الأحد 18 مايو 2014
12:51 م
تحليل - أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
لعلها المباراة الأكثر تكتيكية في حياة بيبي جوارديولا نهائي كأس ألمانيا ( البوكال ) .. بل أجزم أن هذه المباراة هي الأهم في مشوار جوارديولا المستقبلي إذا أستخدم مبدأ ميكيافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) في بعض المباريات التي لا تحتاج لإن تفكر في أن الفوز بالبطولة أو بالمباراة يعني الهجوم ولا شىء غير الهجوم بنفس الطريقة.
هل تعرف مارتون بوكوفي .. أحد كبار لاعبي ومدربي المجر في أربعينات القرن الماضي حاول تغيير شكل الفرق وتعديل 5-3-2 او 3-5-2 سميها كما شئت .. لن أثقل عليك ربما لو رجعت بالماضي لـ 15 عاما فقط ورأيت لويس فان خال في برشلونة لعرفت عن ماذا أتحدث ..3-2-3-2.
لو تابعت عزيزي القارىء مباراتي بايرن ميونيخ امام شتوتجارت وبروسيا دورتموند امام هوفنهايم في ختام البوندزليجا لقلت أن بروسيا أقرب بكثير للقب البوكال .. ولكن جوارديولا ربما جلس مع نفسه للمرة الأولي ليحاول إعطاء sorpresa لكلوب .. وهو ما قلناه من قبل في تحليلات لقاءات البايرن أمام الريال في نصف نهائي دوري أبطال أوربا .. ولكن ماذا فعل بيبي؟
سيناريو اللقاء:
• لعب بيبي بطريقة 3-2-3-2 لأول مرة في هذا الموسم .. اعتمد علي دانتي ومارتينيز وبواتنج كمساكين بعرض الملعب وفي إرتكاز الوسط لعب لام وكروس وأمامهم بعد خط الوسط يلعب رافينها يسارا وهايبرج يمينا بينهما مولر ثم ثنائي متحرك روبن وجوتزة .
• في المقابل لعب كلوب 4-2-3-1 تتحول إلي 4-4-1-1 من الرباعي شميلزر وهوملرز وسقراطيس بابادوبولس وبيسيك في الدفاع ثم الثنائي شاهين ويوتيتش في الإرتكاز ويلعب الثنائي جروسكروتس ومختاريان علي الاطراف في حالة دخول ريوس إلي العمق خلف راس الحربة ليفاندوفيسكي.
• أفضل ما قدمه جوارديولا أمس أنه عرف أن محاربة ثنائي مثل ريوس وليفاندوفسكي تتطلب مواجهة ثلاثية فبدلا من أن يتحرك ريوس خلف إرتكاز الفريق ..يصبح أمام أعين ماريتينز مباشرة .. وهنا تصبح مراقبة ليفاندوفيسكي من نصيب دانتي إذا ذهب يسارا او بواتنج يمينا.
• نقطة هامة ..3-2-3-2 ليست 3-4-3 وليست 3-5-2 وليست وليست .. الخط الواحد إذا لعب عليه لاعبا يتغير الشكل التكتيكي وبناء علي المنطقة التي يقع فيها هذا اللاعب تتغير إستراتيجة اللعب إذا لعبت بلام في نفس الخطة ليست كمثلما لعبت بشفاينستيجر .. التوضيح أكثر في السطور التالية.
• ليس مثلما نلعب نحن في مصر 3-4-3 .. إرتكازيين ولاعبين أطراف وثلاثي خلفي وثلاثة مهاجمين ( طرفي ملعب ) او ( أثنين تحت رأس الحربة ) ولكن في 3-2-3-2 الموضوع مختلف تماما ..ومع جوارديولا أكثر إختلافا.
• ثلاثي الدفاع علي خط يملأ عرض الملعب بأكمله ..ظهيري الجنب يتحولا إلي جناحين وسط .. في خط الوسط ثنائي في العمق ..( الإثنان يمتازان بالتمريرات الطويلة والقصيرة ) نستيطع أن نقول أن لام وكروس regista.. وهي تعني صانع لعب متأخر بالإيطالية مثل بيرلو.
• هنا تكمن فكرة أن تجعل الخصم يقع في شرك فكره ..هو يظن أنه يضغط علي الدفاع ويحرمك من الكرة فيتقدم لاعبوا الوسط المهاجمين ورأس الحربة للضغط علي خط الدفاع ولكنه ينسي أن ثنائي الإرتكاز قادران علي تمرير الكرة للامام بتمريرات طويلة .. تضغط كمنافس عليهما بثنائي الإرتكاز لديك ..هنا تمنح الفرصة للمهاجمين.
• مولر –جوتزه –روبن ..المفترض علي أقل تقدير ان يلعب مولر دور رأس الحربة الوهمي ولكن مع بيبي لعب روبن هذا الدور ( حرفيا ) .. رأس حربة يقوم بمراقبته ( هوملز –سقراطيس) فتصبح المهمة أسهل لمولر لمواجهة المرمي.
• خروج لام المبكر ودخول روبن أكد فكرة انك لا تلعب بثنائي إرتكاز ( دفاعي أو حتي دفاعي وهجومي) ..كروس وجوتزه هم من في العمق ولكن لا مشكلة .. رافينها وهايبرج يقومان بالإنضمام دفاعيا لثلاثي الدفاع وتصبح المنطقة محاصرة ...شاهد الفيديو التالي:
• هناك من سيقول ان بذلك كلوب سيمتلك الكرة .. نعم كلوب من الممكن أن يمتلك الكرة ولكن أسلوب لعبه والذي يبرز أكثر في اللعب بين المراكز( between positions ) وهذه أقوي من اللعب بين الخطوط ( between lines ) .. في حالة البايرن امس وجد يورجين نفسه مضطرا في النهاية لإرسال عرضيات فقط وهذا ما جعل أخطر فرص دورتموند أمس من كرات ثابتة .
• لأول مرة لا أشعر بتوتر بين لاعبي دفاع البايرن بإستثناء هفوات قليلة ..رأيت تركيزا هائلا من بيبي في إعادة فكرة 3-2-3-2 والتي رأيتها من لاعبي برشلونة في بعض مباريات 1998 .. ( ريزيجر –ابيلاردو –دي بور ... جوارديولا –سيرجي ... ريفالدو –كوكو –فيجو .. انريكي –كوليفرت ) أستخدمها فن خال للتعويض في مباريات الكامب نو ..ولكن بيبي أستخدمها بشكل دفاعي امام كلوب للفوز بالبطولة والحفاظ علي الثنائية.
• ربما لم يعجب البعض أداء البايرن أمس أو انتقد طريقة أداء جوارديولا ولا أريد ان اكرر أن بيبي لو بهذه الطريقة أو بهذا الفكر لو جعله Plan B.. ولعب به خارج الديار في مباريات دوري الأبطال لكان هو من سيدافع عن لقبه السبت المقبل أمام دييجو سيميوني أفضل مدربي العام.
• نبذة سريعة.. سميوني لعب بالأفضل لديه وعندما أصيب أفضل لاعبيه أدخل البدلاء وصنع منهم وحوشا لم تشعرنا بالفارق امام فريق فقد ظله ..وفي الاهلي كان مبروك يجلس أفضل لاعبيه بجواره كي يعيد الثقة لجدو ولا يفقد إكتشافه أحمد رؤوف ..عقليات.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك