الأحد 31 مارس 2019
10:49 ص
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
إنتظار العرس الكروي المصري طيلة أسبوع إنتهي نهاية مأساوية بمستوي سىء أفضل ما فيه أن اللاعبين خرجوا بأقل الأضرار ودون إصابات مبرحة، فأي إصابة علي أرض الملعب بالأمس من الممكن أن تبعد اللاعب علي الاقل شهرا لذلك كان اللاعبين حريصين علي التوازن أكثر من من الحرص علي التمرير.. وهنا مربط الفرس.
الإنزلاق أو (الزحلقة) بالمعني الدارج تظهر أثناء الركض ولكنها تظهر أيضا إذا خانتك قدمك الثابتة وأنت تصوب الكرة أو تمررها.. كم من مرة وجدت لاعبا ينزلق أثناء تنفيذ ركلة الجزاء .. لذلك ستجد أن لاعبا مثل ناصر ماهر لا يمكنه الإجادة في طقس وملعب مثل الأمس.. وعلي ذلك أجايي في طرف الملعب ، كهربا في الزمالك وأوباما أيضا.
الواقع والمنطق يقول أن المدربين كانا بحاجة إلي تغيير طريقة وأسلوب اللعب وإن كان التحفظ وعدم المخاطرة مقبول في الشوط الأول حتي يعتاد اللاعبين ويري المدرب بنفسه مدي تأثير أرض الملعب، إلا أن الإستمرار علي تنظيم 4-3-3 أو 4-2-3-1 غير مقبول علي الإطلاق بل ويعرض اللاعبين أنفسهم للإصابات.
مناطق الملعب نفسها متأثرة في أجزاء أكثر من أخري (جبهة عبدالله جمعة في الشوط الأول دفاعيا) هي نفسها جبهة علي معلول في الشوط الثاني وصورة صراع أوباما وأيمن أشرف علي الكرة في ظل رذاذ طيني تؤكد علي إستحالة اللعب في تلك المنطقة هجوميا.
الأهلي إرتكز هجوميا علي رمضان صبحي في شوطي المباراة مع تبديل أماكنه بين مراكز الوسط الهجومي ، لكن دون جدوي.. أخطر الكرات التي هددت مرمي القطبين كانتا من ضربات ثابتة أو كرات عرضية أو خلف الدفاع .. وتلك العناصر هي التي كان يجب علي جروس ولاسارتي أن يلعبا عليها دوما.
لم أفهم ما فعله جروس تحديدا بتأخير الدفع بعمر السعيد بدلا من كهربا وتحول أوباما إلى الجانب الأيسر هجوميا طالما أن جروس لعب كثيرا بتنظيم أقرب إلي 4-4-2-0 لمزيد من الضغط علي ثنائية عاشور والسولية، كنت أري أن ذلك مقبولا دفاعيا ولكن هجوميا لم يكن يحتاج سوي إلي كرة طويلة إلي ثنائي هجومي يستطيعا الحصول علي الكرة أو الحصول علي خطأ.
الأهلي يلعب بأيمن أشرف ووجود عمر السعيد سيلقي مزيدا من العبء علي قلب دفاع الأهلي في الكرات الطويلة، وإن إستطاع اشرف القفز أولا فإن إرتداد جناحي الزمالك للعمق قليلا سيقلل المساحة بين إرتكازي الوسط وقلبي الهجوم.
نفس الأمر بل بأكثر.. أجايي يتواجد في أرض الملعب وفي ظل حالة الملعب يجب أن يلعب مباشرة بجوار مروان محسن ويتحركا دوما بين قلب الدفاع وظهير الجنب.. فرصة الأهلي كانت كبيرة لأن أجنحته تجيد اللعب في العمق بمعني أوضح لو كانت الهجمة جهة اليسار (معلول –ناصر) يتحرك رمضان للعمق علي حدود منطقة الجزاء ويترك المساحة اليمني لهاني وبذلك تجد متابعا للكرة الثانية عند العمق أو عند الطرف العكسي.
يمكن أن يتبادل مروان وأجايي مركزيهما مع رمضان صبحي نفسه في حالات خلخلة الدفاع، ولكن ذلك لم يحدث ولو علي سبيل التجربة، الدفع بأزارو كان علي حساب مروان، والتغيير الإيجابي الوحيد كان تغيير جيرالدو في كرة مؤثرة وحيدة وبعدها لم يحاول الاهلي أن يلعب جهة اليمين وكأن إشتراك جيرالدو كان بمثابة تحول اللعب جهة اليسار أكثر.
حسام عاشور عاني من بطء شديد جدا بسبب بعده عن المباريات، عاشور حاول كثيرا قطع الكرات ولكن في اللحظات الحاسمة في الشوط الثاني دفاعيا كان يعاني من بطء إرتداد وظهر أوباما يمرح في أخطر كرات الزمالك في الشوط الثاني والتي مررها متأخرا لتحتسب تسللا.
عاشور أيضا في كرات كثيرة بدلا من أن يقوم بتمرير الكرة جهة الأمام في قلب منطقة الجزاء كان يقوم (بتجميع) اللعب مع ناصر في جهة ثم إرسالها للجهة الأخري وهذا لم يكلل بالنجاح والسبب بسيط ..أرض الملعب لن تساعدك علي اللعب بهذا الأسلوب.
KICK & RUN أسلوب لعب إنجليزي قديم، كان يصلح لملاعب إنجلترا السيئة فيما قبل البريمرليج، حيث الأمطار التي تهطل بشدة في شهور الخريف والشتاء وهو ما يؤثر علي الأرضيات يكفي أن تتذكر بروس جروبيلار حارس ليفربول وهو يرتدي الشورت الأبيض المعجون بطين ملعب الأنفيلد وغيره من الأمثلة.
4-4-2 كان الأسلوب المسيطر وقتها علي أندية إنجلترا وهو الحل الملائم لطبيعة الأجواء وعدم معالجة الملاعب ولكن مع تطوير الملاعب ظهرت طرق وأساليب اللعب التي تمكنك من اللعب بشكل إستحواذي علي الأرض.
في بريطانيا إستاديوم.. الملعب الخاص بستوك سيتي، كان الجميع حذرا في اللعب عليه بسبب تيارات الهواء، ولماذا نذهب إلي إنجلترا.. فقبل خمس وعشرين عاما كان الذهاب إلي إستاد (عجرود) بالسويس هو بمثابة مباراة كرة طائرة، لا يمكن بناء الهجمات علي الأرض.. السويس وقتها مع أحمد رفعت كان يعتمد علي سرعات أحمد متولي في مباغتة دفاعات المنافس مع كرات طويلة (لعبة سيطة ولكنها كانت فعالة).
كل ما سبق كان من أجل خلق فرص حتي لو كانت الفرص شحيحة الخطورة فاللعب مباشرة علي جانبي الملعب وقتها علي المدافع أن يلجأ للأمان ويرسل الكرة إلي رمية تماس ومن ثم ينال الفريق المهاجم فرصا في إرسال رمية تماس قريبة من منطقة الجزاء، أو أن يحصل الفريق المهاجم علي خطأ بالقرب من منطقة الجزاء أو أن يستطيع الحصول علي الكرة ويرسلها مباشرة.. بالتأكيد كان من الممكن أن تهتز الشباك ولو بالخطأ.. تذكر لعثمة دفاع الزمالك مع جنش في لقطة رمضان صبحي.
بالطبع الحصول علي ثلاثة نقاط لأيا من الفريقين كان سيكون بمثابة المعجزة في تلك الأجواء ولكن الأهم لدي المديرين الفنيين هو عدم حصول إصابات في ظل تلاحم المباريات ، كل فريق سيخوض أربعة مباريات في الدوري في إبريل امام منافسين أقوياء وبالتالي فرصة إهدار النقاط واردة بقوة الفترة القادمة.
أخيرا.. ملاعب المحافظات الساحلية تحديدا يجب أن يكون لها تصميم خاص يسمح بنفاد مياه الأمطار أثناء اللعب تماما مثل ملاعب إنجلترا، وإذا أردنا أن نرى كرة قدم حقيقة يجب أن يكون الحد الأقصى للمباريات التي تلعب علي أي ملعب من 28-30 مباراة (محليا وقاريا في الموسم الكروي وهو المعدل الطبيعي في أوروبا) وأعتقد أن برج العرب إستقبل هذا العدد أو أكثر في نصف موسم فقط.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك.. وعبر تويتر