الإثنين 31 ديسمبر 2018
05:18 م
لا صوت يعلو في عام 2018 على الأهازيج مختلفة اللغات التي شهدتها ملاعب روسيا في كأس العالم، وهي النسخة التي شهدت عودة منتخب مصر للمشاركة في البطولة بعد غياب دام 28 عامًا.
وقبل ساعات من نهاية 2018، تبقى المشاركة المونديالية -حتى وإن كانت النتائج ليست على ما يرام- هي الحدث الأهم لمنتخب مصر، حيث يظل تأهل الفريق إلى كأس أمم أفريقيا أمرًا معتادًا للبطل الأكثر تتويجًا باللقب.
2018 شهدت احتكاك منتخب مصر بمدارس كروية عالمية قبل أسابيع من خوض المونديال، وهي المباريات التي غابت عن الفريق في الأعوام الماضية بسبب تراجع النتائج والمستوى وقتها.
مواجهات عالمية
قبل أسابيع من نهاية 2017، احتفل المنتخب المصري بتأهله إلى المونديال عن طريق مواجهة الكونغو في برج العرب، لتبدأ رحلة الاستعداد للمسابقة خلال العام الذي شارف على نهايته.
الفراعنة استعدوا لكأس العالم لخوض خمس مباريات ودية كانت الأولى أمام البرتغال، والتي انتهت بتفوق أبطال أوروبا بهدفين لواحد في الدقائق الأخيرة.
مباريات مصر الودية في 2018 لم تكن نتائجها كما يجب، حيث انتهى ثلاثة منها بالخسارة وأثنين بنتيجة التعادل، ليحرز الفراعنة خلالهم ثلاثة أهداف مقابل استقبال ستة في شباكهم.
اللقاء الثاني كان أمام اليونان، حيث خاض خلاله الفريقين المواجهة بتشكيل من البدلاء، لينتهي بتفوق الفريق الأوروبي بهدف نظيف تحت أجواء ممطرة.
وبعد شهرين من مواجهتي البرتغال واليونان، عاد منتخب مصر للظهور من جديد ولكن بلاعبيه المحليين في لقاء احتفالي مع الكويت، لينتهي بالتعادل بهدف لكل فريق.
وقبل المونديال بأيام قليلة، نجح منتخب مصر في التعادل سلبيًا مع كولومبيا في مواجهة دفاعية بحتة، قبل الهزيمة أمام بلجيكا بثلاثية نظيفة في آخر المواجهات.
العودة للمونديال
لم تكن عودة مصر المونديالية في أفضل حال، في ظل الهزيمة خلال المباريات الثلاث بدور المجموعات أمام أوروجواي، روسيا والسعودية على التوالي.
المواجهة الأولى في العودة المونديالية كانت أمام أوروجواي، ولكنها انتهت بخسارة قاتلة بهدف راؤول خيمينيز في الدقيقة 89 من اللقاء، بعدما حافظ محمد الشناوي على نظافة شباكه لأطول فترة ممكنة، ليتوج في النهاية بجائزة رجل المباراة.
اللقاء الثاني كان ضد الدب الروسي الذي نجح في التقدم بعد الدور الأول، حتى دور الثمانية من المسابقة، بعدما تفوق على مصر بثلاثة أهداف لواحد، ليحسم بطاقة تأهله للدور التالي.
ولم يكن لقاء السعودية ذو أهمية كبيرة لكلا الفريقين بعدما تأكد رحيلهما سويًا إلى بلادهما بمجرد النهاية، إلا أن الأخضر اختار طريق العودة السعيد بفوز على مصر بهدفين لواحد.
نهاية الأسطورة
طموح الجماهير قبل المونديال تحول إلى حالة من الإحباط بسبب سوء الأداء والنتائج، لكن ستظل ثنائية محمد صلاح في مواجهتي روسيا والسعودية مصدرًا وحيدًا للسعادة خلال البطولة.
صلاح نجح في القضاء على أسطورة الهدف الأوحد المونديالي لمصر في العصر الحديث لكرة القدم، ليسجل هدفًا من ركلة جزاء في روسيا، قبل أن يضيف آخر أمام السعودية.
