في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
الفضيحة ..العار ...النكسة ..الرحيل ..عفوا عزيزي القارئ إذا كنت تتوقع أن يكون التحليل حافل بالنقد للنقد فقط فأنت أخطأت بالضغط على هذا الرابط ولا تكمل القراءة لأننا في تحليلات عقل المباراة نبحث فقط عن تحليل الأداء تكتيكيا ونري البديل دون تجريح ونناقش أسباب الهزيمة الفعلية وليس الحديث عن ( أكلشيهات ) معتادة نراها عند كل فوز وعند كل هزيمة.
بداية قبل أن نناقش ما حدث في المباراة لا بد أن نحيي حلمي طولان على قراءته الجيدة للأهلي واستطاعته عزل لاعبي الفريق بعضهم البعض ولكن لماذا لا يقرأ مدربو الدوري الممتاز المنافسين لهم ولا يتألق لاعبي الدوري إلا أمام الأهلي أو الزمالك ..الإجابة ..حقيقة لا أعرف
السطر الأخير يوضح مدي حجم القوة التي يلاقي بها الأهلي والزمالك منافسيهم فالكل يسعي للظهور بمظهر أفضل من قطبي الكرة المصرية وكذلك اللاعبين لذلك فلا عجب أن تري لاعبا يتألق فقط في أربع مباريات في العام ..وسريعا ننتقل إلي مناقشة سيناريو اللقاء
• من كان برأيك يستحق اللعب ولم يشركه البدري ؟ أو ما هو التكتيك الذي تراه قد يكون صالحا وأنت متأخر بهدف ..للأسف الشديد كل المحللين أمس لم يستطيعوا الإجابة أمس فمنهم من استسهل وألقي باللوم على جمعة ولا أعرف ما هو دور جمعة في هدف المباراة الأول ..بل حملوه أيضا الهدفين الثاني والثالث وهو قابع على دكة البدلاء ..والأخرون استقبحوا أعذار البدري بغياب لاعبين ولم يقدموا البديل التكتيكي والذي تنتظره الجماهير منهم وأكتفوا بالمصطلحات التي تسمعها دائما ..التجديد ..سنة الحياة .. المستوي ..دون التحدث في جملة تكتيكية واحدة أو حل تكتيتكي واحد ..أما من كان رحيما فتحدث عن الغائبين وكأن كل دور المحلل أن يأتي بالأعذار أو يأتي بالنقد وينسي ما هو قادم لأجله ..تحليل الأداء وتقديم البديل
• البدري لم يخطئ في اختيار تشكيل المباراة ولم يكن لديه الأفضل 4-2-2-2 جمعة ونجيب وشريف وقناوي أمامهم ربيعة وتريزيجيه ثم السعيد وبركات ثم عبدالظاهر ومتعب.
• البدري لم يخطئ في تغييرات المباراة فأنت متأخر بهدف وتريد تنشيط الهجوم فلا يوجد سوي المغامرة ..قلب دفاعك الذي يشكو منه العالم الكروي في مصر حصل على إنذار فلا بد من إخراجه حتي يصمتوا ولا يتحدثون عن فارق السرعة خاصة وأنك ستلعب بمغامرة قد تأتي لك بالتعادل أو ستستمر في الهزيمة.
• عندما تخرج رأس حربة صريح وتدخل مهاجم فأنت لا تتراجع ..لا بد ان نعرف الفارق بين رأس الحربة الصريح والذي يلعب دائما داخل المنطقة وبين المهاجم الذي يتحرك حول المنطقة للداخل وفي مباراة الأمس وبعد تحول السعيد إلي ارتكاز ثان ..كان لابد من وجود حلقة وصل أخري بين عبدالظاهر في عمق الدفاع وبين السعيد في منطقة الوسط في ظل اللعب بدومنيك وبركات كأجنحة هجومية.
