السبت 16 يونيو 2012
02:03 م
تحليل (الحكم الدولى السابق ناصر صادق):
رغم أننى أعتبر الحكم الدولى الجزائرى جمال حيمودى أفضل حكام القارة السمراء مع مواطنه الدولى محمد بنوزة إلا أن أداءه فى الشوط الثاني لمباراة منتخب مصر مع افريقيا الوسطى فى التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2013 كان صادما.
فقد بدأ حيمودى صاحب الـ42 عاما والذى يعمل أخصائي تحاليل طبية بفرع وزارة الصحة الجزائرية بمدينة تلمسان التي يعيش فيها، بدأ المباراة بأداء قوى وصارم حتى أنه أخرج الكارت الأصفر مبكرا فى الدقيقة الثالثة لأحد لاعبي افريقيا الوسطى فى قرار صائب.
وتكرر مشهد إخراجه الكارت الأصفر فى الشوط الأول فقط ست مرات كانت كلها صحيحة وتستند إلى بنود قانون الكرة اما ارتكاب مخالفة بتهور أو منع هجمة واعدة وكان نصيب ساليف كيتا لاعب افريقيا الوسطى وحده إنذارين مما استدعى طرده فى الدقيقة 37 لحصوله على الإنذار الثاني فى قرار صائب لأن اللاعب منع هجمة واعدة لمنتخب مصر.
وكان سر مثالية أداء حيمودى فى الشوط الأول قربه من الكرة مع حسن التمركز والتركيز الشديد الذى يليق بواحد من السبعة حكام الأفارقة الذين تم اختيارهم للترشح لإدارة مباريات كأس العالم القادمة 2014 بالبرازيل.
كما أجاد مساعديه وخاصة المساعد الأول عبد الحق اتشيعلى الذى اشار الى أربع تسللات على افريقيا الوسطى كانت كلها صحيحة إلا واحدة في الدقيقة 26 لأن قدم محمود فتح الله كانت على خط واحد مع مهاجم افريقيا لكنى ألتمس العذر لاتشيعلى صاحب الـ31 عاما فقط لأن اللعبة صعبة جدا.
أما في الشوط الثانى فقد تبدل أداء حيمودى ومساعديه تماما فرغم إخراجه الكارت الأصفر مرتين إلا أنه تغاضى عن إخراجه ثلاث مرات الأولى فى الدقيقة التاسعة عنما (كمل) محمد صلاح برجله فى وجه الحارس الإفريقي والتي كانت تستحق طرد صلاح أو إنذاره على أقل تقدير.
ولشعور حيمودى بالذنب تغاضى عن إنذار الحارس الذى قام بعد علاجه يعترض عليه بشكل هستيرى بضرب القائمين بقبضة يده معترضا على عدم طرد المهاجم المصرى.
اما الإنذار الثالث المسكوت عنه فكان مقترنا بضربة جزاء لم تحتسب على أحمد حجازي لدفعه مهاجم افريقيا الوسطى لمنع هجمة واعدة داخل منطقة جزاء مصر وإن كانت اللعبة قد أسفرت عن هدف التعادل لإفريقيا الوسطى نتيجة وقوف الدفاع المصري المتأكدين بأن الكرة ضربة جزاء إلا أنه لا يعفى حيمودى من الخطأ الذى كان سببه بعده الكبير عن مكان المخالفة لأنه لا توجد إتاحة فرصة فى ركلة الجزاء إلا إذا كانت الكرة فى طريقها للمرمى لحظة وقوع المخالفة تماما.
وقبلها بدقائق تسبب تمركز حيمودى غير الجيد إلى تحويل مسار الكرة من هجمة مرتدة لأفريقيا الوسطى إلى هجمة مصرية أسفرت عن الهدف الثاني لمصر وهو هدف شرعي لأن الحكم كالهواء لكنه لا يليق بأحد حكام النخبة الأفريقية.
وشارك المساعد الثانى منير بيطام في اللخبطة التحكيمية فى الشوط الثاني بإشارته الخاطئة الى تسلل لاعبي افريقيا الوسطى مرتين من أصل ثلاثة تسللات رفع فيها رايته كان أكثرها جرما التسلل الذى احتسبه على المهاجم الإفريقي المتواجد في نصف ملعبه لحظة لعب الكرة من زميله والمغطى أيضا من مدافع مصرى بنصف ملعبه وهذه الهجمة كانت فرصة شبه محققة لتسجيل هدف رابع لأفريقيا الوسطى كحال التسلل الخاطئ الأول لبيطام البعيد جدا عن المستوى التحكيمى الدولى إذا كان متعمدا الخطأ أم لا.