الإثنين 25 فبراير 2019
01:13 م
كغيرها من الأيام تناول صبحي علي سليمان وجبة الإفطار ودلف إلى نادي الأولمبي القريب من منزله كعادته يحسب خلال طريقه بعض الأرقام الخاصة بنقاط فريقه المُفضل الأوليمبي بجدول دوري الدرجة الثانية.
فالأولمبي صاحب الـ 31 نقطة كانت عينيه على الثلاثة نقاط عند مواجهته بالثانية و 45 دقيقة عصر يوم الخميس الماضي أمام نظيره أبو قير للأسمدة؛ ليحافظ على فارق النقطة بينه وبين أصحاب المراكز الثلاثة الأولى.. وهي مباراة لن يفوتها بالطبع صبحي علي، أوكما يُلقبه أصدقائه بـ "عاطف أوليمبي"، صاحب الـ 65 عامًا.
عاطف أوليمبي، كما يُعرف وسط جماهير ناديه السكندري شهد لقب الدوري التاريخي لناديه موسم 1965/1966 ولكن كان صغيرًا لا يتذكر الكثير عنه:"أتذكر فرحة والدي حينما توّجنا باللقب.. نحن من إسكندرية لذا لا نُشجع سوى أنديتها هكذا علمني والدي وحببني في الأوليمبي".
ولم يقتصر الحدث على كونه الدرع الأول الذي يدخل خزانة ـ الذي تأسس في أغسطس 1905 ـ ؛ حيث يرى عاطف الفخر في كون الأوليمبي النادي الأول الذي يُخرج درع الدوري من القاهرة إلى أحد الأقاليم.
"البحر جاسور، الكأس الصغير، سعيد قطب، عز الدين يعقوب، محمود بكر، فاروق السيد، طاهر الشيخ وغيرهم".. جميعهم لاعبون ساهموا في نمو حب الأولمبي بقلب الرجل صاحب الـ 65 حاليًا الذي لازال يمارس هوايته في الترحال خلف الفريق بأي مباراة:"لو في جيبي أخر جني هسافر وراه ولو حد جاب سيرته بضايق وممكن نزعل مع بعض".
ولم يفز بالأوليمبي بالدوري منذ هذه النسخة الأولى التي جلبها من القاهرة سوى بنسختي كأس مصر موسمي 1933، 1934:"الستينات كان الجميل الذهبي ولما أخذنا الدوري كان عندنا فريق قوي بس حصلت النكسة وكل حاجة وقفت ولكن لما الكورة رجعت كنا مركز ثالث في موسم1978 ورابع في موسم 1980".
ومنذ ذلك الوقت والأوليمبي أخذ يختفي موسم تلو الأخر حتى غاب عن الممتاز لسنوات ثم عاد موسم 2009 ليعود سريعًا بالموسم التالي للدرجة الثانية:"كل سنة وليها ظروفها ومش عاوز أتكلم في الماضي عشان مزعلش أنا مركز في الفترة دي وبإذن الله نكون في الممتاز.. ده حلمنا كلنا".
ومع اقتراب موعد المباراة الهامة أمام أبو قير توجه عاطف رفقة صديقيه إلى المقصورة لمشاهدة المباراة الوقت يمر والأوليمبي لا يُسجل والحسابات تزداد في رأس الرجل الستيني الذي بدأ يعلو صوته في المدرجات بصيحات تشجيعية مرة وأخرى استنكارية لأداء اللاعبين.
حتى انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي لتهدأ الأجواء ولكن ذلك الهدوء لم يصل إلى عاطف الذي قرر ترك المقصورة والذهاب للمدرجات الخاوية أمامها التي تنيرها أشعة الشمس:"الناس قاعدة هادية وأنا مش قادر فصحابي الاثنين قالوا إحنا جايين معاك فنزلنا من المقصورة وعدينا حمام السباحة ولفينا للمدرجات التانية.. أه شمس بس كنا براحتنا وبنشجع الأوليمبي الحاجة اللي بنعرف نعملها".
وهو الأمر الذي لاحظه نادر إبراهيم، صاحب الـ 21 عامًا الذي يعمل كمصور للنادي،:"لفت نظري وجود الثلاثي فقط في المدرجات اللي الشمس عليها وكانوا بيشجعوا بحماس فركزت إني أصورهم من غير ما يلاحظوا وجودي عشان تظهر الصور طبيعية.. وفي الدقيقة 65 مع جون كريسبو لقيتهم فرحوا وبيشجعوا بشكل هستيري فحاولت أسجل ده وفي صور طلت وراهم علم الأوليمبي ومصر فركزت أني أبرز كل ده لجماهير كبيرة في السن ولسه بتشجع بحماس.. كانوا بيهتفوا الأوليمبي في الممتاز.. التاريخ راجع من تاني".
وهي اللحظات التي وجد عاطف رفقة صديقيه شبابهما وهما في ذات الملعب عز الدين يعقوب، الذي كانت تُقام مباريات فريقهم بالممتاز قديمًا، وتذكر الرجل الستيني تذاكر المباريات التي لازال يحتفظ بها كشيء تبقى من أمجاد الدوري الممتاز.
لا يستطيع الرجل الستيني انتظار المباراة بعد القادمة أمام طنطا في مقر الأوليمبي:"ده أول المجموعة والفارق بينا نقطة والماتشات دي بـ 6 بنط وياه لو المنصورة ودمنهور يتعادلوا هبقى أنا الأول وفاضل 6 ماتشات تانية أركز فيهم مبصش لغيري وهصعد للممتاز".
الصعود للممتاز لم يعد فقط حلمًا لعاطف ـ الذي يمتلك عضوية بالنادي تحمل رقم 4699 ـ بل لابنه كذلك أحمد الذي يُشجع الأوليمبي بجانب فرق أوروبا.