الجمعة 4 أكتوبر 2019
11:54 ص
انتقادات عديدة طالت الصربي ميلوتين سريدوفيتش "ميتشو" المدير الفني للزمالك وفلسفة "التدوير" واعتبره البعض موضة تدريبية لاتصلح اساسا للتطبيق فى أى وقت في الكرة المحلية استناداً إلى التفاوت الرهيب فى المستوى بين مهد التجربة فى الدوريات الأوروبية والدورى المحلي علاوة علي نوعية وثقافة وقدرات اللاعبين هنا وهناك.
"التدوير" المصطلح الجديد الذى ظهر أخر 6 سنوات بالدورى المصرى بالتزامن مع ضغط المباريات وتولي أحمد حسام "ميدو" تدريب الزمالك فى ولايته الأولي والتى حاوله خلالها نقل تجربة الأسباني رافاييل بينيتز رائد الـ (rotation) ليصاب الدوري المحلي بهوس التجربة الجديدة .
وكان المدرب الأسباني رافاييل بينيتيز قد قدم – التدوير - تجربته للعالم مع فالنسيا الاسباني فى ثلاث مواسم ( 2001 :2004) فى حقبة لا تنسي للخفافيش شهدت الفوز بالدورى الأسباني (الليجا) مرتين وكأس الإتحاد الأوروبي مرة ، كانت مولد (اى الحقبة) التدوير لترتبط هذه التجربة بكل محطات بينيتيز التدريبية فيما بعد وابرزها : ليفربول ، نابولي ، ريال مدريد.
وقال أخصائى اللياقة البدنية باكو دي ميجيل رفيق درب بينيتيز والحاصل على الماجستير فى اللياقة البدنية عن تدوير "رافا" فى تصريحات سابقة لصحيفة ماركا الإسبانية : كنت محظوظاً لمشاهدة التجربة التى قدمها بينيتيز وكانت ملهمة للمدربين فى العالم.
وشرح ميجيل فلسفة التدوير الذى قادها رافا وقال " ثلاثة اسباب رئيسية للتدوير ، الأول تجنب الهبوط فى اللياقة البدنية فى ظل توالي المباريات ، الثانى الوقاية من الإصابات ، والثالث زرع التنافس بين أفراد افراد الفريق وتطبيق هذا الأسلوب (أى التدوير ) يكون فى ظل كثافة عالية من المباريات ".
ويتفق دكتور بدر شحاتة استاذ كرة القدم بكلية تربية رياضية جامعة حلوان مع ميجيل ويقول ليلا كورة " كثافة المباريات العالية السبب الأول للجوء للتدوير ، التدوير اخترع خصيصاً لاستخدام أكثر عدد من اللاعبين لأداء المباريات فى الفترات المضغوطة ولكن لهذا شروط ".
وأوضح " يجب أن يملك المدير الفنى قائمة يتوافر فيها كفاءات تستطيع تنفيذ هذا الأسلوب والذى لا بد أن يخدم الهدف الأول للمدرب وهو الفوز بالمباريات بالإضافة إلى أن يكون متماشياً مع الخطة فلكل مباراة خطتها ورجالها وعندما يفقد التدوير هذين الشرطين يكون عشوائياً ".
ويستفيض خالد بيومي المحلل والخبير الكروى فى شرح نقطة العشوائية الأخيرة ويقول ليلا كورة " إدارة التدوير بعشوائية فى البداية يلقي بظلاله فى النهاية على الفريق ويفرز فجوة ضخمة بين مستوى المجموعة الأساسية ومن دخل فى دائرة التدوير ".
وأضاف " إدارة التدوير بعشوائية يضر الفريق للغاية ، يؤثر سلبيا على اللاعب البعيد عن المباريات ويعرضه للضغط الإعلامي والجماهيري ، يحرج الإدارات التى اتت بهذه الصفقات ولم تحظ بالفرصة الكاملة ، يظلم اللاعب والفريق والإدارة حتى المدرب يدفع الثمن فى بعض الحالات مثلاً عندما يتألق اللاعب بعد رحيله ".
وتعرض العديد من اللاعبين فى الأهلى والزمالك الفترات الماضية إلى انتقادات ، الصفقات الجديدة تحديداً للقطبين ، منهم من رحل وتألق فى أندية أخرى مثل مصطفي محمد مع الجيش وعمار حمدي مع الإتحاد ومن قبلهم جون أنتوي نجم بيراميدز الحالي.
وبرر البعض اختلاف فسلفة المدربين فى تألق الراحلين بانديتهم الجديدة ويقول ايهاب جلال مدرب المصري وأحد المؤمنين بالتدوير فى هذا الموضوع " التدوير ليس له علاقة ، لدي رؤية وطلبات تكتيكية معينة من اللاعبين من لا يستطيع أداءها يرحل ومن يتقبلها يبقى معي ".
دكتور المفتى ابراهيم استاذ كرة القدم المتفرغ والمحاضر الدولي بالإتحادين الدولي والأفريقي يلتقط هذا الخيط ويتحدث ليلا كورة " التدوير لا بد أن يتماشي مع قدرات اللاعبين الموجودين والتجانس ومتطلبات الفريق فى كل مواجهة واذا كان هدف التدوير الأول تجهيز جميع اللاعبين يفقد معناه ".
ويدعم ماسيميليانو أليجري المدير الفنى السابق ليوفينتوس الإيطالي الرأي السابق فى تصريحات سابقة له حول التدوير قائلاً " لا أحب مصطلح تدوير اللاعبين، لدي فريقا مليء بالنجوم وما افعله فقط اختيار الأنسب لكل مواجهة لتحقيق الهدف ".
ويبقى فى النهاية الحديث عن التدوير محل خلاف محلياً فيما استشرى هذا الأسلوب فى أوروبا وبات أغلب الفرق الكبرى تعتمد عليه من أجل المنافسة فى أكثر من بطولة فبخلاف تجربة بينيتز تفيد الإحصائيات أن مانشستر يونايتد فاز بالدورى الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا في 2007-2008 دون أن يلعب بنفس التشكيل عشر في مباريات متتالية كما قدم برشلونة (جوارديولا) من 2008 -2009 في المتوسط من خمسة تغييرات على التشكيلة الاساسية للفريق في كل مباراة في الدوري.