لاعب الجولة.. استفتاء جماهيري أحرج رابطة الأندية (قصة مدفوعة بالبيانات)

قصة مدفوعة بالبيانات: مها صلاح الدين ومنة عمر

رسوم - سحر عيسى:

أثار استفتاء "لاعب الجولة" الخاص بالحساب الرسمي لرابطة الأندية المصرية "EPL" الكثير من الجدل طوال الموسم الكروي الماضي.

يتم الاستفتاء عبر الحسابات الرسمية للرابطة، مع التنويه والإشارة إلى أن عملية التصويت تتم بناء على التصويت الجماهيري فقط: "نود التنبيه بأن هذا الاختيار خاص بمتابعينا فقط عبر منصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي".

بدأ الجدل مع سيطرة واضحة للاعبي النادي الأهلي على الاستفتاء خلال الست جولات الأولى، ثم ازداد شيئا فشيئا بغياب تام للاعبي الزمالك عن اللقب طوال الموسم على الرغم من أن النادي الأبيض هو ثاني الفرق التي ترشح منها لاعبين للقب "لاعب الجولة" ليُفتح باب الجدل بين الجماهير حول النادي صاحب الشعبية الأولى في مصر.

في هذه القصة المدفوعة بالبيانات، قررنا جمع وتحليل بيانات استفتاء لاعب الجولة، وكيف سار في اتجاه واحد، باختيار الجمهور.

بعد أن أسدل موسم 2022/ 2023 الكروي ستاره، وانتهى أخيرًا الدوري المصري، قررت رابطة الأندية المحترفة المصرية، والمسؤولة عن البطولة، الإعلان عن استفتاء جماهيري لاختيار لاعب الموسم في كل مركز، عبر منصتها على موقع التواصل الاجتماعي X "تويتر سابقاً".

بدأ التصويت في الخامس من أغسطس، باختيار أفضل حارس مرمى، والذي حُسم لصالح محمد الشناوي، حارس مرمى النادي الأهلي، ثم أفضل ظهير أيمن، والذي حُسم لصالح محمد هاني، ظهير أيمن النادي الأهلي، ولتجنب أن يكون جميع لاعبي تشكيل الموسم من نادٍ واحد، قررت رابطة الأندية، طرح الاستفتاء على مركز أفضل مدافع للمرة الأولى بدون أي لاعب من النادي الأهلي -الحاصل على بطولتي الدوري ودوري أبطال إفريقيا- مما أثار حفيظة جماهيره، الأمر الذي دفع الرابطة لعمل استفتاء آخر على أفضل لاعب في المركز نفسه، حُسم لصالح محمد عبد المنعم، مدافع النادي الأهلي.

وعلى الرغم من أن نتيجة الاستفتاء الأول حُسمت لصالح محمد دبش، لاعب النادي المصري، بنسبة 60.7% إلا أن الرابطة أعلنت فوز لاعب نادي الزمالك حسام عبدالمجيد، الذي حصل على 10% فقط، مذيلة النتيجة بأنه وفقًا لنتائج الاستفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

القصة لم تبدأ من هنا، بينما بدأت منذ أن أعلنت رابطة الأندية المحترفة، عن استفتاء لاعب الجولة، مع بداية الدوري المصري، والذي حسمته الجماهير على نحو نفسه، وهو ما أشاع أن رابطة الأندية سوف تغير معايير استفتاء لاعب الجولة الموسم المقبل.

تألف الدوري المصري موسم 2022/2033 من 34 جولة، يلعبها 18 نادياً، يلاعب كل نادٍ منها جميع الأندية مرتين، بنظام الذهاب والإياب.

ترشح لجائزة لاعب الجولة نحو 76 لاعباً؛ حيث كان يتنافس من ثلاثة إلى أربعة لاعبين في كل جولة.

تربَّع النادي الأهلي على قائمة أكثر الأندية ترشحًا لجائزة لاعب الجولة، في 26 جولة من الـ 34، وتلاه نادي الزمالك، الذي ترشح للجائزة 20 مرة، والإسماعيلي الذي ترشح للجائزة 9 مرات.

