الإثنين 15 أبريل 2019
10:52 ص
صدق محمد فضل، مدير اللجنة المنظمة لبطولة كأس أمم أفريقيا 2019، عندما صرح بأن حفل قرعة البطولة سوف يكون "أنيقا" و"بسيطا"، وبالتالي سيكون "مبهرا"، فالحفل كان مميزا رغم بعض الهفوات، لكنه أمر طبيعي فـ"الكمال لله وحده".
اختيار محيط أهرامات الجيزة وأبوالهول، لحفل القرعة كان أكثر من ممتاز، الأجواء المحيطة بالقرعة، وروعة المكان التاريخي أحد عجائب الدنيا، جعل للحفل مذاقًا مختلفاً، التنظيم جيد، كل الأمور كانت جميلة، باستثناء بعض الفقرات "الفنية".
لكن على جانب أخر، كانت قناة "أبوظبي الرياضية" تقدم درسا مجانيا للإعلام المصري في كيفية الاستفادة من تغطية حدث كبير، اذا كنت لا تعرف شيئا عن البلد المنظم لأمم أفريقيا 2019، وقمت بفتح التلفاز على قناة "أبوظبي الرياضية" لظننت وأن البطولة ستقام في دولة الإمارات.
تخيل أنك تنظم مراسم قرعة أمم أفريقيا على أرض مصرية في منطقة أثرية هي الأشهر على هذا الكوكب، وتجد نفسك تتجه لقناة دولة شقيقة، لتستمتع بما تنظمه بلدك، وتشاهد تقارير متنوعة تخص مصر، تمزج بين الماضي والحاضر، تتحدث عن البنية التحتية والاقتصاد، تتغزل في شوارع مصر ونيلها العظيم وأثارها الخالدة.
"ناخد حقوق، وشوفوا هنعمل إيه"، كلمات طالما سمعناها كثيرا من بعض الأشخاص، ودائما كان الحديث موجها لأننا لا نستطيع الحصول على حقوق الأحداث الكبرى والبطولات العالمية بسبب الاحتكار وما شابه، لكن في كل مرة تكون الحقوق مكفولة للإعلام المصري ونظيره الإماراتي يتفوق الأخير، رغم أنه يعمل بطاقة مصرية من خلال فريق عمل به العديد من الأسماء المصرية المميزة في المجال.
لا نقلل من الزملاء في القنوات المصرية، لكن نتحدث عن عدم منحهم الإمكانيات واعطائهم الفرصة في اظهار كل مواهبهم لكي نحكم عليهم بشكل عادل، دائما يعملون بـ"أقل الإمكانيات"، الفارق بين ما شاهدناه في أبوظبي الرياضية أي قناة مصرية أخرى، هو أنهم أعطوا الحدث حقه، ولم يبخلوا بأي جهد أو مال لكي تظهر شاشتهم على أكمل وجه.
تخيل معي مرة ثانية، أن حدثا كهذا يُقام على أرض مصرية، تجد أن من يمتلك "استوديو" للبث من قلب الحدث، قناة إماراتية وأخرى قطرية، أما القناة المصرية، تنقل من داخل الاستوديو الخاص بها، المؤكد أن أبوظبي الرياضية قدمت درسا "مجانيا" للإعلام المصري في كيفية تغطية حدث يجعل من يشاهدك لا يستطيع أن "يغفل" وهو يتابعك.
وعلى صعيد أخر، ظل حلم الـ"ريمونتادا" مجرد خيال في عقل كل محب للنادي الأهلي، لم ينجح الفريق في محو الخسارة التاريخية والكارثية في مباراة الذهاب أمام صنداونز الجنوب أفريقي، رغم السيطرة والمحاولات، لم يقدم الفريق ما يشفع له لكي يخرج بنتيجة أفضل من ذلك.
جماهير الأهلي كانت في الموعد كما هي العادة دائما، تمسكت بـ"الحلم" حتى أخر دقيقة، تحملت الأجواء الصعبة قبل وبعد المباراة، مشقة الطريق من أجل مؤازرة كيان هي تعشقه أملا في أن يتحقق حلم الـ"ريمونتادا" التاريخي، لكن كل هذا لم يشفع.
لقطة نهاية المباراة هي رسالة لمن يهمه الأمر بشأن ضرورة مراجعة الحضور الجماهيري لمباريات الكرة المصرية، سنوات تعاني الجماهير من مشاهدة أنديتها خلف الشاشات الصغيرة، فالمباريات أصبحت بلا طعم، وأجيال تأثرت بهذا الأمر.
الأهلي خسر بسبب الأمور الفنية والإدارية أولا، ثم بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن قرارات تحكيمية خاطئة ساهمت في توتر اللاعبين، لكن العلاج يجب أن يأتي من داخل البيت أولا، نادينا كثيرا بضرورة تصحيح بعض الأمور الإدارية، فهل تحدث الـ"ريمونتادا" الإدارية!؟.
للتواصل مع الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا، فيس بوك.. اضغط هنا