الأربعاء 28 نوفمبر 2018
11:27 ص
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
لا أقتنع بأن أي إدارة مسئولة عن أخطاء فنية خاصة إذا كان الفريق بطلا ، الخطأ يبقي مسئولية فاعله وقد يكون بسبب الادارة إذا إتجهت لنهج معين علي مدار سنوات مثلما فعلت إدارة بيرلسكوني وجالياني مع ميلان ، وربما يكون بسبب مدرب مثل سامبولي مع الارجنتين في كأس العالم وربما يكون خطأ فردي من لاعب مثل إهدار هيجوابين او روبن لفرصة التتويج بكأس العالم في 2010 و 2014.
بالتأكيد لن يحدث تغيير بنسبة 180 درجة بين يومي الخميس أخر مباريات الاهلي أمام الوصل وبين مباراته أمس أمام المقاولون ، ولكن الجهاز الفني إختار بداية طريق جيدة
بداية لا يمكن الاعتماد علي نفس الاسماء كاملة التي أدت إلي الخروج من البطولات ، مع ضرورة تغيير الأسلوب الذي كان سببا في إعتياد اللاعبين علي أشياء غير ملائمة لفريق بطل ( مثل إجهاض عملية التحولات ).
لو أن يوسف لعب بأسلوب الإستحواذ الذي قدمه بالأمس بالإعتماد علي ميدو جابر ومروان محسن أو بإشراك أكرم بجوار عاشور كان سيلام علي ذلك لإن أسلوب اللعب الذي إختاره بمحض إرادته لا يمكن تنفيذه مع تلك الأسماء
ولإن أسلوب يوسف إختلف عن كارتيرون فقد إختار الأول أسماء قادرة علي تنفيذ ذلك الأسلوب فعاد هشام محمد لخط الوسط ولعب ناصر ماهر واحمد الشيخ وصلاح محسن إلي جوار وليد سليمان أي أن نصف الفريق لديه مهارات الإستحواذ علي الكرة فرديا.
إصابة صلاح محسن المبكرة جدا أجهضت كل شىء ، وإن لم تخني الذاكرة فقد أصيب في نفس المكان من قبل وهذا يعني أن إعادة التأهيل أو التركيز علي تقوية العضلات غير موجودة لدرجة أن يصاب لاعب دون أن يلمسه أحد.
ليس هناك مفر من إشراك مروان محسن وتحمل عدم تمركزه بشكل جيد داخل منطقة الجزاء وعدم إستطاعته الحصول علي أخطاء أو الحصول علي الكرة وبالتالي أنت أصبحت منقوصا فعليا من لاعب ولو أن الأمرمتعلق بالضغط فقط علي المنافس فأعتقد أن إشراك أكرم توفيق في ذلك المكان ( رأس حربة ) سيكون أفضل من مروان محسن إذا كانت واجبات المهاجم هي الضغط فقط ، علي الأقل سيستطيع أكرم الحصول علي كرات أكثر من مروان.
في المقابل إعتماد عماد النحاس علي ثلاثي هجومي سريع لويس وطاهر وطلعت ، ولكن يبدو أن بداية الأهلي الجيدة جعلته يقوم بالتمركز خلف وترك ثلاثي الأهلي ( عاشور –سعد –كوليبالي ) يقومون ببناء الهجمة، وهنا جاء خطأ يوسف
مثلما أشدنا بالجزء الهجومي في تنفيذ الأفكار وإعطاء أسماء أخري قادرة علي تنفيذ الأسلوب الذي يرغب يوسف في اللعب به كانت هناك أزمة كبري في خط الدفاع المواجه لهجوم المقاولون.
مع تحليلي السابق لمباراة الجونة وجدنا أن لاعبي المقاولون خاصة لويس وطلعت يمتازون بالسرعة وعاد إليهم طاهر محمد طاهر لذلك كان يجب البدء بأحد اللاعبين مثل الجزار في خط الدفاع بدلا من كوليبالي الذي إنهار في المباريات الأخيرة والمعروف أن نسبة الرشاقة لديه منخفضة وبالتالي سيظهر ذلك أكثر في المساحات وهو ما سنتناوله لاحقا في نقاط.
في تشيلسي إستقطب ماوريسيو ساري جورجينو لبناء اللعب من الخلف ومع تواجد لاعب نابولي السابق في ذلك المكان لعب كانتي أدوارا أخري تتعلق بالركض خلف الكرة والتواجد في أماكن مساندة للاعبي الهجوم.
