ملامح الفلسفة الهجومية وأزمة الكرات الثابتة.. كيف ظهر الزمالك مع بيسيرو قبل قمة الأهلي؟ (تحليل)

يخوض المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو اختبارًا صعبًا مع ناديه الجديد الزمالك، عندما يصطدم بالغريم التقليدي النادي الأهلي، في ثاني مبارياته بقيادة القلعة البيضاء، في لقاء القمة رقم 129، على استاد القاهرة الدولي.

وتعادل بيسيرو بسيناريو مثير في مباراته الأولى مع الزمالك ضد بتروجيت، بنتيجة 1-1، لكنه قدم بعض البصمات الهجومية مع الأبيض، لكنه مازال يحتاج لتعديل أوضاع فريقه دفاعيًا بصورة أكبر.

وبالنظر إلى مباريات الزمالك الأخيرة مع مدربه السابق كريستيان جروس، سنجد تفوقًا لفريقي الإسماعيلي وفاركو منافسي الأبيض على صعيد عدد التسديدات، والتسديدات على المرمى.

سدد الزمالك 4 كرات ضد فاركو بينها واحدة فقط بين القائمين والعارضة، والتي سكنت الشباك بهدف عكسي، بينما في لقاء بتروجيت كان الفريق الأبيض أخطر كثيرًا في ظهور بيسيرو الأول.

سدد الزمالك 14 كرة في مواجهة بتروجيت، بينها 3 على المرمى، مما يدل على خطورة الأبيض رغم غياب الدقة، لكن المشكلة الدفاعية استمرت باستقباله 15 تسديدة.

ويعاني الزمالك من أزمة على صعيد الكرات العرضية، وخاصة الركلات الركنية، والتي استقبل منها أهدافًا أمام إنيمبا النيجيري، الجونة وطلائع الجيش.

وكاد بتروجيت أن يسجل في مناسبتين أمام الزمالك، سواء في الشوط الأول أو الشوط الثاني.

لم يتحسن تعامل الزمالك مع الكرات العرضية رغم امتلاكه لاعبين مميزين فرديًا في التعامل معها، مثل محمود حمدي الونش وحسام عبد المجيد.

وسيحتاج بيسيرو للعمل على تنظيم دفاع الزمالك، لتحسين تعامله مع الكرات الثابتة، التي لا يستغلها الفارس الأبيض على الصعيد الهجومي أيضًا، رغم امتلاكه منفذين مميزين لتلك الركلات مثل: زيزو وعبد الله السعيد.

وعلى الصعيد الهجومي، ظهرت بصمات بيسيرو سريعًا، حيث شكل الزمالك خطورة على مرمى بتروجيت، من خلال الكرات العرضية، التي أهدر منها زيزو فرصتين للتسجيل.

ومع غياب فتوح بداعي الإصابة، دفع بيسيرو بمحمود بنتايج، الذي قدم بصمة هجومية أكبر، بانطلاقاته برفقة محمد حمدي في الشوط الثاني، وصنع فرصة تسجيل لزميله زيزو الذي سدد الكرة فوق العارضة، في ظل تواجد 4 لاعبين من الزمالك بمنطقة الجزاء لاستغلال العرضيات.

وتكرر الأمر من الجبهة اليمنى لنادي الزمالك، عن طريق الظهير الشاب أحمد محمود، الذي أرسل عرضية آخرى تابعها زيزو برأسية متقنة اصطدمت بالعارضة، وسط زيادة عددية هجومية من جانب الزمالك.

ويبقى أخطر أسلحة الزمالك مؤخرًا هو صانع الألعاب عبد الله السعيد، الذي قدم تمريرتين مفتاحيتين، كما صنع فرصة كبيرة للتسجيل، وقدم أسيست هدف التعادل لزميله ناصر منسي، في وقت قاتل، بتمريرة طولية متقنة، حيث قد تكون تمريرات صانع الألعاب المخضرم سلاح الأبيض الأول لاختراق دفاع غريمه الأحمر.

وستكون حيرة بيسيرو الأكبر هجوميًا في المفاضلة بين ناصر منسي وسيف الدين الجزيري، حيث قدم التونسي أداءً مميزًا في لقاء الديربي الأخير محليًا، بتسجيله هدفي الانتصار، بينما يعد منسي هو هداف القلعة البيضاء هذا الموسم.

أهدر الجزيري فرصة محققة للتسجيل في المباراة الماضية ضد بتروجيت بغرابة والتي انتهت برمية تماس للزمالك بعد خروج الحارس عمر صلاح، بينما تألق ناصر منسي وأنقذ القلعة البيضاء من الهزيمة، لكن المهاجم التونسي يكتسب ثقة مدربي الزمالك عادة في لقاءات الديربي خلال السنوات الماضية.

يمتلك الجزيري السرعة الكافية للضغط على مدافعي الأهلي، وكذلك للتحرك خلف الخط الخلفي للقلعة الحمراء، لكن تعامله مع الانفرادات في اللقاء الماضي قد يثير الشكوك لدى بيسيرو.