السبت 16 يوليو 2022
03:43 م
جاءت واقعة تعرض أحمد يحيى حارس الاتحاد السكندري لتكشف عن الوجه القبيح لكرة القدم وتفتح الحديث حول العنف في اللعبة الأكثر شعبية في العالم تجاه اللاعبين.
ترك يحيى الملعب بعد تعرضه للهجوم من جمهور الاتحاد ليرفض اللعب ثم يعلن اعتزاله لكرة القدم وردت الجماهير أن ما فعلته هو ما يحدث في ملاعب كرة القدم ليبقى السؤال لماذا تهاجم الجماهير من الأساس لاعبي فريقها المفضل؟
الباحث دانيال فيتزباتريك في موقع مؤسسة The Conversation البحثية في مقالة حملت عنوان "عنف كرة القدم: الهجمات التي يشنها المشجعون على اللاعبين بغيضة، لكن ليست هناك حاجة لردود فعل سريعة "رد على هذه النقطة قائلاً :"مشجعي كرة القدم كمجموعة يميلون بطبيعتهم إلى العنف".
وأضاف فيتزباتريك :"تؤدي شعبية كرة والتغطية الإعلامية الواسعة لكرة القدم ومن ضمنها مشاهد الفوضى إلى نوع من السلوك المبني على التقليد وهو ما يفسر اختلاف الصادر من جماهير اللعبة عن جماهير الأحداث الأخرى".
وخلال عشرات من الأعوام لم تختف الظاهرة بل تضاعقت مع ظهور مواقع التواصل الإجتماعي والإهتمام بها وفي بعض الأحيان تحل المدرجات الإفتراضية في مكان الفعلية ليكون الجميع تحت قصف الجماهير ومن هنا أخذت العلاقة بين اللاعبين والداعمين لهم منحى أخر.
الدكتورة إيما بيرن والدكتور ديفيد كورني، الباحثين في معهد أبحاث الابتكار والتصميم والاستدامة في جامعة "آر جي يو" طرحا في ورقة بحثية في مؤتمر Sweet FA بعنوان : العاطفة والشتائم وكرة القدم.
لقد جمعا ما يزيد قليلاً عن 125000 تغريدة خلال فترة التحليل المخصصة في كل يوم مباراة ليجدوا أن ما يقرب من 6500 تغريدة، أو ما يزيد قليلاً عن 5 في المائة، تحتوي على أكثر الشتائم شيوعًا في اللغة الإنجليزية استخدم فيها المشجعون كلمات نابية للتعبير عن إحباطهم من اللعب السيئ لفريقهم أو الخصم، في أوقات أخرى تم استخدامها للتعبير عن الاحتفال أو الفكاهة.
وخلصت الورقة البحثية إلى ما يلي: "من خلال تحليل دقيق لمجموعة تغريدات عن كرة القدم التي تحتوي على الشتائم، أظهرنا أن اللغة البذيئة ليست سلبية دائمًا؛ فالسياق الأوسع غالبًا ما يكون حاسمًا لتفسير المعنى؛ وربما يكون ذلك على عكس ما هو عليه، فإن بعض أقوى المشاعر التي يتم التعبير عنها تنتقد الذات".
وترى الدراسة أن الجماهير تسب في بعض الأحيان وهي تعتقد أن ما تفعله وسيلة لإثبات الانتماء إلى النادي، أو لإظهار شغف أكبر بفريقهم حيث لاحظت الدراسة أن أن مشجعي فرق الدوري الإنجليزي الممتاز والمتعصبون منهم لفريقهم غالبًا ما يسبون لاعبيه، بشكل أكبر عن المنافس.
ويقول دكتور كورني: "هناك جانب جاد لهذا البحث، فبعد محاولة فهم المشاعر التي يعبر عنها الناس في شبكاتهم الاجتماعية عبر الإنترنت وجدنا أن السب يمكن أن يكون في أوقات الابتهاج أو الإثارة بخلاف محاولة لإظهار الانتماء عكس وجهة النظر التي تربطها بالغضب أو الإحباط فقط".
وبالعودة إلى فيتزباتريك فيرى الباحث أن من حق لاعبو كرة القدم المحترفون العمل في بيئة خالية من العنف وينطبق هذا أيضًا على المعلمين والممرضات والمسعفين على سبيل المثال لا الحصر من المهنيين الذين يواجهون العنف والترهيب المنتظم في أماكن عملهم لكن من غير المعقول توقع القضاء على جميع المخاطر في هذه المجالات ولكم محاولة تقليله.
وقدم البحث رسم بياني مصدره وزارة الداخلية البريطانية حول معدل الاعتقال مثيري الشغب في كرة القدم الإنجليزية لوحظ فيه انخفاض عدد الاعتقالات المتعلقة بكرة القدم بشكل ملحوظ منذ عام 1985 ليؤكد على ما خرج به:
وأوصى البحث أصحاب المصلحة المعنيين في كرة القدم، بالطبع، معالجة مسألة عمل اللاعبين في بيئة خالية من العنف ولكن الجدل حول كيفية التدخل بشكل فعال ومسئوولية على اللاعبين أنفسهم في تجنب ردود الفعل المفاجئة على الأحداث الفردية.