بعد طلب كولر.. هل تؤثر نتيجة قياس بصمة القدم على فرص الفوز بالبطولات؟

يعتبر قياس بصمة القدم أحد أهم القياسات الطبية التي يخضع لها اللاعبون، لكن هل حجم البصمة يؤثر على فرص الفرق والمنتخبات في الفوز بالبطولات المختلفة؟

وقياس بصمة القدم هو إجراء طبي يتم الكشف فيه عن طبعة القدم (أو أثرها) لملاحظة أي اعوجاج بشكل القدم من الأسفل وتحديد مناطق الضغط التي يبذلها الجسم على القدم.

وطلب مارسيل كولر، مدرب الأهلي، وتيزيان أندريس أندويا مدرب أحمال الفريق، من النادي إخضاع لاعبي الفريق لعدد من القياسات الطبية خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، كان من بينها قياس بصمة القدم لكل لاعب.

ويضع اللاعب قدماه على سجادة مخصصة تشبه تلك الخاصة بالمشاية التي تستخدم في الصالونات الرياضية، للكشف عن بصمتها ومن ثم يحدد الطبيب مناطق الضغط والإصابات التي تظهر له نتيجة هذا الإجراء.

أهمية قياس بصمة القدم

ويستخدم قياس بصمة القدم في بعض الحالات منها تحليل طريقة مشي اللاعب ووقوفه وطريقته في الجري وتأثير ذلك على سرعة أدائه بالملعب، كما يستخدم هذا القياس عند وضع خطط علاجية للتعافي من الإصابات، كذلك لتقييم مدى التحسن الذي يطرأ على القدمين قبل وبعد العلاج من أي إصابة.

ومن خلال بصمة القدم يمكن معرفة نسبة توزيع وزن الجسم بين الرجلين عند الوقوف وتأثير ذلك على القدمين، ومعرفة الضغط المبذول على القدمين، فضلا عن رؤية صور ثنائية الأبعاد لمناطق الضغط على القدم والقوة المبذولة مقابل المساحة من القدم.

هل تؤثر نتيجة قياس بصمة القدم على فرص الفوز بالبطولات؟

لكن رغم هذه الأهمية، لا يؤثر حجم بصمة القدم على فوز الفرق والمنتخبات بالبطولات المختلفة، وفق دراسة نشرها موقع "الشبكة العالمية لبصمة القدم" على الإنترنت.

هل حجم بصمة القدم الكبير يعني إمكانية فوز منتخب معين ببطولة كأس العالم مثلا؟، حجم البصمة الكبير يعني بيئة غنية، والأموال ربما توفر مجالًا للاستعداد للمباريات بشكل أفضل، لكن ذلك لا يؤدي في النهاية حتمًا إلى الانتصارات.

واتخذت الدراسة بطولة كأس العالم 2014 التي أقيمت في البرازيل كمثال، حيث قارنت بين عدد الأهداف التي سجلها كل منتخب في دور المجموعات، كي تكون كل المنتخبات قد شاركت في نفس العدد من المباريات (3 مباريات).

وأشارت الدراسة إلى أن عدد أهداف كل منتخب في هذا الدور لم يتناسب مع حجم بصمة القدم لدى كل دولة.

فمثلًا منتخبا الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا لديهما أكبر حجم بصمة قدم بين المنتخبات، فنصيب الفرد في الولايات المتحدة الأمريكية يساوي 7 هكتار عالمي، مقابل 7.5 لبلجيكا.

ومع ذلك فإن كل منتخب اكتفى بتسجيل 4 أهداف فقط خلال الدور الأول من مونديال البرازيل، وهو نفس عدد الأهداف الذي أحرزه منتخب كوت ديفوار، صاحب أقل بصمة قدم للفرد الواحد (0.5 هكتار عالمي).

في المقابل، فإن كولومبيا سجلت 9 أهداف رغم أن نصيب الفرد بها أقل من 2 هكتار عالمي، كذلك هولندا أحرزت 10 أهداف كأكثر المنتخبات تسجيلًا رغم أنها ليست صاحبة أكبر حجم بصمة قدم، حيث يبلغ نصيب الفرد بها أكثر قليلًا من 6 هكتار عالمي.

كيف يتم قياس حجم البصمة لكل دولة وما هو الـ"هكتار"؟

بمعنى آخر، على أي أساس اعتمدت الدراسة على أن نصيب الفرد من بصمة القدم في الولايات المتحدة مثلًا يساوي 7 هكتار عالمي، وما هو الهكتار أصلًا؟

هنا نحن نتحدث عن بصمة القدم البيئية، حيث إن لكل كائن حي هنالك حاجات واستهلاكات من البيئة المحيطة به مثلا الإنسان يستهلك الأكسجين، الغذاء، الطاقة، والإنسان هو مستهلك كبير للموارد البيئية، فهو يستهلك الطاقة بشكل كبير في احتياجاته، ويستهلك أيضا كميات كبيرة من المياه، للشرب والنظافة والصناعة.

هذه الموارد التي يستهلكها الإنسان مصدرها الرئيسي هو البيئة، فهي التي تزودنا بالغذاء والماء، وهي التي تستوعب التلويث الصادر عن الإنسان، وهنا يمكن أن نسأل: ما هي المساحة اللازمة من الأراضي التي نحتاجها من أجل الإيفاء باحتياجاتنا، مثلا لإلقاء نفاياتنا الصلبة، مساحات الغابات التي نحتاجها لاستيعاب ثاني أكسيد الكربون وغيرها، هذه المساحة تقاس بـ"الهكتار".

ويمكن تعريف بصمة القدم البيئية على أنه مصطلح يصف تأثير الإنسان على البيئة الطبيعية المحيطة به، وهي تقاس بوحدات هكتار للفرد، أي مساحة الأراضي اللازمة للإيفاء باحتياجاته.

بقي أن نعرف ماذا يعني الهكتار، هو وحدة قياس مساحة الأراضي في النظام الدولي، والهكتار يساوي 10,000 متر مربع، و1 كيلو متر مربع يحتوي على 100 هكتار.

وتجدر الإشارة إلى أنه كلما كان مستوى المعيشة أعلى في بلد معين، كلما كانت بصمة القدم البيئية أكبر بسبب المساحات الهائلة التي يستغلها الإنسان لتلبية حاجاته ومتطلباته المعيشية.

يذكر أيضًا أن بصمة القدم البيئية تشمل أيضا المساحات اللازمة لاستيعاب الغازات المنطلقة من الصناعة، وتشمل الأراضي المستغلة لقطع الأشجار وغيرها، من هنا نجد أنه في العديد من الدول بصمة القدم البيئية تكون أكبر من مساحة الدولة نفسها، ببساطة لأنها غير قادرة على إيفاء متطلبات كل فرد.