عقل المباراة بالصور: ساري "المعجزة" يستخدم أسلوب جوارديولا في الفوز الأول

في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

بعض الجماهير لديها فوبيا جوارديولا والاخرون يعشقونه بجنون.. تلك هي كرة القدم دوما، لا يوجد من إتفق عليه الجميع ستجد دوما مبررا للتقليل من شأن هذا أو ذاك مرة ميسي ومرة بايرن وحيدا في ألمانيا ومرة أموال السيتي، المهم أنك ستجد مبررا للتقليل من شأن مدرب عظيم شهد له كرويف عراب كرة القدم والسير أليكس فيرجسون وكثيرين أخرهم ماوريسيو ساري نفسه قبل لقاء الفريقين.

في نفس الوقت لا يمكن أبدا أن تقلل من شأن مدرب مذهل إسمه ماوريسيو ساري ، هذا الرجل الذي لم يمارس كرة القدم وكان مديرا في إحدي البنوك في إيطاليا ترك وظيفته وبدء في العمل في كرة القدم مع فرق صغيرة حتي وصل إلي أحد أكبر الأندية في العالم (تشيلسي) ليهزم المدرب الأفضل في العالم (بيب جوارديولا).
 
ما رأيك بعد أن فرغنا من طرح وجهات النظر الشخصية والإشكاليات الدائمة التي ستجدها دوما عندما يطرح إسم بيب في المعادلة في الحديث عن المباراة وأعني تحديدا العنوان ( كيف إستخدم ساري أسلوب بيب جوارديولا؟).

منذ البداية وهناك بعض التشابه في أفكار ساري مع بيب أو مع كرويف أو مع رينوس ميتشيلز إذا كنا أكثر دقة، كل مدرب له بعض البصمات الخاصة وبينما يتحرك بيب في كل أرجاء الملعب ويقوم بفتح الملعب علي مصراعيه بتواجد الأجنحة علي الخطوط ، يميل ساري إلي العمق أكثر ولهذا كانت لمواجهة المدربين سابقا إبان تولي ساري مسئولية نابولي وقد أوضحنا ذلك تفصيليا في مواجهة نابولي أمام ريال مدريد من خلال هذا التحليل. طالع من هنا

(ساري ترك الاستحواذ لبيب جوارديولا وباغته بالمرتدات فقط وإستخدم أساليب الكيتانتشيو ولم ينسي كونه إيطالي ومزج الدفاع بالواقعية) عبارة مستخدمة لمن يأخذ إنبطاعا عن شىء معين ولكن أمس لم يقدم ساري ذلك علي الإطلاق.

(نحن ندافع من الأمام ونحاول إقناع اللاعبين أنه كلما إبتعدنا عن مرمانا كلما كان ذلك دفاعا أفضل)، مقولة لبيب جوارديولا في مؤتمراته الصحفية حول مدي جودة دفاعه.

ساري دخل المباراة مع لاعبيه وفي جعبتهم طريقين لمنع مان سيتي من تهديد مرماهم للأبد والإثنين من نفس أسلوب بيب جوارديولا
لم يقم ماوريسيو بالدفاع المتأخر أو ترك الكرة لبيب جوارديولا فهو يعلم مدي العقاب الذي سيناله إذا فعل ذلك، ساري كان حريصا علي تطبيق الضغط العالي منذ البداية.

أزمة بيب أثناء بناء الهجمة والتي تعود لفكرة اللافولبيسمو أنه يمكن القضاء علي فعالية تلك الحركة بإنضمام أحد لاعبي الوسط لرقابة الإرتكاز المتأخر ، ساري راقب دينيو بوضع هازارد أمامه مع تحرك كانتي وجورجينيو خلفه.

ليس هذا فقط ، الضغط كان يبدأ أحيانا عند الكرة الثانية مع التمرير (فكرة يورجين كلوب القديمة) مع توجيه دوما لاعبي مان سيتي جهة الأطراف وبالتالي يفقد بيب الميزة الأهم له في فلسفته ألا وهي بناء اللعب من العمق.

الأمر ليس هذا فقط ولكن دوما ستجد زيادة عددية من قبل لاعبي تشيلسي علي لاعبي السيتي عند الأطراف مع صعوبة إعادة الكرة للخلف لإنه في هذه الحالة سيتواجد بيدرو الذي يقوم بالترحيل مكان هازارد وإجبار إيدرسون علي لعب الكرة للأمام.
 
