الأحد 24 نوفمبر 2019
02:53 م
قبل ما يقرب من أربعة أعوام، ربط الظاهرة رونالدو أسطورة هجوم السليساو مستقبل الكرة البرازيلية بثلاثة لاعبين، أبرزهما نيمار الذي كان متألقًا بقميص فريق برشلونة الإسباني في ذلك الوقت، إلى جانب ثنائي شاب مغمور.
الصاعدان جابرييل جيسوس مهاجم بالميراس وجابرييل باربوسا مهاجم سانتوس الذي اشتهر بـ "جابي جول" قدما ما يكفي في شهور معدودة ليجبرا أفضل لاعب في العالم مرتين وثاني الهدافين التاريخيين لكأس العالم ليراهن على موهبتيهما لإنقاذ مستقبل الكرة البرازيلية، بعد نكبة لا تُنسى في مونديال 2014.
الثنائي لم يخيب ظن الظاهرة، وساهما في تتويج البرازيل بالميدالية الذهبية في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأوليمبية 2016 في ريو دي جانيرو، لأول مرة في تاريخ الكرة البرازيلية، وكان الثنائي بين أبرز المساهمين في الإنجاز إلى جانب نيمار.
التقط نادي مانشستر سيتي الإنجليزي موهبة جيسوس، الذي أصبح بالفعل مهاجم البرازيل الأول في السنوات اللاحقة، قبل أن يفوز نادي إنترناسيونالي الإيطالي بخدمات باربوسا، لكنه واجه معاناة لحجز مكان في تشكيل العملاق الإيطالي، حيث شارك بديلًا في ثماني مباريات وسجل هدفًا وحيدًا في شباك بولونيا في موسم 2016/2017.
خرج جابي جول معارًا إلى بنفيكا البرتغالي في الموسم التالي، باحثًا عن فرص أفضل للمشاركة، إلا أنه واجه إحباطًا جديدًا ولم يشارك بقميص الفريق البرتغالي سوى لثلاثة عشر دقيقة في مباراة واحدة فقط، ليقرر العودة إلى ناديه القديم قبل نهاية الموسم.
باحثًا عن استعادة الثقة، وتأكيد قيمة موهبته التي راهن عليها الظاهرة، عاد باربوسا معارًا إلى سانتوس في شهر أبريل عام 2018، وبالفعل وجد نفسه بشكل مثالي في مسقط رأسه، وسجل 18 هدفًا في موسم وحيد.
تجربة سانتوس شجعت "جابي جول" على خوض تجربة جديدة في البرازيل، وشجعت ناديه الإيطالي على قبول عرض إعارة جديد من فلامنجو في العام الجاري.
مع فلامنجو ظهر الوجه الحقيقي للهداف البرازيلي، فانفجر مساهمًا في 41 هدفًا خلال 39 مباراة فقط بمسابقتي الدوري البرازيلي وكوبا ليبرتادوريس "دوري أبطال أمريكا الجنوبية" واختتم الأخيرة بسيناريو جنوني في نهائي البطولة القارية مساء أمس السبت.
سجل باربوسا 22 هدفًا وصنع 8 أهداف في الدوري البرازيلي، ليصبح أبرز المساهمين في صدارة بأريحية تامة لفريقه، الذي حسم "إكلينيكيًا" لقب الدوري، بعدما تربع على الصدارة بفارق 13 نقطة كاملة عن سانتوس وبالميراس أقرب ملاحقيه، قبل خمس مباريات متبقية للأخير.
وفي كوبا ليبرتادوريس، لعب باربوسا دورًا تاريخيًا في مشوار استثنائي لفريق فلامنجو، حيث سجل تسعة أهداف وصنع هدفين خلال 12 مباراة.
وكاد الفريق البرازيلي أن يودع منافسات كوبا ليبرتادوريس من دور الستة عشر، بعدما خسر بثنائية نظيفة ذهابًا أمام إيميليك الإكوادوري، قبل أن يسجل باربوسا هدفين ليفوز فلامنجو بالنتيجة ذاتها إيابًا، ويتجاوز تلك العقبة بركلات الترجيح.
وفاز فلامنجو على إنترناسيونال البرازيلي بثنائية نظيفة في ذهاب الدور ربع النهائي، قبل أن يتأخر بهدف في الدقيقة الثانية والستين من عمر مواجهة الإياب، إلا أن باربوسا قتل طموحات أصحاب الأرض بهدف التعادل وتأمين تأهل فلامنجو قبل خمس دقائق فقط من النهاية.
وبعد تعادل بهدف لمثله خارج أرضه مع جريميو في ذهاب الدور نصف النهائي، قاد باربوسا فريقه لاكتساح جريميو بخماسية نظيفة إيابًا، بعدما سجل هدفين وصنع آخر.
قمة الإثارة تمثلت في النهائي الذي احتضنته العاصمة البيروفية ليما، بعدما تقدم ريفر بليت الأرجنتيني حامل اللقب على فلامنجو بهدف في ىالدقيقة التاسعة والثمانين، قبل أن تنقلب الأمور بسيناريو جنوني على طريقة نهائي دوري أبطال أوروبا 1999 في ستاد كامب نو بمدينة برشلونة، والذي قلب فيه مانشستر يونايتد الإنجليزي الطاولة على بايرن ميونخ الألماني في اللحظات الأخيرة.
اقتنص باربوسا هدف التعادل في الدقيقة التاسعة والثمانين، وقبل أن يستفيق لاعبو ريفر بليت من الصدمة، اخترق جابي جول الدفاع الأرجنتيني بعد كرة طولية عالية، واستغل ارتباك خافيير بينولا مدافع ريفر بليت في إبعاد الكرة، ليسددها بقوة معلنًا عن هدف قاتل ضاعف جنون المدرجات البرازيلية، وأعلن عن تتويج أسطوري للفريق البرازيلي.
ومن المنتظر أن تنتهي إعارة باربوسا بنهاية عام 2019 الجاري، ليعود إلى صفوف إنترناسيونالي، وهو ما سيمثل دعمًا قويًا لهجوم الفريق الذي يأمل في إنهاء سيطرة يوفنتوس على الدوري المحلي، بقيادة المدير الفني الجديد أنتونيو كونتي.