"الخمول الذي تعاني منه كرة القدم الموريتانية ليس قدراً محتوماً حتى نستسلم له، ولكنه مرض يحتاج إلى علاج".. جملة قالها أحمد ولد يحيى، رئيس اتحاد الكرة في موريتانيا عقب فوزه بمنصبه في 2011 ومنذ حينها واختلف تاريخ الكرة في بلاده بعدما توجت جهوده في 18 نوفمبر 2018 بتأهل منتخب بلاده لكأس أمم أفريقيا 2019 لأول مرة في تاريخهم ومن قبلها التواجد في نسختي ببطولة أفريقيا للمحليين.
يلا كورة كان له حوارًا مع ولد يحيى ـ الذي توّج العام الماضي بجائزة قائد كرة القدم، وإلى نص الاسئلة:
* تاريخ الكرة الموريتانية أصبح ماقبل ومابعد تواجد أحمد ولد يحيى.. كيف ترى ذلك؟
- في البداية، أشكركم على هذا السؤال، ولكني لا أحب ربط ما حدث من تطور للكرة الموريتانية بي شخصيًا فقط، صحيح أنني أتشرف برئاسة الاتحاد الموريتاني، ومسرور جدًا بنجاح العمل الذي قمنا به خلال السنوات الأخيرة، ولكنني أرى أن ما تم إنجازه لكل المساهمين فيه، بداية من حكومتنا التي وفرت لنا الدعم المالي والمعنوي بشكل دائم، والجمهور الذي وقف سنداً للمنتخب الوطني في كل الظروف، وللشركاء الذين تعاونوا معنا، وللإعلام الذي واكب هذا العمل، ثم للاعبين والإداريين والفنيين.
ليس فقط على مستوى من عملوا في المنتخب الوطني، بل كذلك للذين عملوا على مستوى الأندية، مما رفع مستوى التنافسية وأثمر الحصول على نخبة مؤهلة من اللاعبين لتمثيل منتخبنا في هذه المنافسة الإفريقية الكبيرة.
وبالمحصلة، ما حدث في السنوات الأخيرة كان عملاً على مختلف الأصعدة ساهم فيه الجميع، وقد أعطى نتيجته في هذا التأهل التاريخي، الذي لن نتوقف عنده بإذن الله، بل سنواصل العمل لتحقيق المزيد من النجاحات.
* كيف ترى التأهل التاريخي لكأس أمم أفريقيا 2019؟
- سعيد جدًا، إنه حدث هام لكرة القدم في موريتانيا وإنجاز تاريخي لنا.. فالتأهل الأول انتظرناه طويلاً، لكن رغم ذلك لن نتوقف عند هذه النقطة وسنواصل العمل والسعي إلى طموحات وأهداف جديدة لتحقيق المستحيل فالكرة الموريتانية أتت من بعيد، نعم سنستمتع بالتأهل مع الشعب الموريتاني ولكن سنعود للعمل في أسرع وقت ممكن ولن نتوقف عند التأهل بل نريد الوصول إلى أعلى مستوى.
*ما الهدف التالي للسيد أحمد ولد يحيى له وللكرة الموريتانية بعد التأهل؟
- هدفنا المقبل هو المشاركة الفعالة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، بحيث نظهر بوجه يشرف الكرة الموريتانية والعربية ويحفظ السمعة الطيبة التي خلقها هذا التأهل للكرة الموريتانية؛ لتلبية طموحات جمهورنا الكريم، ونحن في الاتحاد الموريتاني نعمل دائماً بطريقة الخطوة ثم الخطوة التي تليها، بحيث نحدد هدفاً ثم نعمل على تحقيقه، وبعد ذلك نرسم هدفاً جديداً وهكذا، وهدفنا الحالي هو تخطي الدور الأول من البطولة، وبعد تحقيق هذا الهدف سنطمح لهدف جديد، وسنعمل بشكل جاد للتحضير المتميز قبل الدخول في منافسات البطولة إن شاء الله.
* كيف تتوقع الظهور الأول لكم في أمم أفريقيا 2019 وما الذي توعد به الموريتانيين في هذه البطولة؟
- ندرك جيداً أننا نشارك لأول مرة في البطولة، كما ندرك حجم الخصوم في نهائيات هذه البطولة، لكننا نؤمن بقدرات لاعبينا ونثق فيهم، وسنحاول أن نجمع بين الثقة في النفس التي لا تصل إلى حد الغرور، والتواضع الذي لا يصل إلى حدود الاستسلام، وأملنا في كل الأحوال أن نظهر بشكل مشرف، وأما ما نعِد به جمهورنا الكريم فهو أن نعمل بكل ما أوتينا من جهد ووسائل لنقدم صورة متميزة عن الكرة الموريتانية إن شاء الله.