         الزمالك ثاني أكثر الأندية ترشحًا في استفتاء لاعب الجولة بعد الأهلي

وعلى الرغم من أن نادي الزمالك جاء في المرتبة الثانية من حيث الأندية المرشحة لجائزة لاعب الجولة، في 20 مرة، إلا أنه خسر الجائزة في جميع الجولات بالاستفتاء الجماهيري، ليكون أكثر الأندية التي خسرت جائزة لاعب الجولة، يليه نادي الاسماعيلي، ونادي بيراميدز.

 الزمالك أكثر الأندية التي ترشح منها لاعبين لجائزة لاعب الجولة ولم يفز.. يليه الإسماعيلي وبيراميدز

بينما حسم النادي الأهلي الجائزة في الـ 26 جولة، التي ترشح لها، يليه ناديا سموحة وأسوان، اللذان حسما الجائزة مرتين لكل منهما، ثم تأتي أندية إنبي وغزل المحلة وسيراميكا كليوباترا، التي حسمت الجائزة بتصويت الجماهير، مرة واحدة لكل منها.

لينحصر لقب لاعب الجولة على مدار الموسم بين 6 أندية فقط من بين 18 نادياً، ويفوز النادي الأهلي في نحو 80% من الجولات، وهو الأمر الذي دفع الغاني ياو أنور، لاعب نادي الإسماعيلي، الذي ترشح لجائزة لاعب الجولة الـ 34، بعد أن سجل 3 أهداف في مباراة فريقه أمام الاتحاد السكندري، منافسًا لطاهر محمد طاهر الذي سجل هدفين في مباراة الأهلي أمام المقاولون، والذي فاز بالجائزة بنسبة تصويت تخطت الـ 95%، بينما حصل أنور على نسبة قاربت على 3%، دفعه ذلك إلى أن يكتب على صفحته الشخصية: "سوف نتعلم الرقص بعد الأهداف.. لا مشكلة".

                              6 أندية فقط فازت بجائزة لاعب الجولة

وعلى الرغم من زيادة عدد أندية الشركات في الدوري المصري، إلا أن الأندية الجماهيرية مازالت مسيطرة في استفتاء لاعب الجولة، باعتبار أن التصويت يتم بناء على القاعدة الجماهيرية للأندية والتي تختفي مع أندية الشركات.

وجاءت نسبة فوز لاعبي الأندية الجماهيرية بالجائزة 71% مقارنة بلاعبي أندية الشركات 29%.

                  29% حصة أندية الشركات من الترشح لجائزة لاعب الجولة

وهو الحال نفسه، مع الأندية التي هبطت للدرجة الثانية، حيث كان لها نصيب ليس في الترشح فقط، بل في الفوز أيضًا مثل نادي أسوان، بنسبة لم تتجاوز الـ 11%.

                  11% حصة الأندية الهابطة من الترشح لجائزة لاعب الجولة

أما من ناحية اللاعبين، فجاء الظهير الأيسر التونسي على معلول في مقدمة المرشحين لجائزة لاعب الجولة، حيث ترشح للجائزة 5 مرات، يليه لاعب الزمالك أحمد سيد زيزو في المرتبة الثانية، حيث ترشح 4 مرات، بالتساوي مع التونسي سيف الدين الجزيري، مهاجم الزمالك.

في المقابل ترشح 5 لاعبين لجائزة لاعب الجولة 3 مرات، وهم حسام حسن لاعب نادي سموحة - الذي كان معارًا في ذلك الوقت من النادي الأهلي، ومابولولو لاعب نادي الاتحاد السكندري، ومحمد الشامي، ومحمد حمدي زكي لاعبا نادي الإسماعيلي، وأخيرًا، محمود كهربا من النادي الأهلي.

بينما ترشح 16 لاعبًا مرتين إلى جائزة لاعب الجولة، على رأسهم أحمد ياسر ريان، وأليو ديانج، وإمام عاشور.

                                علي معلول الأكثر ترشحًا لجائزة لاعب الجولة
                              يليه أحمد السيد زيزو وسيف الجزيري من الزمالك

احتلت تونس المرتبة الأولى بين الجنسيات المرشحة لجائزة لاعب الجولة -بعد مصر- بواقع 13 مرة، تليها أنجولا وغانا ونيجيريا (4 مرات لكل منها).

ووضع علي معلول المحترفين التونسيين في المرتبة الأولى -بعد مصر- بين اللاعبين المحترفين الأكثر فوزًا بجائزة لاعب الجولة.

معلول ترشّح للجائزة في 5 جولات وفاز بها جميعًا، وهي النسبة الأعلى للجنسيات التي ترشحت للجائزة وفازت بها، بعد مصر.

وتأتي مالي في المرتبة الثانية بواقع مرتين فقط، ثم البرازيل، الجابون وجنوب أفريقيا (مرة لكل منها).

               تونس ثاني جنسية بعد مصر من حيث الفوز بجائزة لاعب الجولة

لم يكن علي معلول المتصدر الوحيد للفائزين بالجائزة من النادي الأهلي، حيث جاء بعده، محمود كهربا - الذي كان يشغل مركز مهاجم الفريق - في المركز الثاني، ولاعب خط الوسط المالي أليو ديانج في المركز الثالث، بعد أن فاز بالجائزة لمرتين.

تساوى مع أليو ديانج في عدد مرات الفوز بجائزة لاعب الجولة، كل من حسام حسن، لاعب نادي سموحة المعار من النادي الأهلي، وكل من حسين الشحات ومحمد مجدي أفشة ومروان عطية، لاعبي النادي الأهلي.

بينما فاز 15 لاعباً آخر بالجائزة لمرة واحدة فقط.

وعلى الرغم من أن علي معلول، أكثر لاعب فاز بجائزة لاعب الجولة، هو في الأساس ظهير أيسر، إلا أن مركز الظهير الأيسر فاز بالجائزة 5 مرات فقط، هي عدد مرات فوز معلول.

بينما تصدر مركز المهاجم قائمة أكثر المراكز فوزًا بجائزة لاعب الجولة، بنحو 9 مرات، يليه مركز الجناح الأيمن الذي فاز بالجائزة في 6 جولات.

بينما كانت مراكز الدفاع، حراسة المرمى، خط الوسط، الجناح أيسر والظهير أيمن، أقل المراكز التي فازت بالجائزة بواقع مرة واحدة فقط لكل مركز.

لم يحسم استفتاء لاعب الجولة لصالح النادي الأهلي بعدد مرات الفوز فقط، بل حُسم أيضًا بنسب فوز اللاعبين، فوفقًا لتحليل البيانات، وجدنا أن لاعب النادي الأهلي محمود عبدالمنعم كهربا حصل على أعلى نسبة تصويت في جميع الجولات، حيث فاز في الجولة الرابعة عشرة بنسبة 98.9%، يليه حسين الشحات الذي فاز بنسبة 98.8%، ثم مروان عطية بنسبة 98.6%.

في المقابل، جاءت النسب الأعلى للاعبي نادي الزمالك - القطب الثاني بالكرة المصرية - على النحو التالي؛ حيث تصدر قائد الفريق محمود عبدالرازق شيكابالا، أعلى نسبة تصويت حصل عليها لاعبو نادي الزمالك بنسبة 28%، يليه لاعب نادي الزمالك السابق، الذي انتقل مؤخرًا لنادي بيراميدز، يوسف أسامة نبيه بنسبة 17.1%، وإمام عاشور، لاعب نادي الزمالك الأسبق والنادي الأهلي حاليًا، بنسبة 10.4%.

في نهاية يناير الماضي، علق رئيس رابطة الأندية المحترفة، أحمد دياب، على غلبة لاعبي النادي الأهلي، في استفتاء لاعب الجولة الجماهيري قائلًا: "الاختيار الرسمي الوحيد هو رجل المباراة، وهذا هو اختيار الرابطة الذي تسلم به جائزة رجل المباراة في الملعب، عبر لجنة تقييم لأداء المباراة واللاعبين".

في المقابل، أضاف دياب: "أن لاعب الجولة هو استفتاء جماهيري، وليس جائزة رسمية، وبالتالي ليس له قواعد"، بينما ستكون هناك جائزة رسمية أخرى في نهاية الموسم، بناء على خبراء ونقاد وإحصائيات جائزة "رجل المباراة"، وبناء عليه سيتم اختيار أفضل لاعب في الدوري.

وهذا يتناقض مع ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول تغيير معايير جائزة استفتاء لاعب الجولة، حتى لا تنحصر الاختيارات في نادٍ جماهيري واحد، وهو ما حاولنا التواصل بشأنه مع رابطة الأندية، إلا أنه لم يتم الرد حتى الآن.