أداء موتيابا الدفاعي ودور دونجا ولعبة سيف.. كيف تفوق رجال جوميز على تبديلات كولر؟ (تحليل)
احتفال لاعبو الزمالك بهدف الجزيري في الأهلي
كتب: مصطفى جمال
خطف الزمالك فوزًا صعبًا على حساب غريمه التقليدي الأهلي، بهدفين مقابل هدف، في مواجهة ثانية بين البرتغالي جوزيه جوميز والسويسري مارسيل كولر، مالت فيها الكفة لمدرب الأبيض بعد التزام دفاعي كبير من لاعبيه وعلى رأسهم ترافيس موتيابا ونبيل عماد دونجا بينما وصل مدرب الأحمر متأخرًا لأجواء المباراة، ورغم تبديلاته الجيدة لكنه لم تنقذه من تجنب الهزيمة.
بدأت المواجهة بإصابة زيزو، التي أدت لتغيير أفكار جوميز، بخروج نجمه الأول، والدفع بالأوغندي الشاب ترافيس موتيابا، الذي كان بعيدًا عن المشاركة مع الفارس الأبيض خلال الفترة الماضية، ومن ذلك الوقت تغير أسلوب الزمالك، وهذا ما تظهره خريطة تمركز لاعبي الأبيض.
كان زيزو يتمركز في الدقائق الأولى بالقرب من سيف الدين الجزيري، بينما ترافيس موتيابا تواجد في مركز أبعد عن منطقة جزاء الزمالك، لكنه التزم دفاعيًا بالتواجد في منتصف ملعبه، لمحاولة خلق خيار التمرير نحو علي معلول، ثم مساندة الظهير الأيمن دفاعيًا.
دخول موتيابا كان موفقًا من جوميز، ورغم أنه لا يمتلك فعالية زيزو الهجومية مع صغر سنه وقلة خبراته، لكنه لعب دوره الدفاعي المطلوب بشكل مثالي في مواجهة جبهة الأهلي اليسرى الخطيرة، والتي حاول كولر استغلالها في الشوط الثاني بالدفع برضا سليم ثم أحمد عبدالقادر، لكن التزام موتيابا ساعد مصطفى الزناري الذي دخل بديلًا في هذا المركز بمواجهة معلول.
موتيابا كان أكثر لاعبي القمة فوزًا بالالتحامات، حيث تفوق في 10 كرات مشتركة من أصل 15، كما اعترض تمريرات لاعبي الأهلي مرتين وهو الرقم الأعلى في اللقاء بالتساوي مع عدة لاعبين، وكان أكثر لاعبي القمة قيامًا بالتدخلات لقطع الكرة في 5 مناسبات، متفوقًا على رامي ربيعة مدافع الأهلي صاحب المركز الثاني.
وتحصل موتيابا على 3 أخطاء من لاعبي الأهلي، كما قام بمراوغة ناجحة من محاولتين للمراوغة، ليكسب جوميز الرهان على الفتى الصاعد.
في المقابل لعب دونجا دورًا هامًا في منح الزمالك الاستحواذ بالشوط الأول، ثم ظهر تأثيره الأكبر في الدقائق الأخيرة، بعدما ساهم في هدف فريقه الثاني بدخوله لمنطقة الجزاء أثناء لعب رمية التماس، ورغم تصدي مصطفى شوبير لتسديدته، لكنه استمر في الضغط ليدفع عبدالمنعم لإبعاد الكرة بصعوبة برأسه لتصل لسيف الجزيري في وضعية مثالية للتسديد.
ظهر دونجا بعد ذلك في لقطة دفاعية هامة للأبيض، بعدما استطاع التغطية خلف عمر جابر وإبعاد عرضية رضا سليم التي كادت أن تمنح الأهلي التعادل، كما فعل المغربي في الهدف الأول لأحمد عبدالقادر، ثم استعاد دونجا الكرة للزمالك في الدقيقة الأخيرة واستطاع الحفاظ عليها لتخفيف الضغط وحرمان الأهلي من فرصة الهجمة الأخيرة.
وصلت دقة تمريرات دونجا إلى 91% وهو أعلى لاعبي الزمالك في القمة، برصيد 53 تمريرة صحيحة من 58، وكان ثاني أكثر لاعبي الزمالك لمسًا للكرة بعد عبدالله السعيد، بعدما كسب ثقة زملائه تحت الضغط منذ مباراة نهائي كأس مصر أمام الأهلي، رغم الخسارة في تلك المواجهة.
خروج زيزو جعل منفذ الزمالك الوحيد لمهاجمة منطقة جزاء الأهلي هي انطلاقات التونسي سيف الدين الجزيري، الذي كان بعيدًا عن مستواه في الفترة الماضية، لكنه شكل مصدر إزعاج كبير لمدافعي القلعة الحمراء في لقاء اليوم.
