الأحد 16 أبريل 2017
05:59 م
حازم محمد يحيى الحرية إمام، امتداد طبيعي لجذور الموهبة التي نبتت في جنبات ملعب حلمي زموار، جينات السحر الكروي تناقلتها العائلة من الجد إلى الأب وصولا للأبن المتوج على أفئدة الجماهير البيضاء، استنادا لما سبق انتزع جازم لنفسه مكانا لا ينافسه أحد عليها، فتاريخ الزمالك العريق مر عليه العديد من الأساطير، لكن الأمبرطور له منزله خاصة، اللاعب الذي يملك مزيج من سحر اللاتين وأناقة الفرنسين، متشبع بالنكهة المصرية الخالصة، استأثر بالنجومية دون غيره من أيناء جيله.
كُتب عنه الكثير، لكن العشاق لم يجدوا منصفا بقدر حبهم له، يملك حازم إمام مسيرة حافلة بالنجاحات سواء داخل الزمالك أو مع منتخب مصر وعلى مستوى الاحتراف الخارجي.
جينات الموهبة
نشأ من عائلة كروية عريقة وناجحة للغاية، فهو ابن حمادة إمام وحفيد الحارس يحيى إمام لاعبوا الزمالك المعروفين، عوامل ساهمت في عشقه لكرة القدم، ليبدأ مسيرته في أشبال نادي الصيد، قبل أن ينتقل إلى نادي الزمالك، حيث لعب أول مبارة له مع فريق الزمالك الأول في موسم 1993-1994 بتاريخ 12 نوفمبر، 1993 ضد الإتحاد السكندري، وقد شارك كلاعب بديل لللاعب عفت ناصر.
الفرصة الأولى
لم تكن البداية مع نادي الزمالك على خير ما يرام حيث شهد موسمه الأول، عدم وجوده بسكل أساسي، في الموسم التالي (1994-1995) وبعد انتقال إمانيول أماونيك إلى سبورتينج ليشبونه، بدأ نجم حازم إمام في اللمعان حيث اشترك كلاعب أساسي واحرز هدفان وساعد في صنع حوالي 10 أهداف.
بعد أداء حازم الرائع في نادي الزمالك والمنتخب الأولومبي، إختاره المدرب رود كرول -مدرب المنتخب المصري في ذلك الوقت- للانضمام إلى صفوف المنتخب حيث لعب أول مبارة له ضد منتخب جنوب أفرقيا في 24 نوفمبر، 1995.
تجربة أودينيزي
في عام 1996 تم اختيار حازم إمام كأفضل صانع ألعاب في أفريقيا، بعدها رشح السيد بيرباولو مارينيو حازم إلى المدرب البرتو زاكاروني وقدمه على أنه زيكو الجديد "زيكو ابن الاهرامات"، وبالفعل انضم حازم إلى صفوف أودينيزي وأصبح بذلك أول مصري وعربي يلعب في ٍالدوري الإيطالي. وقد قام زاكاروني بوضع حازم كمهاجم وليس صانع ألعاب، مما أضاع فرصته في اللعب كأساسي مع وجود الثنائي ماريكو أموروز وأوليفر بيرهوف حيث لعب حازم 4 مباريات فقط كلاعب احتياطي.
الأمور لم تسير بشكل جيد في موسم 1997-1998 ، حازم بدأ الموسم باحرز رأسية في مرمى نادي سامبدوريا، أما أول مباراه رسمية لـحازم إمام في موسم 1997-1998 كانت ضد ريجينيا في كأس إيطاليا وقد احرز الهدف الثاني لفريقه. الجدير بالذكر، انه ومع أداء حازم الممتاز في فترة الاعداد، قام زاكروني بالإستعانه بحازم في 7 مباريات فقط، وذلك في ظل وجود الثنائي ماريكو أموروز وأوليفر بيرهوف الذين قادوا النادي إلى أفضل مراكزه في الدروي، المركز الثالث. وتأهل الفريق إلى كأس الإتحاد الاوربي.
في تلك الفترة، أيقن حازم انه لن يلعب كلاعب أساسي في الفريق، ووقع عقد إعارة مع فريق دي غرافتشاب الهولندي.
استعادة الثقة
في ظل عدم تقديم كل ما لديه مع أودينيزي قرر الانتقال إلى الدوري الهولندي عن طريق بوابة نادي دي جرافشاب بعقد إعارة، لعب حازم كلاعب أساسي في الفريق وقد أصبح ذو شأن كبير في الدروي الهولندي. مع مرور الوقت، وبسبب أداءه الممتاز، كون حازم إمام قاعدة جماهرية لا بأس بها بالنسبة للاعب عربي. وقد تلقى حازم عرض من نادي أياكس أمستردام، ولكن إصرار ناديه أودينيزي على رجوعه حال بين عملية الانتقال.
مأساة أودينيزي تتكرر
في ظل تمسك نادي أودينيزي الإيطالي بعودة حازم، ورفض العرض المقدم من نادي أياكس وجد حازم إمام نفسه على قائمة البدلاء مرة أخرى، فعلم أن مستقبله في أوروبا أصبح مجرد حلم، فقرر العودة إلى صفوف ناديه القديم، نادي الزمالك.
العودة لبيته
شهد بداية الألفية الثالثة عودة الاين حازم إمام لبيته من جديد، بعدها حمل شارة القائد، ومع مرور الأيام بات معشوقا للجماهير البيضاء، وسطر تاريخا، بعدما ساهم في فوز نادي الزمالك بثلاث القاب دوري مصري ولقب كأس مصر ولقبان كأس السوبر ولقب بطولة دوري ابطال أفريقيا عام 2002.
متلازمة اللياقة
لازم عيب انخفاض اللياقة البدنية لحازم إمام طوال مسيرته، فمنذ موسم 2004-2005 هبط مستوى حازم إمام هبوطاً شديداً أدى إلى عدم ظهوره في المستوى منذ ذلك الوقت، ولكن استمر الجمهور في مساندته وتشجيعه. ومع بداية موسم 2007-2008 تعرض نادي الزمالك لمشاكل وتراجعت نتائج النادي وهبط المستوى بشكل عام.
اعتزال مبكر
تسبب انخفاض مستوى حازم إمام في زيادة المطالبات من قل جماهير الزمالك بالاعتزال، وقد علق حازم قائلا: "لقد ساندني ذلك الجمهور كثيراً منذ بدايتي، من دون هؤلاء الجماهير انا لا شيء. بالطبع هذا رأيهم وواجب علي احترامه" وذلك بعد نزوله في مباراة الزمالك والإسماعيلي في آخر 10 دقائق وإظهاره لمستوى ضعيف جداً والذي جعل الجمهور يهاجمه ويطالبه بالاعتزال.
بعد هذا التصريح وفي نفس اليوم أعلن حازم إمام رغبته في الاعتزال وان قرار الاعتزال آتيٍ في القريب.
شهد 25 مايو 2008 آخر مباريات موسم 2007-2008 وتحديداً في نهائي كأس مصر في مباراة ضد إنبي وقبل المباراة، فوجئ الجميع بدأ بجماهير نادي الزمالك رافعه شعارات "لا لاعتزالك ياحازم" وقد ردد الجميع اسمع حازم قبل المبارة في إشارة منهم لتعاطفهم مع حازم نهايتاً بأعضاء الفريق وهم يرتدون قمصان طبع عليها صورة حازم مع عبارة "لا تعتزل".
وبعد نهاية المبارة، وفوز نادي الزمالك بلقب كأس مصر على إنبي 2-1. حمل حازم إمام كأس البطولة معلناً نهاية مسيرته الكروية الطويلة التي ملئها حب الجمهور ودعمه له.