ربما كان مقبولا من مدرب قديم مثل العجوز روي هودجسون أن يحاول تقديم بصمته الخاصة على المنتخب الإنجليزي بأداء قديم يعود بنا إلي زمن الثمانينات ولكن الغريب أن يبقي مدربا شابا طموحا مثل لوران بلان على خطة ولاعبين لن يقدروا على الوصول إلي الدور الثاني كأقصى طموح للمنتخب الفرنسي في هذه البطولة.
على عكس المتوقع تماما لعب المنتخبين العريقين الإنجليزي والفرنسي مباراة من أسوا ما يمكن على المستوي المهارى ولم يقدم الفريقين سوي لمحات تكتيكية قليلة للغاية واستمر الفريقين حتي النهاية بنفس البداية السيئة.
سيناريو اللقاء
* لعب المنتخب الإنجليزي بطريقة ربما عفا عليها الزمن بالاعتماد على 4-4-1-1 بشكل تقليدي للغاية بوجود جونسون وتيري وليسكوت وكول في الدفاع ثم ارتكازين جيرارد وباركر ولعب على الأطراف مينلر وششامبرلينج ولعب أشلي يونج خلف رأس الحربة داني ويلباك.
* بينما اعتمد لوران بلان على 4-1-4-1 بوجود ديبوكي ورامي وميكسس وإيفرا في الدفاع وأعتمد بشكل واضح على الارتكاز الدفاعي ألو ديارا وتقدم الرباعي من اليمين لليسار سمير نصري وكاباي ومالودا وريبيري خلف رأس الحربة كريم بنزيمة.
* تمريرات عرضية كثيرة تحاول تقليد أسلوب المنتخب الإسباني ولكن شتان الفارق بين المهارات المتواجدة في عمق وسط الملعب الإسباني وبين تواجد مالودا وكاباي في عمق الوسط الفرنسي.
* اسلوب المنتخب الإنجليزي كان واضحا للغاية .. غلق منطقة الجزاء بثمانية لاعبين انتظارا للهجمة المرتدة والاعتماد على سرعة ويلباك ويونج وهو أسلوب قريب الشبه بالأسلوب الدفاعي 6-0 والمعتمد في لعبة كرة اليد.
* كان من الممكن أن ينجح هذا الأسلوب لو عرف ميلنر أو شمبرلينج كيفية الاختراق من العمق الفرنسي المفتوح خاصة في وجود إرتكاز دفاعي واحد وفي طريقة لعب قلبي الدفاع التي كانت تعتمد على فتح الملعب على مصراعيه لتمكين ظهيرا الجنب من الانطلاقات.
شاهد توضيح بالفيديو
* ديبوكي .. الظهير الأيمن ربما كان أسرع اللاعبين الفرنسيين في الإنطلاق بدون كرة ولولا دخول سمير نصري للعمق للعب دور صانع الألعاب لتكونت جبهة نارية يمني للديوك.
* لا أعرف ما هية دور كاباي ومالودا حتي الأن فكلا اللاعبان لم يحاولا فتح الأطراف عند دخول ريبيري ونصري إلي العمق ولم يكونا في مستوي صانعي الألعاب بل أن بنزيمة نزل كثيرا إلي منطقة الوسط لفتح ثغرات ولكن لم يقوم ثنائي الوسط الفرنسي بإنطلاقات في عمق الدفاعات الإنجليزية.
* لو إستمرت المباراة يومين كاملين ما إستطاع الإنجليز تسجيل هدف سوي من كرة ثابتة لإنه كما قلنا لم يتواجد صانع ألعاب .. لم يتواجد أطراف مهاجمة قوية .. لم يتواجد هداف داخل منطقة الجزاء ذو لمسة خاصة.
* نعود مرة أخري لتكتيك كرة اليد .. فالمعروف عندما يلعب خصمك بأسلوب 6-0 خاصة من على منطقة الستة أمتار يصبح الحل الوحيد أمامك في الهجوم أن تمتلك لاعبين أصحاب تسديدات قوية من الخط الخلفي ويكفي أن تعبر الكرة من الحائط المرصوص من اللاعبين وفي إتجاه المرمي وقتها سيصبح الحديث عن محاولة إنقاذها من قبل حارس المرمي دربا من دروب الخيال .. لماذا؟ .. الإجابة ببساطة لإنه لن يراها إلا داخل الشباك.
شاهد توضيح لتحركات الفرنسيين الهجومية...
* دخول جيرمين ديفوه المار بأحداث صعبة من وفاة والده ودخول ثيو والكوت في الدقائق الأخيرة من المباراة كان إعترافا ضمنيا من هودجسون بأنه يريد التعادل في هذه المباراة وربما المباراة القادمة أملا في الفوز بالمباراة الأخيرة التي سيشارك فيها روني.
* لم يكن بلان أكثر حماسة أو رغبة في الفوز فإشراكه لحاتم بن عرفه ومارفن مارتن في الخمس دقائق الأخيرة لم يعطي جديدا ربما لقلة الوقت.. وأستحق التغيير كاباي ومالودا خاصة الأخير وعلي بلان أن يبحث عن من سيشغل دور صانع اللعب في العمق وربما كان نصري الحل مع إعطاء بن عرفة الجانب الأيمن لتكشيل جبهة قوية مع ديبوكي.