الأربعاء 13 مارس 2019
08:11 م
كنت واحدًا مع مجموعة من الزملاء الإعلاميين الذين تم دعوتهم لتغطية مؤتمر اختيار بنك الإسكندرية للنجم المصري الكبير محمد صلاح ليكون سفيرا لهم خلال الفترة المقبلة.
وكعادة هذا النوع من الأحداث يكون مصاحب له مؤتمرًا صحفيا يشمل بعض المعلومات عن الاتفاقية إضافة إلي مساحة من الوقت للإعلاميين لكي يوجهوا للاعب أو للمؤسسة المعنية بعض الأسئلة التي يمكن أن تقدم معلومات جيدة للقراء والمتابعين.
وقبل الخوض في تقديم شهادتي لتصريحات صلاح التي أثارت الجدل بدون أدني شك خلال الأيام القليلة الماضية، وجب التوضيح أن هذه النوعية من المؤتمرات الصحفية تكون مختلفة تماما عن المؤتمرات الصحفية الخاصة بالمباريات أو التعاقدات أو حتى التي يعقدها نادي أو آخر أسبوعيا من أجل الإجابة على تساؤلات واستفسارات الميديا المختلفة.
فالمدعوين لمؤتمر محمد صلاح وبنك الإسكندرية كانوا لا يتعدون الـ15 فردًا تم مناصفتهم بين الصحافة الاقتصادية والصحافة الرياضية علما بأن كل الحاضرين كانوا مصريين إضافة إلى زميلة جزائرية قامت فقط بأعمال الترجمة.
وأعلم أن علامات الاستفهام قد تطرأ لأذهان من وصلوا لقراءة هذه الفقرة حول جدوى تركيزي على ذكر نقطة أن الوفد الإعلامي الحاضر كان مصريا خالصا، فقط أطلب الصبر للسطور القادمة لتفسير هذه التساؤلات.
ولن أخوض في مجمل ما حدث في المؤتمر الصحفي الذي قمنا في يلاكورة بتغطيته بشكل مباشر عن طريق الفيديو سواء عبر صفحة الموقع الأساسية أو أكونتات الموقع الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، ولكن سأحاول التركيز على نقاط الاختلاف التي أثيرت حول إجابات صلاح على بعض الأسئلة التي وُجهت له، والتي أبني عليها شهادتي أمام الله تعالى بعدما وجدت بعض التحامل عليه في بعضها مع التأكيد على اتفاقي على بعض ردود الأفعال تجاه بعض المصطلحات التي استخدمها نجمنا الكبير في ردوده.
وبعد قراءة واستطلاع الكثير من الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وجدت أن 3 إجابات لصلاح هم من تمحورت حولهم انتقاد المتابعين للمؤتمر الأخير، وهم علي الترتيب كالاتي:
1- إجابة عدم الاكتراث كثيرا بما يحدث على السوشيال ميديا خاصة ممن يستخدمون ألفاظا خارجة.
2- إجابة الوصول إلى نقطة لم يصل إليها أي لاعب مصري أو عربي أو إفريقي.
3- إجابة أننا في مصر لا نحب قول "لا نعلم" حتى لا تتأثر صورتنا أمام الآخرين.
الشهادة الأولى
فيما يخص إجابة السؤال الأول، لم تكن استهزاء بما يقال على السوشيال ميديا علي الإطلاق ولكن كان التركيز في بداية الإجابة على عدم التأثر بمن يوجه له نقد بألفاظ غير لائقة خاصة وأنها من الممكن أن تأتي من صغار السن، في ظل إتاحة مواقع التواصل الاجتماعي لإنشاء حسابات من أي أعمار سنية.
وأشهد أن صلاح في المؤتمر أكد على أن هذا الأمر لا يسرى علي الجميع بل إن هناك الكثير من الآراء الجيدة، بالتالي لا يملك التعميم في هذا الأمر.
الشهادة الثانية
فيما يخص الرد بنقطة "وصلت إلى نقطة لم يصل إليها لاعب مصري أو عربي أو إفريقي سابق" اتفق تمام مع الآراء التي رأت أن صلاح استخدم تعبيرا "مبالغا فيه" بحد كبير في إجابته وربما يكون هذا حدث في لحظة عدم ثبات انفعالي وهو ما يمكن ترجمته في تويتة صلاح الأخيرة عندما قال "بعض الأخطاء غير المقصودة"، وهذا أمر اتفق عليه وبالفعل أشهد أنه حدث في المؤتمر.
الشهادة الثالثة
فيما يخص الرد بنقطة "أننا في مصر لا نحب قول كلمة لا نعلم حتى لا تؤثر علي صورتنا أمام الآخرين"، وقبل أن أخوض في توضحيها، أحب أن أسترجع الفقرة التي أكدت فيها أن الحضور بالكامل كان مصريا وبالتالي الجلسة كان واضح عليها الودية أكثر من الرسميات والتعامل العملي الزائد عن اللزوم.
وبناء عليه، فعندما يوجه إنسان مصري سهام نقد لصفات في إنسان مصري آخر، فهنا نحن لا نتحدث عن غرور أو ترفع في الكلام، ولكن نتحدث عن "عدم تكلف" في الحديث، بالضبط كما يقول المثل الغربي الشهير " It is All in the Family".
واشهد امام الله ان صلاح في هذه النقطة تحدث بصيغة العائلة كمصري يوجه نصائح لباقي افراد عائلته وليس بصيغة الغرور والترفع بأنه أفضل من الاخرين، فأسلوب وطريقة القاء جملة معينة في بعض الأحيان قد تفرق 180 درجة في توصيل المعني.
واعطي مثال حي على ذلك، إذا قال شخصا لأخر باللغة الدارجة " يا ابن الايه"، فهنا أسلوب تفوهه بها هو الذي سيحدد المعني منها، فاذا قالها بطريقة ودية سيفهم منها انها " اعجاب او اشادة حتى"، اما إذا قالها بأسلوب عصبي او حاد فسيفهم منها انها " سباب ولعن".
هذه كانت شهادتي على المؤتمر الذي صنع جدلا كبيرا اري جزاء منها غير مبرر، وجزء أكد صلاح انه كان خطأ غير مقصود واعتقد ان رصيد صلاح عند الاغلبية يسمح بتمرير هذه النقطة.
فيسبوك .. من هنا
تويتر .. من هنا