تحركات الجزيري كانت أخطر أسلحة الزمالك، منذ تمريرة عبدالله السعيد له في بداية اللقاء، والتي شهدت فرصة خطيرة لزيزو تعرض خلالها للإصابة.
لم يمتلك الزمالك اللاعبين الذين يقتحمون منطقة الجزاء بالشكل المطلوب، لكن تحرك الجزيري المعتاد خلف دفاع الأهلي أثى بثماره، في كرة الهدف الأول، بعد تمريرة سحرية من ناصر ماهر.
وبالعودة بالزمن للخلف قليلًا، نجد أن الأمر ليس وليد الصدفة مع اللاعب التونسي، خاصة عندما يذهب للجبهة اليسرى للأهلي، مثلما فعلها في هدف زيزو الأول، بنهائي كأس مصر لنسخة 2020-2021، تحت قيادة البرتغالي فيريرا، بعدما استقبل كرة طويلة من مواطنه حمزة المثلوثي، لذلك فهي لعبة مكررة لمهاجم نسور قرطاج، نجح منها الفارس الأبيض في اختراق حصون القلعة الحمراء.
في المقابل استفاق كولر متأخرًا بعدما أضاع الشوط الأول على فريقه، بالدفع بالمهاجم الفرنسي أنتوني موديست، الذي لمس الكرة مرتين فقط، ولم يسدد أي كرة على المرمى، وظهر كالشبح في أرضية الملعب.
حاول كولر تأمين جبهته اليمنى بتواجد عمر كمال أمام محمد هاني، لكن فكرة السويسري الدفاعية حطمت آمال الأهلي الهجومية لفترة طويلة في أحداث اللقاء، حيث فقد عمر كمال الاستحواذ 22 مرة كأكثر لاعب في اللقاء بالتساوي مع علي معلول.
دفع كولر برضا سليم ووسام أبو علي برفقة عمرو السولية مع بداية الشوط الثاني، وهو ما منح الأهلي رئة هجومية نشيطة، خاصة المهاجم الفلسطيني الذي ساعد الفريق الأحمر في الضغط على دفاع الزمالك، وصنع فرصتين لزملائه لكنهم لم يحسنوا استغلال تمريراته، كما قام بـ 11 تمريرة صحيحة من 12.
حاول كولر مواصلة الضغط على جبهة الزمالك اليمنى، لاستغلال دخول مصطفى الزناري في غير مركزه، ليدخل أحمد عبدالقادر الذي أحرز هدف التعادل للأحمر، وكان اللاعب الوحيد الذي سدد على مرمى الزمالك في اللقاء، بتسديدتين، سكنت أحدها شباك عواد والثانية أمسكها حارس الأبيض.
تبديلات كولر كانت تصحيحًا للتشكيل الخاطئ الذي بدأ به بالرغم من الغيابات، لكن كرة القدم عاقبت المدرب السويسري رغم تعامله الجيد إلى حد ما مع الشوط الثاني، لكنه تأخر أيضًا في الدفع بكهربا عقب تسجيله هدف التعادل، واستغلال تراجع الزمالك دفاعيًا في الدقائق الأخيرة، لتزداد الشكوك والضغوط على المدرب السويسري محليًا، قبل الاختبار الأفريقي الصعب أمام مازيمبي الكونغولي والذي سيبحث فيه المدرب السويسري عن تصحيح المسار والعودة للطريق الصحيح.
في المقابل لم تكن تبديلات جوميز في الشوط الثاني الأفضل، خاصة خروج عبدالله السعيد بشكل مبكر رغم مستواه الجيد خلال اللقاء، وكان من الممكن خروج أي عنصر من الخط الهجومي، والدفع بالسعيد نحو مركز صانع الألعاب.
دخول سيف فاروق جعفر بدلًا من ناصر ماهر حاول به جوميز تجديد الدماء في خط وسط الزمالك لكسب الكرة بصورة أكبر، مع الاعتماد على سرعة سيد نيمار في المرتدات بعد الهدف، لكن قرارات الجناح الأيمن لم تكن موفقة في عدة كرات، لكن جوميز نال ما يستحقه منذ مواجهة نهائي كأس مصر.
حصد جوميز الثقة التي ينتظرها قبل مواجهة دريمز الغاني المنتظرة في نصف نهائي كأس الكونفدرالية، والتي قد تشهد عودة بعض أسلحته الغائبة مثل شيكابالا ومصطفى شلبي، مع ظهور بعض اللاعبين لدقائق أكثر أبرزهم محمد شحاتة، ترافيس موتيابا، بالإضافة لعودة سامسون أكينيولا لحساباته، والتي لم تكن مواجهة الأهلي الأنسب له في ظل احتياج الزمالك إلى لاعب سريع ينطلق خلف الدفاع، وهو الأمر الذي سيختلف في مواجهة دريمز.
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات306
-
718
-
الهداف
-
صانع الأهداف