الطبيعي أن يبدء هشام محمد الهجمات من الخلف فهو في المكان المثالي لذلك ، فالضغط أقل بعد إختيار النحاس لترك الكرة وإرساله للكرات الطويلة علي أطراف الملعب أفضل وبالتالي بناء الهجمة أكثر تأثيرا وأكثر سرعة ، إضافة إلي ذلك أنه في حالة فشل الهجمة في عمق وسط المقاولون ستواجد عاشور الأكثر قدرة علي إستخلاص الكرات في تلك المنطقة من هشام.
الخطأ الثاني أنه كي تجبر المقاولون علي فتح مساحات الملعب يجب أن يلتزم أيمن أشرف ونيدفيد بالتحول كأجنحة وتوسيع أطراف الملعب وبالتالي تتاح مساحات للشيخ وناصر ماهر ووليد سليمان للتمركز بين خطي الدفاع والوسط ..كيف يحدث هذا؟
آفة من أفات الكرات المصرية أنه عند اللعب أمام منافس يلعب بشكل متكتل أن اللاعبين يستسلمون للرقابة ويظنون أنهم كلهم كانوا أبعد عن خط الوسط وقريبين من الدفاع أن ذلك مثاليا ، لذلك يجب دوما أن يقوم لاعبي الوسط المهاجمين بسحب خط الدفاع إلي خط الوسط وبالتالي تصبح المسافة بين حارس المرمي والدفاع كبيرة.
أما إذا ترك خط دفاع المنافس لاعبي الوسط الهجومين وتقهقر للخلف وقتها إذا نجح ( ناصر /الشيخ/ وليد ) في إستلام الكرة سيكون الموقف 4 ضد 4 ( لاعبي الوسط الهجومين إضافة إلي رأس الحربة ضد رباعي الدفاع )
نيدفيد أدي دوره في مركز الظهير الأيمن بإمتياز ، خاصة في الشق الهجومي وتبادل الكرات مع الشيخ وناصرماهر أعطي للأهلي حلولا في الشوط الثاني ولكن بقيت أزمة الجبهة اليسري دون حل.
بدلا من دخول إسلام محارب الغير مجدي بدلا من ناصر ماهر كان علي محمد يوسف خلق جبهة مماثلة للجبهة اليمني، بتغيير أماكن ناصر ماهر مع وليد سليمان بحيث يصبح وليد في المكان الأقرب لمروان محسن وهو المكان الذي يمكنه من التسجيل مع تواجد ناصر المهاري علي الأطراف.
كرة القدم لحظات لا بد من التركيز في اللحظة القادمة دون ان تفقد تركيزك في اللحظة التي تعيشها هدف المقاولون اتي من خطأ مركب وليس خطأ كوليبالي فقط ، مع اجراء تبديل دخول محمد شريف بدلا من عاشور بات هشام محمد الارتكاز المتأخر في الملعب ولهذا ادوار مختلفة اثناء الضربات الثابتة.
عند لعب اي كرة ثابتة عمودية في اتجاه المرمي بدء من ضربة المرمي للمنافس إلي أي ضربات شبيهة بما حدث امس في هدف المقاولون يجب أن يرتكز الارتكاز المتأخر بين قلبي الدفاع تفاديا لاية تحركات خداعية من مهاجمي المنافس ولحماية القلب بأكثر من لاعب.
وجود الارتكاز الخلفي بين قلبي الدفاع لرقابة المساحة في حالة تواجد مهاجمين علي قلبي الدفاع ،ماحدث كان عكس ذلك تماما ..وسوء حظ الاهلي ان عاشور خرج قبل تنفيذ اللعبة مباشرة وبالتالي لم يكن الجهاز الفني او اللاعبين في حالة تركيز فلم يتواجد اي لاعب بين قلبي دفاع الاهلي.
إذا نظرت للهدف ستجد ان طاهر قد تحرك بشكل خداعي واخرج سعد سمير ايضا من منطقة الجزاء لذلك كان من السهل علي احمد علي في حالة ضيق المساحة للتسديد ان يرسل الكرة للخلف إلي طاهر الخالي من اية رقابة في تلك المنطقة ، نضف إلي هذا أن كوليبالي قد إختل توازنه بالأساس عند تحرك أحمد علي وهو ما يؤكد نقطة انخفاض نسبة الرشاقة لديه وهو ما تكرر في مواقف أخري أثناء اللعب بشكل هجومي.
أخيرا.. الأهلي تحسن في أربعة أيام ولكن نسبة التحسن طفيفة ويمكن زيادة تلك النسبة بإستبعاد فوري لساليف كوليبالي مع بدء هشام للهجمات في العمق واللعب بأحمد ياسر ريان دون تفكير في حالة إستمرار إصابة صلاح محسن وأزارو
للتواصل مع الكاتب عبر..
فيسبوك.. اضغط هنا
تويتر.. اضغط هنا