هنا يأتي دور المكوك كانتي.. من المعروف أن ديفيد سيلفا يقوم بالسقوط للخلف بجوار دينيو عند تناقل الكرة من اليمين إلي اليسار أثناء الضغط العالي مع ميل ديلف إلي الأطراف وبذلك يصبح (كانتي حائرا بينهما) ولكن قدرات كانتي البدنية الغير طبيعية مكنته من التمركز دوما بين ديلف وديفيد سيلفا وبالتالي يتفادي ساري أية مخاطر في الضغط العالي.

بالطبع الضغط العالي لن يستمر طوال المباراة ولكن ساري كان جاهزا بالفكرة الثانية

عند وصول السيتزن إلي مناطق تشيلسي المتأخرة ينضم ويليان وبيدرو إلي ثلاثي الوسط ويقوم الونسو واسبالكويتا بمهاجمة محرز وساني فور إستلامهم الكرة وبالتالي يصبح الموقف إثنان ضد إثنان (بيدرو واسبالكويتا أمام ديلف وساني) أو (والكر ومحرز أمام الونسو وويليان) ولكن في الحقيقة يقوم كانتي بمراقبة ثالثة مع ديفيد سيلفا وكوفاسيتش مع بيرناردو ، الأهم أن عدم صعود والكر وديلف مكن دوما تشيلسي من وضع لاعب علي الاقل زائد في عملية الدفاع المنخفض.

هل وقف بيب عاجزا أمام ذلك؟ بالتأكيد لا

في مواجهة أسلوب ساري لن يكون ممكنا أن يلعب ستيرلنج ك FALSE 9  وبالتالي فإن الحل المثالي هو تغيير مكانه مع رياض محرز.

محرز يمتلك لمسة أفضل علي الكرة، رحيم أسرع عند الخطوط، لذلك ومع مراقبة كانتي وكوفا للثنائي سيلفا في السيتي وحصار جورجينو لرحيم ، فإن تواجد محرز في تلك المنطقة ربما يعطي حلا أفضل.

هل تتذكر فرصتي الشوط الاول واللذان كان قاسما فيهما هو ليروي ساني؟ عفوا من كان قاسما هو رياض محرز.

إذا شاهدت الجزء الثاني من الفيديو السابق ستجد أن تحرك محرز في العمق سيلزم جورجينيو معه البقاء ، كذلك فإن قدرات محرز الفردية في التمويه والمراوغة هي من مكنت السيتي من تهديد مرمي اكيبا في مرتين.

من الغريب أن يقال أن ساري فاز علي بيب بالمرتدات، الهدف الأول كان من بناء منظم لتشيلسي بنفس أسلوب بيب جوارديولا، بيرناردو سيلفا إندفع للحصول علي الكرة فظهرت المساحات في وسط الملعب، بيرناردو كان حائرا بسبب تحرك عبقري لكوفاسيتش فاجبره علي تشتيت ذهنه هل يبقي مع كوفا ام يترك الحرية للويز للتمرير الطويل.

كرة الهدف لكانتي تشبه كثيرا فرصة ليروي ساني الثانية ربما كانت كرة ساني أسهل، صادف كونتي توفيقا غير عاديا أن يأتي بمثل هذه السرعة ليسدد بمثل هذا الإتقان فوق رأس إيدرسون، وبالطبع لسنا في حاجة لمعرفة أن الهدف الثاني جاء من كرة ثابتة.

ديفيد سيلفا كان منتهيا بسبب كانتي فمن الممكن أن اتفهم تغييره لكن من المستحيل فهم خروج ليروي ساني أو حتي تغير مكانه مع رحيم بحيث يذهب للجانب الأيسر لتشيلسي وهي نفس الفكرة التي أعتقد أنها كانت مناسبة لديفيد سيلفا بأن يتبادل مكانه مع بيرناردو للهروب من سيطرة كانتي عليه.

أخيرا.. ليس تبريرا لنقص الصفوف ولكن عدم وجود أجويرو ودي بروين وميندي في مواجهة مثل تلك مع مدرب مثل ساري أمر ليس سهلا خاصة وأن فريقه أتقن أفكاره بشكل رائع ..لكن هل سيستمر ساري في فرض أسلوبه علي الفرق الأقل (صعب جدا) ولهذا رحلة أخري في عقل أخر.

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك اضغط هنا.. وتويتر اضغط هنا