• شكري لا بد أن يأخذ فرصة .. بركات كان يجب أن يبقي ..بركات كبر وفارق السرعة هو السبب في الهدف الثالث والتغطية ..بالتأكيد أنت لا تلعب وحدك هناك مدرب يسعي إلي استغلال المساحات الخالية في منطقة دفاعك خاصة وأنت تهاجم بشراسة لإنك متأخر والهزيمة وعدم السعي للتعادل سيجعل منك بالفعل مدربا فشل في محاولة العودة للمباراة. ماذا كان ينقص البدري ؟
• كان ينقص البدري الكثير ..لا لن أتحدث عن عناصر ..سأتحدث عن قراءة منافس وهنا تأتي فكرة محلل الأداء فبالتأكيد البدري كان منصبا تركيزه على مباراة السوبر الأفريقي ولن يستطيع مشاهدة مباريات للحرس وإخراج نقاط الضعف ومن ثم إعطائها للاعبين في كبسولة ليعرف الفريق جيدا ماذا سيفعل في مباراة صعبة بعد مباراة بطولة بأربعة أيام.
• ليس هذا فقط ..الدفاع المتقدم جدا الذي واجهه البدري من قبل حلمي طولان كان يهدف إلي إجبار خط الدفاع على لعب الكرة بدون دقة في الجزء الأمامي .. ماذا كان سيفعل البدري وقتها ..ببساطة اللعب بنفس الأسلوب.
• أن يتقدم جمعة ونجيب إلي ما قبل خط الوسط أمامهم ربيعة ومائلا لناحية اليسار شديد قناوي بحرية هجومي يقابلها ثبات دفاعي من شريف عبدالفضيل مع ترك الثلاثي بركات وتريزيجيه والسعيد يتناقلون الكرة في عمق الملعب ثم بينيه في العمق لثنائي الهجوم أو يسارا إلي شديد .. هذا هو الحل التكتيكي.
• ما سبق كان سيجبر طولان على إعادة الهردة للخلف ( سهولة للأهلي في وسط الملعب ) أو مساندة إسلام رمضان للدفع ( وقتها سيتحرك بركات بحرية ) أو مراقبة عبدالرحمن فاروق للسعيد والدخول معه للعمق ( كما حدث أمس ) ولكن شديد كان يحتاج وقتها لمساندة بركات ... وهذا هو الحل التكتيكي الثاني الذي لم يلجأ إليه البدري .. تغيير وضع بركات ... شاهد الجرافيك التالي :
• في تحليل مباراة الزمالك والمقاولون ..قام فييرا بما أقوله في العبارة السابقة ..نقل أخف اللاعبين حركة ناحية القوة الهجومية للمنافس ووقتها سيضطر ( أحمد صبري لمعاونة عبدالرحمن فاروق ) في مباراة الحرس.
• متأخر بهدفين وتقوم بإخراج شريف عبدالفضيل ... ليس عندي مشكلة في هذا حتي لو كان من يلعب دوره بركات ( المجهد ) ولكن كيف كان يمكن الاستفادة من التغيير .. هل شاهدت كيف كان يلعب بلان بثنائي دفاع فرنسا ؟ .. فتح عرض الملعب تماما ومن ثم الدخول للعمق أثناء الهجمات بطريقة تعطل من وصول مهاجمي المنافس إلي العمق حتي يتراجع ظهيري الجنب .. ربيعة ونجيب بعرض الملعب أمامهم تريزيجه ثم بركات وشديد لداخل العمق بينهم السعيد وشكري ثم ثلاثي الهجوم دومينك وحمدي وعبدالظاهر 2-1-4-2-1
• النتيجة كبيرة ..نعم كبيرة .. ولكن بسبب أخطاء فردية ..شديد مسئولا بشكل كبير عن الهدفين الأول والثالث ..ولا أنادي بذبحه والترحم على أيام سيد معوض أو ضرورة التعاقد مع بديل أخر .. فشميلزر تباطأ أول أمس في تشتيت الكرة من أجل بناء هجمة فتدخل لام من الخلف واحرز روبن الهدف ( بايرن وبروسيا ..في ال POKAL) ...وإينو عادة لا يحرز مثل هذا الهدف إلا في مباريات الأهلي الودية ..ولكن يستحق الحرس الفوز لأنه كان اكثر توفيقا واجتهادا.
• أخيرا نعم البدري أخطأ في إرادة المباراة تكتيكيا في بعض الاوقات ..ولكنها ليست الأخطاء التي يتحدث عنها الجميع وحديثهم عنها يعني ضمنيا أنهم مثل البدري تماما لم ينجحوا في قراءة المباراة ... فالهزيمة ليست فضيحة وليست عارا ..إنما هي فرصة أخري لإدراك سبب النصر في المرة القادمة.