الأربعاء 9 يناير 2019
11:36 ص
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
يقدم الأهلي شوطا جيدا جدا أمام بيراميدز يسجل هدفا ويهدر أزارو فرصة قتل المباراة كعادته ، يدخل اللاعبين إلي غرفة الملابس لمدة 15 دقيقة فيخرجون كأشباح في الشوط الثاني.
يلعب هشام محمد والسولية بشكل مقبول أمام بيراميدز في الشوط الأول يزيد إلي درجة الجيد أمام سموحة ولكن يتحول الأداء إلي كارثة في الشوط الثاني.
رمضان صبحي يصول ويجول في الشوط الأول ثم يعود للإختفاء رويدا في الشوط الثاني ..ستظل تذكر أمثلة كثيرة في المباراتين ولكن هناك عامل واحد مشترك ( عقلية اللاعبين ).
إذا نظرت بالعين المجردة لتشكيل الأهلي ستجد أن العشرة عناصر التي لعبت أمام بيراميدز تميل إلي الهجوم ، لم يكن السولية إرتكازا للوسط في الإسماعيلي بل كان لاعبا هجوميا، كذلك هشام محمد في المقاصة وعند بدايته في الأهلي كان يلعب في المركز رقم 10 ، لذلك تصبح الأمور كارثية عندما يعود الجميع إلي الخلف.
هل تتذكر مباراة الترجي في رادس؟ لا أتحدث عن مباراة إياب النهائي ولكني أتحدث عن مباراة دوري المجموعات وقتها لم يكن الأهلي يُعاني رغم عدم وجود عناصر دفاعية في وسط الملعب ( ثنائية السولية وهشام ) ..السبب ببساطة أسلوب الفريق
أكثر المباريات متابعة أوربيا هذا الموسم من قبل المصريين هي مباريات ليفربول بسبب تواجد صلاح ، لذلك سنأخذ ذلك المثل لنري مدي تطابقه مع الأهلي.
وسط ليفربول لا يوجد به إرتكازا دفاعيا، هندرسون وميلنر وفينالدوم في الموسم الماضي ، لذلك كان ليفربول جيدا عندما يضغط في الأمام لا تشعر بأزمة في خط الوسط لإنهم يضغطون من أماكن إعتادوا عليها ، صحيح أن أزمة الليفر كانت في الكرات التي ترسل في الخلف لذلك جاء فان دايك.
في الموسم الحالي عاد كلوب إلي ثلاثية الوسط في أول الموسم ولكن بتراجع للخلف ..صعب ذلك الأمور كثيرا علي مستوي الأداء الجمالي والسيطرة النفسية والميدانية علي أرض الملعب التي هي أول خطوة لتحقيق الفوز علي المنافس.
عندما تراجعت النتائج وقام كلوب بتغيير بعض أفكاره في تشكيلة الهجوم ،مع العودة مرة أخري إلي الضغط المتقدم عند الكرة الثانية عادت النتائج والأداء إلي ما كان عليه في الموسم الماضي ..وهذا ما حدث للأهلي في شوطي المباراة بين بيراميدز وسموحة
لاسارتي قدم محمد محمود مع هشام والسولية أمام ثلاثي سموحة ولكن فكرة المهاجم الوهمي التي طبقها بتواجد وليد سليمان شبيهه بما قدمه كلوب مع فيرمينو ليشكل رباعي في وسط الملعب ومع سرعة جيرالدو في التحولات ولعبه أكثر إلي العمق مع صعود هاني، وفي نفس الوقت كان معلول يقوم دوما بالخروج أثناء إمتلاك صبحي الكرة ليشكل ثنائيا متميزا في الجبهة اليسري.
ماذا حدث في الشوط الثاني ؟
هناك شقان لا يمكن إغفال أيا منهما ..أمام بيراميدز وسموحة تراجعت عملية الضغط لا أقصد الضغط العالي ولكن أيضا الضغط في وسط ملعبك خوفا من إقتراب المنافس من منطقة الجزاء ..أنت تظن أنك تصطاده بالمرتدات ولكن ذلك يأتي إذا كانت التحولات مدروسة وهو ما لم يحدث.
برشلونة كانت في فترة ما تلجأ إلي تمرير الكرة كثيرا ، الهدف هنا أن تحرك المنافس ولكن ليس هذا فقط أن ترهقه ذهنيا ومع التحركات المتثاقلة نوعا ما تبدأ العضلات في الإرتخاء ، إذ أنك تركض دون هدف معين فأنت غير قادر علي إستعادة الكرة وفي نفس الوقت تتحرك ببطء يمينا للعمق ثم يسارا والعكس ..هنا يبدأ برشلونة في إرسال الإختراق عند الأطراف أو في العمق بتحرك أسرع ( حركيا وذهنيا ) من المنافس الذي لا يعرف متي سيضرب برشلونة ضربته ..للمناسبة التثاقل في الحركة أو التكاسل يؤدي إلي الإصابة (حقيقة علمية ).
الأهلي يبدأ الشوط الثاني من نصف ملعبه مما يعرض ثنائية السولية وهشام للخطر المحقق، إضافة إلي أن إصابة جيرالدو المبكرة قد نسفت خطة لاسارتي في مواجهة طارق يحيي.
سليمان كان عنصر التعويض في الجانب الأيمن ودخل محمد شريف إلي مركز رأس الحربة وعادت الطريقة إلي 4-2-3-1 فباتت التحركات متوقعة وبالتالي سهلت السيطرة علي الجزء الهجومي في الأهلي .
إصابة محمد محمود جاءت من خلال إندفاع المنافس أثناء هدوء محمود في الخروج بالكرة وهو ما تحدثنا عنه ( التكاسل في أداء الحركة ) كي أبسط الأمر تخيل لو أنك تركض بأقصي سرعة تجاه شخص يمشي بهدوء أو بسرعة بسيطة من الطبيعي أن تكون حجم الإصابات بمن يمشي بهدوء أو يركض ببطء أكبر .
خرج وليد سليمان وجاء ناصر وعاد شريف للمشاركة في مركز الجناح الأيسر مركزه الأساسي مع عودة رمضان إلي مركز الجناح الأيمن وهنا جاءت معضلة إشراك الأفضل للاعبين أم الأفضل للفريق.
ماني كان جناح أيمن ليفربول قبل قدوم صلاح ، والأفضل للفريق أن يستعين بصلاح في الجبهة اليمني علي أن يذهب ماني لليسري كما يلعب مع السنغال ، لذلك وكما أسلفنا من قبل يجب تصنيف اللاعبين في المراكز رمضان يبدو الأول بفارق كبير عن نظرائه في الجانب الأيسر ، إذن لا تقوم بتغيير مركزه إلا في أضيق الحدود ( رمضان لعب أيضا في مركز رأس الحربة ) تلك التغييرات الكثيرة والتي لا يجيد فيها اللاعب أيا كان إسمه تجعله عصبيا وهو ما حدث مع صبحي.
الحل ببساطة عند خروج جيرالدو كانت في إقحام شريف بديلا له في نفس مكانه وبالتالي أنت حافظت علي وحدة الفكرة التي بدأت بها فقط تعديل في لاعب واحد ، أما علي مستويات الضغط فيجب ألا يفكر لاسارتي في اللعب ثنائية السولية وهشام إذا أراد التمركز في الخلف.
أخيرا.. الأورجوياني مازال يستكشف لاعبيه حتي اللحظة والجيد أنه عاد في النهاية إلي فكرته بتواجد ناصر ماهر مكان وليد سليمان كرابع للوسط.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك
وعبر تويتر