في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
لماذا نجح فيريرا ومؤمن سليمان مع الزمالك؟ بغض النظر عن إقتناعك عن تجربة المدرب الزملكاوي الأسبق للفريق فإن الفريق شهد شيئا متكررا بينه وبين فيريرا وأعاده في الفترة السابقة خالد جلال.
إيهاب جلال ونيبوتشا وغيرهم من المدربين حاولوا تقديم أفكارا كثيرة منها ما كان مناسب ومنها ما كان يحتاج إلي وقت أكبر حتي يستوعبه اللاعبون أو بالأدق وصلوا إلي المستوي الأعلي من التكتيك دون الإهتمام بالأساسيات.
هل تتذكر تجربة مارتن يول مع الأهلي؟ هل تعرف ما أعاده البدري للاهلي في بداية توليه المهم الموسم الماضي؟ هنا تكمن الإجابة.
مع يول الفريق تحول حرفيا إلي فريقين جزء يدافع فقط والأخر يهاجم فقط مع الإعتماد فرديا علي مهارات رمضان صبحي لحل أزمات الفريق هجوميا مع مجموعة الوسط آنذاك، البدري أعاد للفريق وحدته في ذلك الوقت قبل أن يقع مؤخرا في نفس الخطأ ..ماذا عن الزمالك ؟
فيريرا إعتمد علي 4-3-3 وسليمان إعتمد علي 4-3-2-1 في أوقات كثيرة، الأمر ليس متعلقا بالخطط فقط فمن وجهة نظري أن الزمالك سيصبح أكثر فعالية في 3-4-3 نظرا لعدم وجود صانع لعب بمفهومه الكلاسيكي ولأخطاء الدفاع المتكررة ولكن خالد جلال وجد حلا أخر.
لا تظن أن الحل عبقريا أو ما شابه ولكن هذا من أساسيات كرة القدم في أنك تجعل الفريق وحده واحدة تدافع معا وتهاجم معا ، الضغط في نصف ملعب الزمالك قويا جدا ، كل لاعب ملتزم مع منافسه حتي لو تحرك للعمق ، رغم أن ذلك يبدو خطأ في بعض الأوقات وأمام المستويات الأكثر تدريبا ولكننا نتحدث هنا عن المسابقات المصرية.
ثلاثة من أربعة في الجهاز الفني لعبوا في مركز قلب الدفاع والليبرو والرابع لعب كإرتكاز دفاعي بالتالي كانت أولويات خالد جلال ومعاونيه ( نبيل محمود وأيمن عبدالعزيز وأمير عزمي ) في كيفية بناء الفريق من الخلف ، نقطة ضعف الزمالك الأساسية.
تحدث حتي أعرفك ..حكمة قديمة نعرفها جميعا ، هل إستمعت لحديث خالد جلال ؟
المدافع السابق يبدو بارعا في كيفية الإعداد النفسي للاعبين مع الإهتمام بالأساسيات التي تناساها البعض بمجرد إرتداء القميص الأبيض ظنا منهم بأن القميص وحده سيجلب الفوز دون النظر لأدائهم وإلتزامهم بأدوارهم داخل المباراة
كرة ثابتة يرسلها حسني عبدربه ، أول ما فعله خالد جلال كيفية تمركز محمود عبدالعزيز داخل منطقة الجزاء لتعزيز وضع معروف يوسف علي الجبهة اليسري دفاعيا ، محمد عنتر قريبا جدا من نفس الجبهة ليقوم بدوره الدفاعي ، كاسونجو ليس موجودا في القلب ولكنه دوما يتجه نحو يسار الزمالك يمين الإسماعيلي.
طارق حامد أو محمود عبدالعزيز يتجهان نحو يسار الملعب ، هنا تظهر ثغرة في القلب ولكن ياتي دور يوسف أوباما لغلق تلك الثغرة ثم محاولة الضغط العالي مرة اخري ، أوباما يتحول لرأس حربة وكاسونجو يركض نحو الأطراف.
هل توقفت عند الجملة الأخيرة ، التنظيم الدفاعي الجيد أتي بهدف للزمالك أثناء الهجوم لإن الإثنين مرتبطان ببعضها البعض ، إختيار أوباما في ذلك المكان أعطي للزمالك ثقلا دفاعيا وهجوميا في نفس الوقت ، شاهدت دور أوباما الدفاعي سواء كان ذلك للتغطية علي طارق حامد وعبدالعزيز ..ما رأيك في متابعة دور أوباما هجوميا.
لا أيمن حفني ولا محمد إبراهيم ولا مدبولي قادرين علي اللعب دوما في عمق الملعب في مركز رقم 10 يرجع ذلك إلي ضرورة أن يمتلكوا القدرة علي لعب دور الإرتكاز المساند في بعض الأوقات أثناء بعض لحظات المباراة، كما أنهم يميليون دوما لتسلم الكرة في أقدامهم مما يجعل تحركاتهم دوما نحو اللاعبين حائزي علي الكرة.
أوباما بالأساس رأس حربة متحرك، لديه قدرة أكبر علي الركض وتسلم الكرات بنفسه أو خلف الدفاعات وبالتالي كان إكتشاف خالد جلال له في ذلك المكان رائعا ولكن ذلك ما كان يتحقق دون تحركات كاسونجو ..نشاهد الصور التالية
في الصورة الأولي ..اوباما يتحرك خلف وسط الدراويش ، أمر أفتقده الزمالك ( مهلا ربما تقول ما الفائدة في ذلك )
في الصورة الثانية أوباما يركض من منطقة صانع الألعاب ويتحول كرأس حربة ، كاسونجو كما قلنا يميل تجاه اليسار لسحب محمود متولي وبالتالي يصبح أوباما في مواجهة فردية مع بافور
في الصورة الثالثة بافور قرر أن يراقب أوباما قبل أن يستحوذ الأخير علي الكرة ، فظهرت قدرة أوباما علي السيطرة علي الكرة ومن ثم المراوغة والركض لتسجيل هدف ثالث ..بالطبع سنري هنا كاسونجو جهة اليمين ولذلك تفسير
لماذا لعب عنتر يسارا في الشوط الأول ولعب يمينا في الشوط الثاني ، تغييرات بارني تجيب
مبكرا جدا قرر بارني أن يلعب 4-1-4-1 مع بداية الشوط الثاني بسبب تأخره في الشوط الأول بهدفين ، بالطبع لا يوجد هناك متسعا من الوقت ولكن هل كان قرار تحويل خطة اللعب في صالح الاسماعيلي
نقطة ضعف الزمالك كانت واضحة جدا في الكرات العرضية بسبب إرتباك عمر صلاح علي عكس ما ظهر به أمام الأهلي في الموسم الماضي ، مع خروج دييجو كالديرون لمساندة حسني عبدربه الذي لعب كلاعب وسط متقدم لم تظهر خطورة حقيقة للدراويش وإن ظل الفريق موجودا في الصورة
مع دخول كريم بامبو وتحول صادق ليجاور حسني ومحاولات الإسماعيلي المستميتة لإختراق دفاع الزمالك من العمق دون جدوي قرر خالد جلال في تغيير ذكي علي أرض الملعب أن يجعل عبدالله جمعة يلعب يسارا علي أن يساعد عنتر بسرعته حمدي النقاز ( في مواجهة بامبو السريع أيضا ) .
كي يضع جلال ضغطا أكبر علي جبهة بامبو في ظل تراجع مستوي إبراهيم حسن في المباراة غير وضعية كاسونجو بالإتجاه يمينا طوال الشوط الثاني ، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح بعد تغيير بارني الأغرب بخروج بهاء مجدي ودخول إبراهيم عبدالخالق لإعادة الإتزان لوسط الملعب وتحول محمد صادق كظهير أيسر .
أخيرا .. جلال يقدم اداء جيدا في كيفية إدارة المباراة أمام الفرق التي تبادله الهجوم ولكنه ربما يجد صعوبة عندما نشاهد فرقا تلجأ للدفاع أمام الزمالك
للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك