الثلاثاء 28 أبريل 2020
02:13 م
البداية وحدها لا تكفي، تحتاج في كرة القدم أن تستمر لسنوات كثيرة لتعلق بذاكرة وأذهان الجماهير، وتحقق بطولات وإنجازات تُبقي اسمك يتردد بدلا من أن تكون نجما لم يكتمل.
رضا الويشي مهاجم الأهلي السابق بطل هذه الحلقة من سلسلة "نجم لم يكتمل"، التي يقدمها يلا كورة خلال شهر رمضان.
صاحب الـ35 عاما، الذي يلعب حاليا في صفوف إف سي مصر بعد قيادته للدوري الممتاز، انتقل إلى النادي الأهلي عام 2007 من صفوف السكة الحديد، وأطلقت عليه الجماهر لقب "البلدوزر" تشبيها للنجم المصري عمرو زكي لتميزه بالقوة البدنية الهائلة.
إلا أن الويشي القادم من الدرجة الثانية لم ينجح مع الأهلي بعد جلوسه احتياطيًا في معظم المواجهات، مكتفيًا بظهوره في 12 مواجهة فقط في موسم (2007-2008) تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه، الذي كان يعتمد وقتها على عماد متعب وأمادو فلافيو.
عاد اسم رضا الويشي ليتردد على ألسنة الجماهير المصرية بعدما سجل أول أهدافه في الدوري المصري الممتاز بعد غياب طويل استمر 8 سنوات منذ آخر أهدافه في المسابقة، حين أنقذ في ديسمبر الماضي فريقه إف سي مصر من الخسارة أمام مصر المقاصة في لقاء انتهى بالتعادل (2-2) بالجولة العاشرة من بطولة الموسم الجاري.
من الدرجة الثانية للأهلي
رضا الويشي يحكي ليلا كورة: "في أول 10 مباريات مع فريق السكة الحديد أحرزت 15 هدفا وكنت هداف الدوري، وتم استدعائي لمنتخب مصر الأول، وانضميت أيضا للمنتخب الأوليمبي مع عدة نجوم بينهم محمود عبدالرازق وعبدالله السعيد لخوض دورة ودية بقطر، وتألقت في هذه البطولة وساهمت في تحقيق اللقب".
وأضاف: "بعد بطولة قطر تنافست عدة أندية على ضمي منهم الأهلي، وكان عدلي القيعي مدير التعاقدات أول من تحدث معي، ثم جلست مع محمود الخطيب رئيس الأهلي الحالي، وتم إنهاء الأمور بعدما دفع النادي 600 ألف جنيه قيمة الشرط الجزائي التي وضعتها في عقدي مع السكة الحديد بعد انتقالي إليه من نادي كهرباء طلخا".
بدأت مسيرة رضا الويشي مع الأهلي، لكن جائت الرياح بما لا تشتهي السفن: "كان لدي طموحات كبيرة في الأهلي بعد تألقي في دوري الدرجة الثانية وانضمامي لمنتخب مصر، حيث لم أكن أحصل على فرص كثيرة للتهديف مع نادي السكة، لكن في الأهلي سأجد من سيساعدني على ذلك من الكثير من اللاعبين".
ماذا حدث في الأهلي؟
أوضح الويشي: "الظروف لم تخدمني في عدم اللعب بصفة مستمرة، وجدت هناك الكثير من اللاعبين في مركزي مثل أمادو فلافيو وعماد متعب وكانوا هدافي الدوري، بجانب أسامة حسني وأحمد بلال وعبدالحميد حسن، وكنت أبلغ من العمر 21 عاما فقط وقادم من دوري الدرجة الثانية وليس الدوري الممتاز".
وتابع: "لذلك الأمور كانت صعبة بالنسبة لي، لو كنت موجودا في الأهلي خلال الوقت الحالي مع قلة عدد المهاجمين (كان زماني في حتة ثانية خالص)".
وأكد: "تُوجت مع الأهلي بأربعة ألقاب ومانويل جوزيه كان يعاملني بصورة جيدة ودفع بي في عدة مباريات صعبة، لكني لم أكن أملك الرصيد الكافي الذي يسمح لي بإهدار فرصة تسجيل هدف مثل بقية المهاجمين، وهو نفس الوضع الذي يعيشه حاليا مروان محسن، مع العلم بالاختلاف بين من يلعب معه حاليا ومن كان يلعب وراء عماد متعب سابقا".
وأوضح: "لم يكن محمد أبو تريكة فقط، كان هناك حسام عاشور ومحمد شوقي وسط فريق قوي يضم مجموعة مميزة من اللاعبين، لم يكن يفكر أحد في مهاجمة الأهلي أو يتأرج بتسديدة على هذا الفريق، لكني كنت مضغوطا، وكنت خائفا أيضا عند انضمامي لمنتخب مصر، رأيت هناك لاعبين لم أكن أشاهدهم إلا في التلفزيون، لكن المدرب حسن شحاتة طمأنني".
كواليس الرحيل عن الأهلي
يسرد رضا الويشي: "كان مانويل جوزيه يدعمني ويقف بجواري دائما ويقوم بتدريبي بمفردي، ولم يكن من أسباب رحيلي عدم المشاركة، خاصةً أنه كان لدي طموح لأنني كنت في منتخب مصر من الدرجة الثانية، ولكن عندما انتقلت لناد كبير بحجم الأهلي وجدت نفسي خارج المنتخب، فالأمر كان غريب بالنسبة لي وكنت أعاني من الضغوط".
وعن سبب الضغوط التي كان يعاني منها الويشي، رد قائلا: "أشياء كثيرة، مدير فني لا يعطيك الفرصة، الإعلام والقاعدة الجماهيرية بالإضافة لصغر سني كلاعب، هناك فارق شاسع بين الأهلي والزمالك و أي فريق آخر، بدليل ما قدمته مع المقاولون العرب بعد رحيلي عن الأهلي، خلال أول عام لي كنت ثاني هدافي الدوري ونافست مع لقب الهداف في جميع مواسمي معه".
وكشف الويشي كواليس رحيله عن الأهلي قائلا: "كنا حصدنا لقب الدوري بشكل رسمي قبل نهاية المسابقة بخمس جولات، ووعدني جوزيه بالحصول على فرصة المشاركة في تلك المباريات، لكنه سافر ولم ألعبها رغم اتفاقه معي، ولن أتحدث عن المدرب المساعد صاحب قراري إبعادي عن التشكيل لأني أحبه بشكل كبير حيث وقف بجانبي كثيرا، لكن الظروف قد تكون تغيرت وقتها"، في إشارة إلى حسام البدري.
وأكمل: "بعد عدم مشاركتي في تلك المباريات حزمت حقائبي وقررت الرحيل، وأخطرت المسؤولين بالرحيل سواء بشكل نهائي أو على سبيل الإعارة، حتى الآن لا أرغب في الذهاب إلى ناد أكون ضيف شرف فيه، أحب أن أكون مؤثرا مع الفريق، كنت أنتظر الدفع بي بعد ضمان لقب الدوري للعب بدون ضغوط، بدليل تألقي في أول مباراة لي مع الأهلي أمام أسمنت السويس، كنت أفضل لاعب بعد الدفع بي كبديل".
وواصل: "عندما دخل المقاولون العرب في مفاوضات معي لضمي طلبت منهم التفاوض مع الأهلي، وتم إتمام الصفقة وذهبت إلى المقاولون، وجدت نفسي في هذا المكان، اختلف الوضع معي عكس انتقالي للأهلي من السكة الحديد، حيث ذهبت للمقاولون كنجم ولي اسم وشأن كبير، حيث جئت من النادي الأهلي ومن الدوري الممتاز".
وأتم الويشي: "كان من الممكن أن أستمر مع الأهلي لفترة أطول، لكن الأرزاق عند الله سبحانه وتعالى، وما عليّ إلا الاجتهاد فقط دون الالتفات لأي أمور أخرى، أحب الحصول على رزق تعبت من أجله، وقدر الله وما شاء فعل، كنت أتمنى أن أكون في النادي الأهلي في ظروف أفضل من التي عشتها عند الانتقال إليه منذ 13 عاما".