*الكثير أشاد بالإبقاء على المدير الفني عقب التأهل، ولكن هناك شائعات عن رحيله..
- قرار استمرار مع المدرب الحالي كورينتان مارتينس كان قرارًا استراتيجياً وقد أعطى نتيجته؛ فالاستقرار الفني مفيد للغاية للمنتخبات التي هي في حالة منتخبنا ولدينا حالياً مفاوضات متقدمة مع المدرب لتجديد عقده ومواصلة العمل معنا، لأننا نثق في كفاءته الفنية والمهنية، ونحن نؤمن بقدرته على قيادة منتخبنا لمزيد من النجاحات، ونرجو أن تتكلل مفاوضاتنا معه بالنجاح.
* حازم إمام كان ضيف شرف جوائز حفل الكرة الموريتانية 2017.. ماذا تمثل الكرة المصرية لكم؟
- صحيح، لقد كان النجم المصري المتميز حازم إمام ضيف شرف على نسخة 2017 من حفل الجوائز الذي نقيمه سنوياً في بلادنا وبالمناسبة كان حاضراً معه كذلك ضيوف شرف آخرون من بينهم الأخ أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي وأخي وزميلي السيد هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري، وغيرهما.
ونحن في موريتانيا ننظر للكرة المصرية باعتبارها مثالاً يحتذى للجميع، فنجاحاتها تلهمنا، خاصة أن المنتخب المصري يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس إفريقيا للأمم، ونتطلع بطبيعة الحال إلى أن تُتاح لنا الفرصة للتعاون مع الأشقاء في مصر لتبادل الخبرات والاستفادة من التجربة المصرية الرائدة في كرة القدم الإفريقية.
* ماهي أكثر ميزة في الفريق الحالي لموريتانيا وما يميزه عن سابقه؟
- ميزة الفريق الوطني الحالي هي روح التعاون والانسجام بين اللاعبين من جهة وبين اللاعبين والطاقم الفني من جهة ثانية، فمنتخبنا الوطني يملك روح الفريق الواحد دون وجود أي مشكلة أو نزاع أو صراع على النفوذ أو على النجومية مثلاً فالجمبع يشعرون بالراحة في العمل في ما بينهم وهذا سر نجاحهم.
* ماهي هي أبرز الصعوبات التي واجهتها عند بداية مهمتك في رئاسة اتحاد الكرة الموريتاني؟
- الصعوبات التي واجهتنا في بداية عملنا في الاتحادية فهي كثيرة جداً، أبرزها تحدي استعادة تنظيم البطولة الوطنية بكفاءة وانتطام بعد المشاكل والعوائق الكثيرة التي تسببت في عرقلة انتظامها وقد بدأنا بدعم الأندية ورفع سقف الجوائز، وصولاً لتنظيم بطولات لمختلف الفئات العمرية.
وواجهتنا تحديات أخرى عديدة مثل نقص خبرة المنافسة الخارجية لدى اللاعب الموريتاني، إضافة إلى تحديات أخرى كثيرة، لكننا تغلبنا عليها جميعاً من خلال رسم استراتيجية شاملة لإصلاح الكرة الموريتانية، ساهمت فيها الحكومة الموريتانية والاتحاد الدولي، والاتحاد الإفريقي، وعدد من الشركاء التجاريين.
* وهل كان لتغلبكم عليها الأثر السريع على الكرة الموريتانية؟
- ذلك هو الذي جعلنا نعيش صحوة حقيقية للكرة الموريتانية أثمرت نتائج لم نعرفها من قبل مثل التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، والتأهل لبطولة أفريقيا للمحليين مرتين 2014 - 2018 والمشاركة الدائمة لأنديتنا في البطولات الأفريقية إضافة إلى تقدمنا كثيرًا في سُلم الترتيب العالمي للمنتخبات الوطنية الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".
* أخيرًا.. توّجت بجائزة قائد كرة القدم في 2017.. حدثنا عن الجائزة وماذا تُعني لك؟
- بالنسبة للجائزة التي حصلتُ عليها فهي تعني شهادة تزكية أعتز بها كثيراً لكنها تعني لي كذلك مصدر تحفيز وتشجيع على مواصلة العمل الذي نقوم به وتطويره، وتعزيز روح الإبداع والابتكار من أجل المزيد من النجاح، ولقد كنت مسروراً جداً وفخوراً بالفوز بهذه الجائزة.