لاعب ليفربول استطاع أن يرفع رصيد مصر التهديفي في تاريخ مشاركاتها بكأس العالم إلى خمسة أهداف، لكنه لم يستطع أن يحصد أول فوز عن طريق التواجد بروسيا.
تغيير فني
عهد جديد بدأه منتخب مصر بعدما انتهت فترة التعاقد مع هيكتور كوبر المدير الفني الذي أعاد مصر إلى المونديال، لكن مواجهة السعودية كانت الأخيرة في مشواره مع الفراعنة ليبدأ رحلة آسيوية جديدة مع أوزبكستان.
الفترة الجديدة أصبح بطلها المكسيكي خافيير أجيري الذي خلف كوبر كمدير فني لمصر، ليبدأ مرحلته مع الفراعنة بانتصارات متتالية، وبأداء مختلف عن سابقه.
أجيري قاد منتخب مصر خلال أربع مباريات فقط خلال 2018، منهم أثنين أمام أي سواتيني، وواحدة أمام النيجر ومثلها أمام تونس، في مواجهات قد تبدو سهلة لكنه حقق ما أراء خلالهم.
الظهور المعتاد
بداية مصر في تصفيات أمم أفريقيا كانت سيئة بعد خسارة أمام تونس في 2017، لكن 2018 جاء بأنباء سارة عن طريق تأهل معتاد للبطولة التي قد تقام في مصر خلال العام القادم.
المنتخب المصري تحت قيادة أجيري بدأ مشواره بتفوق كاسح على النيجر بسداسية نظيفة، ثم انتصارين على إي سواتيني ذهابًا وإيابا بأربعة أهداف لواحد، ثم بثنائية نظيفة.
وجاء الاختبار الأقوى لأجيري في ختام التصفيات، وبعدما تأكد صعود مصر وتونس لكان 2019، لكنه نجح خلاله أيضًا بثلاثة أهداف لأثنين، في مواجهة سيكون لها أثرًا نفسيًا إيجابيًا.
الأثر الإيجابي للفوز على نسور قرطاج يأتي كونه الأول لمصر على منافسه الشمال أفريقي منذ 17 عامًا، ليضع المدرب المكسيكي بصمته مع الفراعنة سريعًا برقم سعيد تصادف مع كونه في الاختبار الحقيق الأول له.
أفضلية ثم تراجع
شهد شهر يناير من 2018، تواجد منتخب مصر في أفضل مرتبة له في تصنيف الاتحاد الدولي "فيفا" للمنتخبات، بعدما تواجد الفريق في المركز 30 عالميًا.
وتراجعت مصر للتواجد بين المراتب من 43 وحتى 46 خلال الشهور التالي، وتحديدًا مع تصنيف شهر يوليو، قبل أن يأتي أغسطس بالترتيب الأسوأ في 2018 بعدما وصل الفريق للمركز 65 عالميًا.
وفي الثلاثة أشهر الأخيرة من العام، بدأ منتخب مصر في التقدم من جديد، ليحتل المركز 56 عالميًا دون أي تحرك، لينتظر عامًا جديدًا قد شهد تحسنًا وتقدمًا في الترتيب.
إحلال وتجديد
بعدما اعتمد كوبر على قوام معتاد بالنسبة له دون أي مجازفة، جاء أجيري ليضخ عناصر جديدة في تشكيل المنتخب، راغبًا في أن يكونوا رجاله خلال الفترة المقبلة إلى جانب أصحاب الخبرات.
قرار أجيري كان جريئًا بضم عدد من اللاعبين الجدد والشباب إلى قوام المنتخب، مثل صلاح محسن، أحمد أيمن منصور، طاهر محمد طاهر، محمد محمود، باهر المحمدي ومحمد صادق.
بل أن القرار الأجرأ من المدرب المكسيكي كان في الاعتماد على باهر المحمدي في مركز قلب الدفاع بدلًا من علي جبر إلى جانب أحمد حجازي.
مواجهات مصر السهلة في تصفيات أمم أفريقيا ساعدت أجيري على إتخاذ قراراته الجريئة، والتي أدت إلى اكتساب الفراعنة لمدافع جديد قوي، نجح في مكافئة مدربه سريعًا بتسجيل هدف في شباك تونس.