الأربعاء 8 مايو 2019
07:53 م
"إنه لمن الهام بالنسبة لي أن أترك هذه المؤسسة في أقوى شكل ممكن، وأعتقد أن هذا الأمر تحقق"، بهذه الجملة هوّن أليكس فيرجسون على جماهير مانشستر يونايتد بعدما اتخذ قراره باعتزال التدريب في الثامن من مايو 2013.
مرت 6 سنوات على مسرح الأحلام وقد فقد البهاء الذي زين مدرجاته والهيبة التي ارتسمت على عشبة الأخضر، وأصبح جمهوره الآن بين الأمرّين إما أن يشاهد "الجار المزعج" يطوف المدينة محتفلًا بلقب الدروي الثاني على التوالي، أو أن يقترب منه المنافس اللدود ليفربول بتحقيق لقب الدوري الذي ظل بعيدًا عن أحلامهم منذ أن تأسس "بريميرليج".
لكن هل اتخذ السير أليكس فيرجسون الفائز بالدوري الانجليزي مع مانشستر يونايتد 13 مرة القرار الصحيح عندما قرر الاعتزال؟ وهل بالفعل النادي كان مستعدًا للتعامل مع مستقبل بلا فيرجسون؟
بعلكته الشهيرة حصل فيرجسون على وداع استثنائي في أخر مبارياته مع مانشستر يونايتد ممر شرفي جمع لاعبي مانشستر يونايتد وسوانزي سيتي من أجل البطل العظيم الذي حصد لقب الدوري وعمره 71 عامًا، لكن ابتسامة الفخر التي ارتسمت على وجهه ربما كانت أخر ابتسامة تعرف الطريق للأسطورة الطاعن في السن.
"مستوى قائمة الفريق المتوجة بالدوري الانجليزي، وتوازن معدل الأعمار الموجود، أمر يسمح باستمرار النجاح في أعلى المستويات، في حين أن تكوين قطاع الناشئين بالنادي سيؤكد على أن المستقبل البعيد للنادي سيظل مشرقًا"، هكذا استكمل فيرجسون الحديث في مؤتمر اعلان الإعتزال.
بالفعل مانشستر يونايتد استمر كما خطط فيرجسون، وتعاقد مع دافيد مويس الذي عمل لسنوات طويلة في إيفرتون، كما رشح فيرجسون، ولم يقم بصفقات ضخمة كما خطط الأسكتلندي العظيم.
لم يجلب مويس لمانشستر يونايتد في أول موسم انتقالات إلا مروان فيلايني من ايفرتون، ثم في يناير التالي جاء خوان ماتا قادمًا من تشيلسي، لكن النتيجة كانت مؤسفة، فالفريق عانى طوال الموسم، ولم يتأهل لدوري الأبطال الأمر الذي أدى إلى رحيل دافيد مويس قبل نهاية الموسم بالرغم من عقده كان لمدة 6 سنوات.
"على مدار العقد الماضي عائلة جلازر أمدوني بعناصر لإدارة مانشستر يونايتد من أجل زيادة قدراتي، وكنت محظوظ للغاية لأنني عملت مع دافيد جيل الموهوب الذي يستحق الثقة كمدير تنفيذي، أنا حقًا ممتن لهم جميعًا"، وهكذا امتدح فيرجسون إدارة النادي قبل رحيل.
وبعد رحيل دافيد مويس بإقالته، قرر النادي التعاقد مع لويس فان جال في صيف 2014، وبدأ التغير في سياسة مانشستر يونايتد فقد تعاقد النادي على مدار عامين مع 12 لاعبًا بتكلفة 351 مليون يورو، وجلب عناصر أبرزهم كان أنخل دي ماريا، وأنتوي مارسيال بقيمة 135 مليون يورو.
لكن ما حققه لويس فان جال في أخر تجاربته التدريبية لم يكن مرضيًا بالنسبة لإدارة النادي أيضًا حيث فاز فقط بكأس الاتحاد الانجليزي.
ورحل فان جال عن يونايتد وأتى جوزيه مورينيو في صيف 2016، وبالرغم من أنه لم يدفع المال إلا في 10 لاعبين فقط، فقد أنفق 466 مليون يورو من أجل جلبهم لمانشستر يونايتد، وكان أبرزهم بول بوجبا الذي اتى للفريق برقم قياسي عالمي آنذلك بلغ 120 مليون يورو.
فيرجسون أتى لمانشستر يونايتد في مغامرة وتحول النادي في عهده إلى أحد أعظم الأندية في العالم وربما في التاريخ، وحقق مع مانشستر يونايتد 38 بطولة على مدار أكثر من ربع قرن، ولم يكن ممن ينفوق الكثير من المال، ففي 25 عامًا تعاقد مع 92 لاعبًا مقابل 771 مليون يورو، وهو مبلغ أقل مما أنفقه مورينيو وفان جال لضم 22 لاعبًا في 4 سنوات فقط.