بدأ عمر مرموش نجم منتخب مصر، في كتابة اسمه بأحرف من ذهب، في سماء الكرة العالمية، عقب تألقه مع ناديه إينتراخت فرانكفورت الألماني، ليصبح على أعتاب الانتقال لصفوف مانشستر سيتي، وفي المقابل لم يحظى بهذا التقدير على الصعيد المحلي، مع معظم مدربي المنتخبات الوطنية.
منح المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، قبلة الحياة لمرموش في منتخب مصر، بعدما استدعاه لأول مرة لقائمة منتخب مصر، ليسجل هدفًا رائعًا في شباك ليبيا، كان بداية رحلة النجم الواعد مع الفراعنة، بعدما عانى من الإهمال مع المنتخب الأولمبي، وكان على وشك الدخول في صدام آخر مع بداية عصر المدير الفني الحالي للمنتخب الأول حسام حسن.
مرموش الذي أصبح صفقة مانشستر سيتي المنتظرة في الميركاتو الشتوي لإنقاذ موسم حامل لقب الدوري الإنجليزي، لم يتم ضمه لقائمة منتخب مصر تحت 23 سنة في أولمبياد طوكيو، بسبب وجهة نظر المدير الفني شوقي غريب في ذلك الوقت.
وقال شوقي غريب في مؤتمر صحفي قبل أولمبياد طوكيو، خلال توليه قيادة المنتخب الأولمبي: "عمر مرموش لعب معي عدة مباريات، ضد هولندا وأمريكا ومالاوي، والمدرب السابق لم ينجح أيضًا في استدعائه"، مشيرًا إلى أنه ضمن حساباته، لكنه لم يستدعيه للمشاركة في الأولمبياد بعد ذلك.
وقال شوقي غريب في تصريحات تلفزيونية، أن عدم استدعاء عمر مرموش للأولمبياد يرجع إلى اختياراته الفنية، حيث شاهد عدة مباريات له في الدوري الألماني، لكنه فضل تركه مع ناديه لإثبات ذاته، لأنه يجب أن يقدم نفسه بشكل أكبر بالمشاركة في المباريات، حسبما قال مدرب المنتخب الأولمبي في عام 2020.
وأوضح شوقي غريب أن هناك عدة لاعبين مصريين مثل مرموش، إذا أتيحت لهم فرصة الاحتراف في أوروبا سيفعلون ذلك، مشيرًا إلى أن مركز عمر مرموش في خط الهجوم به العديد من اللاعبين، مثل صلاح محسن، أحمد ياسر ريان، ناصر منسي، ناصر ماهر، أحمد حمدي، فادي فريد وكريم الطيب، بالإضافة للثلاثي رمضان صبحي وطاهر محمد طاهر ومصطفى محمد الذين كانوا يشاركون برفقة المنتخب الأول.
وأكد شوقي غريب في تصريحات خلال شهر نوفمبر 2020، أنه يجب أن يمتلك عمر مرموش الطموح، عند الانضمام لمنتخب مصر الأولمبي، لكي يكون أفضل من لاعبي الدوري المصري بمراحل، يجب أن يقدم هذا الأمر لكي نمنحه الفرصة الكاملة لنشاهده مرة آخرى، قائلًا: "أنا بجيب لاعب بكلفه تذاكر طيران وكل شئ، والاتحاد يتحمل هذا الأمر، لذلك لا أستطيع ضمه إلا عندما يكون أفضل من اللاعبين في نفس مركزه".
وبعد عدة سنوات، لمع اسم عمر مرموش مع ناديه إينتراخت فرانكفورت، الذي انتقل لصفوفه في صيف 2023، وبعدما قدم موسمًا جيدًا ارتبط بالانتقال لفريق نوتنجهام فورست الإنجليزي.
صفقة انتقال مرموش لنوتنجهام لم تكتمل، وتعرض لإصابة في إصبع يده، تطلبت خضوعه لعملية جراحية، من أجل اللحاق ببداية الموسم الجاري، وهذا كان على عكس رغبة الجهاز الفني لمنتخب مصر، بقيادة حسام حسن.
خضوع مرموش للعملية الجراحية كان يعني غيابه عن معسكر منتخب مصر في يونيو الماضي، وهذا ما حدث بالفعل.
تحدث حسام حسن عن هذا الأمر في مؤتمر صحفي خلال شهر مايو، قائلًا: " مرموش عنده مشكلة في إصبع يده وطلب إنه يعمل العملية، وأحنا طلبنا منه يأجل 10 أيام، وهو قال لو أجلت هعملها أمتى، وكلم ناديه يخاطب الاتحاد ويخطره إنه هيعمل العملية".
وتحدث إبراهيم حسن مدير المنتخب عن هذا الموقف أيضًا في تصريحات تلفزيونية: "تواصلت مع عمر مرموش منذ فترة طويلة، هو يؤكد لي أنه يريد إجراء عملية جراحية بعد نهاية الموسم الحالي، وأحاول معه لتأجيل العملية لأنه لاعب مهم، واستقبلنا خطابًا من ناديه بأنه سيجري العملية بالفعل، وبالتالي لن يكون في المعسكر".
وأضاف: "كنت أتمنى أن يكون مرموش متواجدًا، وأوضحت له أنه من الممكن أن يجري العملية بعد المباراتين، خاصة أن هناك بطولة كأس الأمم الأوروبية، وبالتالي سيكون هناك وقت للراحة".
قرار مرموش كان بمثابة علامة فارقة في مسيرته حاليًا، حيث استطاع التعافي واكتملت جاهزيته قبل انطلاق الموسم، ليقدم بداية مثالية مع فرانكفورت، جعلته منافًا على قائمة أكثر اللاعبين مساهمة بالأهداف في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.
انفجار مرموش جذب أنظار أندية أوروبا التي تسابقت لضمه، لينجح مانشستر سيتي في حسم الصفقة خلال شهر يناير الحالي، ليتخذ الفرعون خطوة تاريخية في مسيرته، حيث من المنتظر أن يتم الإعلان رسميًا عن انتقاله لصفوف حامل لقب البريميرليج، خلال الأيام القليلة المقبلة.
سيبدأ مرموش فصلًا جديدًا من رحلته الخاصة، لكتابة التاريخ في الملاعب الأوروبية، بعدما حرم من الحصول على فرصة لإثبات نفسه مع المنتخب الأولمبي، كما كادت خطوة مانشستر سيتي أن تتأخر، لكنه نجح في التغلب على تجاهل شوقي غريب في الماضي، كما جاء قراره موفقًا رغم عدم رضا الجهاز الفني للفراعنة على ذلك، لكن ما حدث مستقبلًا بعد ذلك، انتصر لوجهة نظر مرموش وعقليته الاحترافية المختلفة.