الأحد 17 فبراير 2019
03:28 م
المقارنة مع ماهية كرة القدم التى تقدم فى النصف الشمالي من الكرة الأرضية لا تجيز تحت أى ظرف أو حال إلا ربما الخطوط العريضة المشتركة فى كرة القدم ومن ضمنها آفة تحمل اسم "إهدار الفرص" التى ضربت الأهلي أمام الإنتاج الحربي ومن بعده برشلونة أمام بلد الوليد ومن قبلهما الزمالك أمام نصر حسين داي.
الأهلي واجه الوجه الأخر من مختار مختار ، اراد الأخير أن يرتدي قناع النسخة الكلاسيكية من طلعت يوسف قرينه فى المقاصة ولكن لم يستطيع ، 4-3-3 تتحول فى الدفاع إلى 4-5-1 لتضيق المساحات فى الشوط الأول، المالي موسى دياوارا جناح أيمن لإيقاف معلول ومحمد مسعد جناح أيسر لإيقاف هاني أحمد رؤوف مهاجماً وحيداً والثلاثي محمود حمادة وأحمد مجدي وكابونجا فى وسط الملعب وعبد الرحمن فاروق متمركز فى مركز الظهير الأيمن وشديد أقل تحفظاً فى مركز الظهير الأيسر.
فكرة مختار كانت تتخلص في إيقاف خطورة أهلي "لاسارتي" فى الشوط الأول ، تضييق المساحات من أجل قتل اللعب والضرب بالمرتدات وهو ما لم ينجح فيه بسبب جبهة معلول ورمضان الثنائى الأفضل فى هذه الجبهة ، وانضم إليهم حسين الشحات ، نجح الأهلي فى الاختراق ولكنه افتقد للمسة ما قبل الأخيرة وفى مرات فى اللمسة الأخيرة فخرج الشوط الأول بالتعادل السلبي.
الشوط الثاني حاول الانتاج التقدم بالدفاع خاصة مع نزول عبد الرحمن بودي بدلاً من مجدي فى نهاية الشوط الأول فيما منح الأوروجوائى مارتن لاسارتي تعليماته إلى ناصر ماهر بالتحرك إلى الجهة اليمني لمساعدة هاني والشحات وخلق المساحة لعمرو السولية الذى سجل من هذه الفكرة قبل أن تبدأ الحفلة، حفلة الأهدار التى كانت كفيلة بتكرار سيناريو نصر حسين داي مع الزمالك ببطولة الكونفيدرالية.
صنع الأهلي الفرص ، وأهدر أجايي "المحير" متقمصاً دور مؤمن زكريا ، تباطأ فى التسديد والانهاء فأنقذ منه عبد الرحمن فاروق فرصتين ليفقد النيجيري الثقة ويقرر التمرير فى انفراد أخر ، وانضم ناصر ماهر إلى اجايي فى اتخاذ القرارات الخاطئة ، التسديد بدلاً من التمرير والعكس ، الأمر لم يكن استهتاراً بقدر ما هو الخوف من إهدار الفرصة والتخلص من الخوف بالتمرير للزميل فيما كانت النقطة المضئية الوحيدة عند عمرو السولية الذى قدم واحدة من أفضل مبارياته وحاول التسجيل وتحلي بالشجاعة والإيجابية.
لاسارتي لا يتحمل هذا العبث بالتأكيد، الفريق أهدر أكثر من خمسة فرص محققة بسبب "الرهبة" وليس "الرعونة" أجايي على سبيل المثال أهدر بسبب البطء ، ومرر بسبب الخوف، الشحات أهدر انفرادين لاستخدام القوة وافتقاد الدقة وليس للاستعراض ، وبالتأكيد ما حدث اخطاء ولكنه يخرج من خانة الاستهتار والاستعراض.
المدرب الجديد للأهلي عليه التعامل مع هذه الآفة بالإضافة إلى المشكلة الأخرى وهي المبالغة فى التحدث والاعتراضات بين لاعبي الأهلي والتعليق على أداء الاخرين التي يقودها رمضان صبحي، رمضان واحد من أفضل الصفقات الشتوية ومؤثر بشكل كبير ولكنه فى النهاية لاعباً فى الفريق لم يصل حتي إلى مرتبة القائد دوره مساعدة الفريق وليس التعليق على أداء زملاءه.
بعد دقائق من مباراة الأهلي أعاد برشلونة نفس المسلسل بنفس الصور أهدر لويس سواريز ثلاثة فرص على الأقل وميسي مثلهم بالإضافة إلى ضربة جزاء وبواتنج ووضع الفريق الكتالوني فى مأزق وفى خطورة بسبب نتيجة التقدم بهدف حتى نهاية المباراة .
لاسارتي حتي الأن يقوم بعمل مقبولاً مع الأهلي، ميزته الكبري تطوير وسط ملعب الأهلي على الصعيد الهجومي، تحديداً هذا التحول أو الانقلاب فى مستوي كريم نيدفيد وعمرو السولية من النقيض إلى النقيض ، التدوير الذى يرغب فى تطبيقه لمحاولة تفادي الاصابات والاشواط الجيدة التى قدمها والسيطرة فى معظم مبارياته وتحديداً على الشوط الأول ، ربما يعيبه حتى الأن تحفظه وتأخر تدخلاته وبعض الفرص غير المفهومة للاعبين.