الأربعاء 30 يناير 2019
12:02 م
"يعلم أن اللعب مهارة فن التمرير المتبادل.. يعرف أن الصبر يصنع نجم الكرة الأول".. كلمات غُنيت في مقدمة المسلسل الكارتوني الياباني الشهير "كابتن ماجد".. وربما هي الكلمات التي يؤمن بها أيضًا اللاعب الياباني تاكايا، الذي يخضع لفترة معايشة مع أكثر من نادي مصري خلال الفترة الجارية للانضمام له في الانتقالات الشتوية الحالية.
تاكايا، البالغ من العمر الآن 24 سنة، بدأ مسيرته بلعب الكرة في مدرسته بجزيرة هوكايدو، فيقول ليلا كورة:"مارست الكرة بها وأنا بعمر الثامنة حتى 11".
ولكن بعمر 11 كان على تاكايا توديع زملائه بالمدرسة فعائلته انتقلت لطوكيو، العاصمة؛ حيث وجد تاكايا فرصة لاحتراف الكرة:"انضممت لأحد الأندية هناك لمدة سنة؛ حيث كنت ألعب كظهير أيمن وأحيانًا أيسر قبل أن انضم لفريق أخر وأنا في عمر الـ 12 واستمريت به".
ليتعلق الطفل الذي يُلقبه أصدقائه بـ "كابتن ماجد" بالبرازيلي رونالدينيو؛ حيث كان يسحر متابعي الكرة في برشلونة ثم ميلان ليُقرر تاكيا أن يكون مثله:" كنت أحبه كثيرًا وكذلك احتفاله فقررت السفر لبلاده وألعب بصفوف سانتوس الفريق الذي أحبه أيضًا".
وبالفعل ذهب تاكايا ـ ابن الـ 18 سنة حينها ـ لوالديه وأخبرهما برغبته:"شعروا بالقلق مثلي أيضًا في البداية.. سني صغير وسأسافر قارة أخرى لا أعلم بها أحد ولا أتحدث لغتها ولكن في النهاية شجعوني ودعموني".
ولكن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة لمحارب الساموراي الصغير:"لم أكن أتحدث البرتغالية فشعرت إنني ضائع في البداية.. لا أفهم أحد في الملعب ولا يفهمني زملائي ولكنني كنت أكتب ما أسمعه وأذاكره والتحقت بمدرسة ليلية لكي أتعلم".
وأخذ تاكايا يحصل كلمة تلو أخرى بالبرازيلية تساعده في لعب الكرة صباحًا بنادي Trieste F.C كجناح أيسر تارة وأيمن مرة أخرى:"لم أجد مشكلة في تحويل مركزي من ظهير باليابان لجناح في البرازيل ولكنني أُحببت وأجدت اللعب كجناح أيسر".
وبعد عام من التواجد في البرازيل حصل تاكايا على عرض أخر من نادي ريو برانكو ـ الذي تأسس عام 1913 ـ من وكيل ولد بالبرازيل لوالدين يابانيين.
ولكن الأمور لم تسر بشكل جيد مع اللاعب الشاب فتطلب منه الأمر العودة لليابان:"كان علي الحصول على فيزا خاصة بالعمل فظللت لمدة 3 أشهر ببلادي مرة أخرى لأصدقائي وأسرتي التي كانت سعيدة باحترافي اللعبة ثم عدت للبرازيل مرة أخرى".
"كنت أشهر إنني أقل منهم فأنا الياباني الوحيد وسط فريقي وهم أقوياء بدنيًا وظللت أواجه صعوبة في فهم التعليمات من قبل المدير الفني ولكنني واصلت التعلم وجاهدت لكي أصل لحلمي ومع الوقت لم يكن هناك مشكلة في هذا الأمر".. تاكايا يتحدث عن بداياته مع ريو برانكو.
ليبدأ اللاعب بعدها رحلة التنقل بين الأندية البرازيلية في الدرجات المختلفة:"لعبت لصالح أندية كثيرة لعل أشهرها كورتيبا ولكن لم أصل لحلمي في اللعب لسانتوس أو مقابلة رونالدينيو الذي كنت أذهب لمشاهدة مباريات له مع فريقيه بالدوري البرازيلي".
وبعد 4 سنوات عاد تاكايا في 2018 لبلاده وهو في سن الـ 24 سنة: "لم أصل لحلمي فقررت العودة لليابان وتطبيق مع تعلمته خلال رحلتي في البرازيل على مدار 5 سنوات".
تاكايا عاد لليابان مرة أخرى فاقدًا الآمل في أن يكون رونالدينيو ولكن بداخله شغف ليصبح مثل المصري محمد صلاح:"أحب طريقة لعبه وأشاهد مبارياته عبر الإنترنت وهو شخص جيد أيضًا".
وفي أحد المرات التي كان يُشاهد فيها تاكايا مباراة لليفربول صادف وجود بعض الشباب المصريين الذين تعرفوا عليه:"شاهدوني بعدها وأنا ألعب الكرة وعرضوا علي اللعب في مصر".
وعلى الفور وافق تاكايا على عرض أصدقائه المصريين:"أتيت لأخوض ذات الانطلاقة مثله من حيث ما بدأ.. مصر".
"ألعب كجناح أيسر وهو يلعب في الجانب الأيمن ولكنني أحب فكرة تواجده كجناح ثم يدخل إلى الملعب تجاه المرمى ويُسدد بيساره.. فأتابعه منذ كان في صفوف روما وكان يُعجبني طريقة أدائه وإنهائه للهجمة.. وأتمنى أن أسير على نهجه وانطلق مثله من مصر".. تاكايا يختتم حديثه ليلا كورة لبدأ رحلته في فترة المعايشة مع الأندية المصرية قبل غلق بابا القيد في منتصف ليلة 31 يناير 2019 وحال قيده بأي نادٍ سيكون أول محترف ياباني بتاريخ الدوري المصري.