الخميس 5 يناير 2017
12:20 م
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
فلاش باك 3 يوليو 2016 ( ايطاليا –المانيا ربع نهائي اليورو )
هل تعرف ما هي أهم لحظات المباراة ؟ أهم لحظات المباراة كانت عندما واجه لوف كونتي في مارس الماضي في المباراة الودية التي إنتهت برباعية لهدف للماكينات .. وقتها إعتمد الألمان علي تكتيك بعيدا تماما عما هو معتاد ..اللعب بثلاثي في خط الدفاع.
أسوأ شىء كان يمكن أن يواجه كونتي أن يلعب فريق بنفس طريقة لعبه .. كونتي لا يملك الثقة إلا في تلك الخطة التي تجعله دائما في منتصف المسافة بين الفوز والهزيمة ..يأمل في خطأ قد يأتي من المنافس ويلعب دائما علي ذلك الخطأ ..لكن ماذا لو فطن المنافس لذلك ؟
ربما يكون كونتي من أكثر المدربين تنظيما في العالم ولكنه في نفس الوقت يفتقد القدرة علي التغيير ( تكتيكيا ) وهو الأمر الذي جعل يوفنتوس معه أقل تنافسيه مع الفرق الكبري عن إيلليجري ..كونتي سيكون مفيدا جدا في إعادة بناء تشيلسي ولكن رومان إبراموفيتش لن يصبر عليه كثيرا في حال ما إستمر علي فكر واحد.
بوتشيتنيو مرآة منافسيه
الأرجنتيني يضرب جوارديولا بنفس طريقته ويضع حدا لمسيرة إنتصاراته في البريمرليج ..هل تتذكر أحداث المباراة جيدا ؟ سون هيونج مين رأس حربة وهمي للسبيرز في أمر ربما يبدو نادرا لمن تابع توتنهام منذ بداية الألفية الجديدة والنتيجة فوزا واداء جيدين ..ليس هذا فقط بل إدخال بيب لمرحلة من الشك في تغيير شكل الأداء
ماوريسيو يواجه كونتي قبل شهر ونصف ومع غياب ألدرفيلد وروز إفتقد القدرة علي المحافظة علي تقدمه وبعد ذلك عاد كونتي بطريقته .. ولكن بوتشي فطن لذلك
هناك مدربين يجب أن تلعب دائما بطريقتهم كي تهزمهم ..خطتهم بالأساس مبنية علي نقاط ضعف خطتك الرئيسية وإذا كانت تلك الخطة هي السائدة ( 4-2-3-1 ) فبالتالي سيصبح فوزه المتتالي علي نفس الفرق بنفس الخطة ونفس التكتيك أمرا منطقيا ولكن ماذا إن واجه نفسه في المرآة
كونتي واجه الإختبار الأصعب منذ مارس 2016 وعاد ليواجهه في يوليو ثم ديسمبر مرتين ( أمام سيتي وستوك أيضا ) والأن في يناير ( الإختبار أن يلعب منافسوه بنفس طريقته 3-4-3 )
لا تنظر لاعلي يسار الشاشة كان ذلك عنوانا لتحليل السيتي وتشيلسي .. تشيلسي ضرب بالمرتدات فقط ( ليس عيبا علي الإطلاق ) ولكن لا بد من وجود طرق مختلفة علي مدار الموسم وأفكار متجددة حتي لا تصبح لقمة سائغة لمنافسيك .
ماذا فعل بوتشتينو ؟ بدأ بما إنتهي إليه الأخرين داير إرتكاز الوسط في الدفاع ..لحظة هل تظن أنني أتحدث عن مباراة تشيلسي بالأمس ؟ فعلها ماوريسيو أيضا أمام إيطالي أخر قبل ثلاثة أيام في مواجهة واتفورد ( والتر ماتزاري ) بالتأكيد كانت تجربة جيدة قبل مواجهة كونتي
داير لعب كثالث في الدفاع مواجها لهازارد .. ديمبلي نال قسطا من الراحة في مباراة واتفورد ولعب أمس بجوار وانياما .. والكر جناح الوسط الأيمن و فيرتونخين قلب الدفاع لم يلعبا أيضا والنتيجة ثلاثة لاعبين بكامل طاقتهم أمام تشيلسي .. في المقابل لعب ماتيش جزء من مباراة ستوك وغاب بيدرو فقط
أسبالكويتا يدافع جيدا علي الأرض ولكنه ليس كذلك في الكرات الهوائية .. هل من المعقول أن يعتمد ماوريسيو علي العرضيات للتسجيل ؟ بالتأكيد فمن يمتلك كين يصبح ذلك الأمر منطقيا ولكن كين سيكون محاصرا دائما بكاهيل إضافة إلي لويز . الحل في لعبة شطرنجية
إن كنت من هواة لعب الشطرنج فأحيانا عندما تجد منافسك يعتمد تماما علي ( الوزير ) تلجأ لإخراج وزيرك مع وزيره في لعبة (التكسير ) .. ماوريسيو حاول إبعاد لويز وكاهيل مع خسارة لهاري كين ولكن في المقابل سيجد ديلي ألي فرصة لقنص مساحة خلف أسبالكويتا
بالطبع أنت تتخيل مهاجم أطول من مدافع بعشرة سنتيمترات كاملة وفي كرة تلعب علي الزاوية البعيدة .. الأمر ليس فقط في القفز لأعلي ولكن التراجع للخلف خطوتين مما يؤثر في زاوية الإرتقاء فبدلا من القفز بشكل عمودي ربما يعوض فارق الطول إلي القفز بزاوية منفرجة وبالتالي تصبح فرصتك شبه معدومة في الفوز بالكرة .. نفس الأمر بالمناسبة إستخدمه كونتي لضرب أوتامندي
بوتشتينو قسم الملعب لأجزاء فالجزء الذي يتواجد فيه ديمبلي ( الأيسر لتوتنهام ) يقوم فيه بمحاولة بناء الهجمات بقدرته علي المراوغة مع تحرك ألي في نفس الجزء الأمامي من نفس المربع .. ماوريسيو إستفاد أيضا من قدرات فيرتونخين ( الظهير الأيسر قديما والذي تم تطويعه ليصبح قلب دفاع ) في التقدم حال قطعها من منتصف ملعب تشيلسي
في المقابل لم تكن لجبهة والكر واريكسن دورا في بناء اللعب إلا إن دورها كان أهم في صناعة الهدف.. ألونسو ليس من اللاعبين الذين يتقدمون لإقتناص الكرات ولكنه يظل يتراجع مع الظهير المقابل له ( حدث ذلك كثيرا أيضا أمام السيتي ) .. والكر إستغل ذلك مع تقهقر غريب من ألونسو وماتيش ثم جاء الهدف من عرضية أريسكن ورأسية ألي الأمر تكرر في الهدفين
جزء هام من فكرة بوتشيتينو أن يجعل روز جناح الوسط الأيسر متقدما دائما لشغل موزيس وبالتالي يتحرك ألي دائما خلف أسبالكويتا وأمام موزيس الذي لا يعرف هل يراقب روز أم ألي ..الفيديو القادم يوضح جميع الأفكار السابقة :
أخيرا .. أكررها ثانية أفضل مباريات كرة القدم التي تلعب خارج الخطوط . ماوريسيو جعل كونتي الإجابة وأوضح الطريق تماما لرانيري فهل يفعلها ليستر في الجولة المقبلة تكتيكيا.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك