السبت 2 مايو 2020
05:14 م
"أقلك على حاجة العيب مش في الشغل العيب أني أرجع البيت وجيبي فاضي".. من هنا لايجد محروس محمد، لاعب بني سويف ـ الذي ينشط في الدرجة الثانية من الدوري ـ حرجًا في العمل كـ "عامل بناء أو بائع كنافة" بجانب احترافه الكرة.
صاحب الـ 28 عامًا انتشرت له صور على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال عمله لاقت رواجًا وأحدثت ضجة لكنه لم يرى الأمر لكون "باقة الإنترنت خلصت".
مع توقف النشاط الرياضي ـ ضمن الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا المُستجد ـ عمل محروس كعادته في أحد المهن التي يُجيدها، فيقول ليلاكورة:"دي مش أول مرة أشتغل فيها طول عمري بحب الشغل لما الدوري يقف بنزل أشتغل بنا، أشيل طوب، أفرش كنافة عادي".
ولكن طيلة الدوري يركز محروس مع فريقه:"بني سويف ليه فضل عليا وبموت نفسي عشان نصعد للممتاز إحنا فرفة حلوة ومعانا جهاز فني وإدارة محترمين جدًا".
"ثيرد باك" بني سويف بدأ العمل صغيرًا فوالده مريضًا ولديه أسرة مكونة من شقيق ـ يلعب كحارس مرمى مواليد 2002 بأحد أندية أسيوط ـ وأخت قد تزوجت بجانب والدته:"عايشين في بيت 37 متر كلنا وكان لازم أشتغل عشان كده سبت الدراسة وأنا في أولى إعدادي عشان أساعد والدي".
بجانب عمله التحق محروس وهو في الثانية عشر من عمر بمركز شباب منفلوط ضمن برنامج المشروع القومي لإعداد الناشئين:"لعبت ألعاب قوى وبوكس وملاكمة وبعدين شافوني بلعب كورة فقالولي تعالي كنت وقتها 13 أو 14 سنة والكورة بارضو لقمة عيشها أحلى".
ومع انضمام محروس لصفوف فريق الكرة بمركز شباب منفلوط بمحافظة أسيوط وجد في نفسه لاعبًا لكرة القدم دون الرياضيات الأخرى فقرر الاستمرار لكن لم يستمر الفريق فقد ألغوا فريق الناشئين بعد سنتين:"كان حظي حلو لأن نادي منفلوط الرياضي أخدني مع الفريق بعدها".
وظلّ محروس ـ الذي يجد في مالديني مدافعاً تاريخيًا حماسياً لا يعوض ـ مع فريق منفلوط 3 مواسم الأولى كانت في الدرجة الثالثة قبل أن يصعد معهم للدرجة الثانية ثم تركهم لتأدية الخدمة العسكرية (التجنيد):" كان عندنا في النادي مدرب اسمه محمد كمال وداني الوليدية في أسيوط لعبت معاهم 3 سنين ممتاز ب ورحت الأسيوطي لكن متوفقتش لما كانوا درجة ثانية وبعدين روحت ديروط لمدة موسمين".
ورغم ماوصله من عروض في الدرجة الثانية إلا إنه وجد في بني سويف ـ حيث انتقل للعيش ـ وجهته:"بقالي معاهم 3 سنين".
ويُدين محروس بالفضل لهم ولاينسى حين واجه معهم الأهلي في النسخة الحالية من بطولة الكأس ضمن منافسات دورالـ 32 :"البلد عندي وأخواتي والبيت وخطيبتي كله كان فرحان وهما بيشوفني على التليفزيون بنلاعب الأهلي كان إحساس جميل ونفسي نصعد للممتاز وربنا يكرمنا".
ولكن مع إيقاف النشاط عاد للعمل مرة أخرى:"عارف أنا لو بقيت محمد صلاح هتلاقيني بشتغل بارضو، أنا بشتغل طول الوقت جنب الكورة كنت في البلد بشتغل في مطعم في ابتدائي وبعدين سواق على توك توك لحد ما بقى معايا صنعة (بنا) وبقيت مؤخرًا بفرش كنافة في رمضان.. ده جنب الكورة بيساعدني أصرف على بيتي وأجهز نفسي أصل أنا فرحي في شهر 6 الجاي إن شاء الله".
"مش عيب الشغل أنا أصلا الصور دي نزلتها عندي على واتساب السنة اللي فاتت بارضو والسنة دي ومعرفش إزاي انتشرت ومشفتهاش أصلاً الباقة خلصت لكن أنا فخور بده.. العيب إني أكون راجل ومش عارف أصرف على البيت ولا لما أتجوز على أسرتي أنا فخور بده ونفسي ربنا يكرمني عشان أساعد البيت، والدي عمل عملية في القلب من سبع سنين وساب الشغل وعايش على المعاش".
يصمت ثم يقول ضاحكًا:"الناس في البلد بيفتكروا لاعب الكرة معاه ملايين وعربيات وأهو الحمدلله على كل حال".. يسكت ثم يشدد على أنه سيواصل مع زملائه العمل بقوة ليصعد بني سويف للدوري الممتاز.