ضمن الثلاثي متجاهلين باقي اللاعبين.
ودعونا نتساءل ماذا لو اختار هاني دانيال، اللاعب المصري محمد صلاح في المركز الأول، ولم يُهمل اتحاد الكرة إرسال اختيارات المدرب وكابتن المنتخب "أحمد المحمدي"، ألم يكن ذلك له تأثير؟ حتى في النسبة المئوية لصلاح بعد الحصول على 14 نقطة ضائعة في سباق الأفضل.
سبب ثالث مهني: ماذا لو عقدنا مقارنة بين صلاح وماني، اللاعبين نجحا في التتويج بدوري الأبطال، وبجائزة هداف الدوري الإنجليزي بالتساوي مع أوباميانج، وحلا مع ليفربول في وصافة البريميرليج بـ97 نقطة، خلف مانشستر سيتي البطل بنقطة وحيدة.
تفوق ماني كان في نقطة وحيدة وهو التأهل لنهائي كأس الأمم الإفريقية قبل الخسارة أمام الجزائر، ولكن نجح صلاح في أن يكون أكثر تأثيرا خلال الموسم، فسجل النجم المصري 5 أهداف في دوري أبطال أوروبا، البطولة الوحيدة التي توج بها الريدز، فيما سجل ماني 4 أهداف، وصنع صلاح 11 هدفا في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، فيما صنع ماني هدفين فقط طوال الموسم.
وماذا عن الأرقام القياسية؟.. لم يخطف ماني رقما قياسيا واحدا فيما نجح صلاح في أن يصبح أسرع لاعب إفريقي يحقق 50 هدف في البريميرليج ورابع أسرع لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يصل لذلك الرقم.
وماذا عن الشعبية؟ يكفي أن ندلل بمباراة ليفربول وبرشلونة في الأنفيلد، والتي نجح خلال الريدز الفوز بأربعة أهداف نظيفة ليواصل مسيرته بدوري الأبطال، صلاح غاب عن المباراة للإصابة، ولكن عقب نهاية المباراة أثناء الاحتفالات لم تكف الكاميرا عن التقاط صورة لمحمد صلاح بقميص "Never Give Up" ليخطف الأضواء أكثر من ماني ويورجن كلوب، وحتى أوريجي نجم ذلك اللقاء.
والسؤال الأخير: هل اختار هاني دانيال فان دايك المرشح الأوفر للفوز بالجائزة، أو ليونيل ميسي المتوج فعليا بالجائزة، ضمن اختياراته الثلاثة؟.. الإجابة:لا اختار ماني ثم رونالدو ثم صلاح!
ألا يكفي ما سبق لاختيار محمد صلاح في صدارة اللاعبين مهنيا وعاطفيا؟
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر