النقل التلفزيوني وحضور الجماهير.. كيف تناطح الكرة المصرية "إمكانيات" الدوري السعودي؟

اتهامات عديدة طالت الكرة المصرية خلال الساعات القليلة الماضية، وبالتحديد بعد الانتقادات التي أطلقها الإعلامي السعودي وليد الفراج مؤخرًا.

وكان الفراج قد آثار الجدل مؤخرًا بتصريحاته أمس السبت حينما قال عبر قناة "إم بي سي أكشن" السعودية، إن ديربي النصر والهلال هو الأقوى عربيًأ متفوقًا على قمة الأهلي والزمالك التي كانت لها مكانتها الخاصة في السنوات الماضية.

وأضاف الفراج: "الأهلي والزمالك ديربي على مستوى مصر فقط، ما هذا الديربي الذي لا يتواجد به جمهور وعلى مستوى اللاعبين أيضًا فأنتم ترون الأسماء الموجودة في الهلال والنصر".

وأكمل: "أنا أحب مصر والدوري المصري لكن نحن نتحدث عن الدوري السعودي الذي تنقله 40 قناة على مستوى العالم".

ليثير الفراج الجدل حول ردود الفعل في الشارع الرياضي المصري بالتحديد الذي كان وما زال مقتنعًا بأن الدوري المصري رغم قلة إمكانياته وحدود إنفاقاته إلا أنه يظل الدوري الأفضل في الوطن العربي.

لا شك في أن الدوري السعودي مؤخرًا بدأ في جذب أهم اللاعبين في قارة أوروبا بالتحديد، مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، نوجولو كانتي، ولم تكتف الأندية السعودية بمساعدة صندوق الاستثمار السعودي، عند ذلك الحد بل طالبت بالتعاقد مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والفرنسي كيليان مبابي.

واختلفت الأراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالأخص بالأمس السبت، على صحة رأي الإعلامي السعودي، بل وطالبت تلك الفئة بضرورة الاعتراف بالخطأ لكي نصلح ما يمكن إصلاحه.

أما الرأي المخالف فأكد أن الكرة المصرية ما زالت الأقوى عربيًا بالدليل أن الأهلي والزمالك أصحاب الشعبية الأكبر في السعودية وخارجها، بالإضافة إلى الأرقام التي تحصدها مباريات القمة بين الأهلي والزمالك بالتحديد حتى ولو كانت في الدوري المصري أو في المسابقات المحلية أو حتى في دوري أبطال أفريقيا.  

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه حاليًا، هو كيف تستعيد الكرة المصرية مكانتها من جديد بعيدًا عن الانتقادات التي طالتها مؤخرًا؟

اختلاف الفنيات

للإجابة على هذا السؤال سنجد لها ألف مخرج بسبب التقصير الذي نشاهده في مباريات الدوري المصري وعلى سبيل المثال وليس الحصر، سنتحدث عن الفنيات، فالحقيقة تقول إن ديربي الهلال والنصر "حاليًا" يملك أفضل اللاعبين في العالم، وهو ما لم يستطع الأهلي أو الزمالك التعاقد معهم بسبب القدرة المالية المحدودة.

النصر تعاقد مع ساديو ماني، كريستيانو رونالدو، بروزوفيتش، تيليس فوفانا، وفاز بلقب البطولة العربية.

أما الهلال فنجح في ضم مالكوم فيليبي أوليفيرا، نجم زينيت الروسي مقابل 60 مليون يورو، بالإضافة إلى سيرجي سافيتش قادمًا من صفوف نادي لاتسيو مقابل 40 مليون يورو حتى عام 2026.

وضم أيضًا زعيم آسيا روبن نيفيز، لاعب وولفرهامبتون في صفقة انتقال دائمة وصلت إلى 55 مليون يورو، وأخيرًا السنغالي كاليدو كوليبالي قادمًا من نادي تشيلسي الإنجليزي مقابل 23 مليون يورو، ولكن ضم الأسماء الكبيرة في أوروبا فقط ليس ضامنًا علي التفوق الفني.

وإذا نظرنا إلى التاريخ سنجد أن الأهلي مؤخرًا فاز على الهلال السعودي في كأس العالم للأندية بنتيجة 4-0، وبلا شك صفقات الهلال الأجنبية الحالية أقوى مما كان يمتلكها في المونديال، لكن الفارق كان في قوة الأهلي التكتيكية وقتها تحت قيادة الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني.

القطب الثاني للكرة المصرية نادي الزمالك أيضًا، والذي يعاني من بعض الأمور الغير الكروية في آخر 10 سنوات بالتحديد، واجه في النسخة الحالية من البطولة العربية فريق النصر بكامل نجومه وكان ندًا قويًا له.

الحرمان الجماهيري

الحضور الجماهيري بالتأكيد ذو أهمية قصوى في مباريات كرة القدم، فكما يقال "لا طعم لمباراة دون جماهير"، وبالتالي فإن الدوري السعودي حاليًا يتفوق من حيث الجماهير بسبب المدرجات المصرية تعاني من الغياب الدائم.

خلال الفترة الأخيرة، لم يتمكن النادي الأهلي من حضور أكثر من 50 ألف متفرج في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الوداد المغربي الذي فاز فيه بنتيجة 2-1، قبل أن يتعادل في الإياب ويتوج باللقب.

فالحضور الجماهير أحد أهم عوامل نجاح المنظومة الرياضية بالكامل في مصر، بالإضافة إلى تنوع أدوات التشجيع المختلفة في مدرجات الأندية السعودية.

النقل التلفزيوني

المنظومة الناجحة لم تعل لعنان السماء إلا بالاهتمام بأصغر التفاصيل، وهو ما تسير عليه الكرة السعودية حاليًا، خاصة في ظل الامكانيات الضخمة التي تمتلكها القنوات السعودية عن نظيرتها في مصر بالاضافة إلى استقدام مخرجين عالميين لاخراج المباريات هناك.