الثلاثاء 18 ديسمبر 2018
05:05 م
منافسة جديدة تدخلها مصر مع جنوب أفريقيا لتنظيم مسابقة كروية، ولكن الأمور تبدو مختلفة في التنافس الحالي عن نظيره الذي جاء في عام 2010.
مصر وجنوب أفريقيا سبق أن تنافسا على شرف تنظيم كأس العالم 2010 والذي نُظم بالفعل في أقصى الجنوب، لتأتي منافسة جديدة بينهما لتنظيم أمم أفريقيا 2019.
الظروف الطبيعية التي جاءت أثناء المنافسة لتنظيم كأس العالم منحت جنوب أفريقيا تفوقًا، لكن حاليًا فإن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" يحتاج لاختيار الدولة الأجهز من كافة النواحي لتنظيم المسابقة التي تقام بعد ستة شهور فقط.
جنوب أفريقيا نجحت في إخراج كأس العالم 2010 بصورة جيدة من الناحية التنظيمية، في ظل عدم وجود شكاوى من الملاعب أو فنادق الإقامة، لكن الجانب الأمني ما زال في مرحلة غير جيدة حتى الآن.
الدولة الأفريقية التي قارب عدد سكانها من 58 مليون نسمة، عانت من نظام الفصل العنصري في الفترة بين 1948 إلى 1991، لكنها بدأت في التعافي تحت مظلة نيلسون مانديلا الذي نجح في لم شمل أبناء وطنه ليبدأ مرحلة جديدة.
لكن يبدو أن جنوب أفريقيا ما زالت تعاني من مشاكل أمنية كانت التفرقة العنصرية أساسها، في ظل تزايد معدلات الجريمة بمختلف أنواعها خلال السنوات الأخيرة.
"نحن لسنا في منطقة حرب، لدينا 57 جريمة على الأقل يوميًا"، هكذا صرح بكي كيلي وزير شرطة جنوب أفريقيا في تصريحات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
*معدل الوفاة في جنوب أفريقيا لعام 2014 يشير إلى وجود 34 حالة بين كل 100 ألف فرد بسبب جرائم القتل.
ووفقًا لتقرير رسمي نشره موقع شرطة جنوب أفريقيا في سبتمبر الماضي، فإن معدلات الجريمة الخاصة بالقتل الفردي والمشترك، الاعتداء الجنسي، الاغتصاب والسرقة بأنواعها قد ارتفعت في السنة المالية 2017-2018.
وحسب ما جاء في التقرير الرسمي، فإن عدد جرائم القتل في جنوب أفريقيا بلغت 20 ألف و336 جريمة في العام الحالي، بزيادة بلغت 1320 جريمة عن العام الماضي، وما يزيد عن 4500 جريمة مقارنة بالسنة المالية 2010-2011 التي نُظم خلالها كأس العالم.
تقرير رسمي آخر صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أوضح أن جنوب أفريقيا تعد بين الدول الخمس الأكثر في عدد جرائم القتل في العالم.
*رسم بياني من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
معدلات جنوب أفريقيا في جرائم القتل تكاد تصل إلى أرقام قريبة من التي وصلت إليها دول تعاني من نزاعات أو حروب خلال الفترة الحالية، وذلك وفقًا لما ذكره تقرير المكتب التابع للأمم المتحدة.
*مقارنة من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
كذلك، فإن جرائم الاعتداء الجنسي وصلت إلى 50 ألف و108 جريمة في العام الحالي، بزيادة 448 جريمة اعتداء عن العام الماضي، بينما انخفض عدد جرائم الاعتداء بغرض إلحاق ضرر جسدي، الاعتداء المشترك والسرقة المشتركة بمعدلات من 0.1% إلى 5% بحد أقصى.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، إلا أن جرائم الاعتداء بغرض إلحاق الضرر الجسدي وصل عددها في العام الحالي إلى 167 ألف و352 جريمة، بينما وصل عدد جرائم الاعتداء المشترك إلى 156 ألف و243 جريمة، إلى جانب ما يزيد عن 188 ألف جريمة سرقة.
* بيانات رسمية من موقع شرطة جنوب أفريقيا.
وفيما يتعلق بالجرائم الجنسية، فإن جنوب أفريقيا سجلت 40 ألف و35 جريمة اغتصاب في العام الحالي، إلى جانب 6 ألاف و786 جريمة اعتداء جنسي، وأكثر من 2000 جريمة محاولة اعتداء جنسي، إلى جانب 1221 جريمة اتصال جنسي، لتصبح إجمالي الجرائم الجنسية للعام أكثر من 50 ألف جريمة.
* بيانات رسمية من موقع شرطة جنوب أفريقيا.
ويبدو أن الزيادة المستمرة في الجرائم الجنسية، ساهمت بدورها في ارتفاع عدد الوفيات بسبب مرض الإيدز، حيث تعد جنوب أفريقيا من بين أكثر الدول في العالم تسجيلًا لحالات وفاة بسبب هذا المرض.
وطبقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي، فإن جنوب أفريقيا شهدت وفاة 110 ألف شخص بسبب الإيدز، مقارنة بـ200 ألف وفاة في عام 2010.
الدولة الوحيدة التي تتفوق على جنوب أفريقيا عالميًا في عدد الوفيات خلال العام الماضي هي نيجيريا فقط، في الوقت الذي كانت تتصدر فيه الدولة الجنوبية الإحصائية على المستوى العالمي منذ عام 2000.
*بيانات رسمية من تقرير منظمة الصحة العالمية.
جرائم السرقة أيضًا وصلت في جنوب أفريقيا إلى معدلات مرتفعة، لكن النسبة المئوية الأكبر للزيادة كانت في سرقة البنوك، حيث تعرض 13 بنكًا للسرقة خلال العام المالي 2016-2017 مقارنة بسرقة ثلاثة بنوك فقط في العام السابق له.
الجرائم الخاصة بالسرقة سواء للأشخاص أثناء السير أو باستخدام الدراجات البخارية، البنوك، المباني وغيرها من السرقات وصل عددها إلى 507 ألف و975 جريمة، وهو العدد الذي يقل بـ50 ألف جريمة تقريبًا مقارنًة بالعام الأكثر منذ عام 2010.
* بيانات رسمية من موقع شرطة جنوب أفريقيا.
جرائم السرقة سبق وأن عانى منها المنتخب المصري في كأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا 2009، بعدما سُرق مبلغ مالي قدره 2400 دولار قبل مواجهة إيطاليا في دور المجموعات.
المنتخب البرازيلي أيضًا عانى من الأمر نفسه في البطولة ذاتها، عندما بعض الملابس الخاصة بالفريق، وأموال تخص كارلوس دونجا المدير الفني للفريق وقتها قد سُرقت من فندق الإقامة.
وسيكون الكاف مضطرًا لعدم النظر إلى ما يخص ملاعب المباريات، ساحات التدريب والفنادق والمواصلات فقط عند مناقشة ملفي مصر وجنوب أفريقيا لتنظيم كان 2019.
بل سيكون في حاجة إلى النظر إلى النواحي الأمنية والصحية أيضًا في مناقشته لاختيار الدولة المنظمة للحدث، في ظل المعدلات المرتفعة لكلاهما في جنوب أفريقيا عن مصر.
للتواصل مع الكاتب عبر..
فيسبوك.. اضغط هنا
تويتر.. اضغط هنا