الأربعاء 13 يناير 2021
08:26 م
كتب- أحمد مصطفى:
"الإسماعيلي راح يلعب ماتش فيصل الدوري مع الأهلي في الإسكندريه ومرجعش تاني"، كلمات متناثرة يكررها مراراً وتكراراً أبناء المدينة التي تشتهر باكتسائها باللون الأصفر فيما بينهم، بالمقاهي، الشوارع، الأسواق عقب كل هزيمة تؤدي إلي انهيار دراويش الكرة العربية والإفريقية، خسائر متتالية في بطولة الدوري جعلت اللون الأصفر يبدو باهتًا، وصل أبناء أبو جريشة إلي حافة الهاوية، لم يعد هنالك شيئًا من الماضي سوى الأرشيف الذي غطي عليه التراب، الإسماعيلي الغريق ورغم فقدان الشغف واشتداد الرياح وعلو الأمواج، أرسلت له الحياة فرصة العمر "طوق النجاة"، مباراتان يلعبهما في البطولة العربية قيمة الفوز بهما 6 مليون دولاراً أو على الأقل 2.5 مليون إذا خسر.
الثامنة مساءً بتوقيت الإسماعيلية اجتمع الرفقاء، الأخوة، الأصدقاء، كل من له ذكرى حلوة هنا أتي، شدوا بأذر بعضهم البعض احضروا السمسمية على أمل الغناء معًا:"كان لك معايا اجمل حكاية في العمر كله"، لكنها الخيبات لا تأتي فردا، خسر الإسماعيلي بالثلاثة، لم يعبر الرجاء ولم يعد حتى من الإسكندرية منذ 2009، وترك جمهوره يبكى على الأطلال في خانات الذكريات.
الانهيار بالنادي الذي يحتل المكانة الثالثة من حيث الجماهيرية في مصر، لم يكن وليد الصدفة، بل هنالك أسباب متعددة معروفه لدى الجميع وأسباب أخرى مجهولة، وقد تجلت هذه المشاكل في رحيل المدرب البرازيلي "ريكاردو" عن تدريب الفريق بعد أن بدء فترة الإعداد للموسم الجديد وإبرام صفقات عديدة أعتقدها الجمهور الإسمعلاوي بأنهم سيكونون حصاد السنين العجاف، كما ظهرت أزمة فسخ تعاقد إدارة النادي عقد الكابتن طلعت يوسف بعد إنهاء الاتفاق معه لخلافة ريكاردو، بسبب تغيير إدارة النادي بنود التعاقد كما أوضح طلعت يوسف، ومن ثم لم تجد إدارة النادي مخرجًا من تلك الأزمة إلا أن تلقي بكل اثقالها على أكتاف الأبن البار للمدينة الصفراء الكابتن أبو طالب العيسوي للعبور بالفريق من هذه النكسة التي حلت به.
علقت الإدارة ومعها جماهير النادي آمالها على "العيسوي" ورفاقه بالفوز بمباراة الرجاء المغربي ومن ثم الوصول لنهائي البطولة العربية، التي إن فاز بها ستنتعش خزينة النادي بمبلغ 6 ملايين دولار أو الحصول على 2.5 مليون دولار حال الهزيمة وهو مبلغ كافي لحل الأزمة المالية والإدارية التي يمر بها النادي على الرغم من تولي رئاسته رجل الأعمال المصري المهندس إبراهيم عثمان.
الجميع في المدينة تكاتف، بات الناس يبثون الأمل في كل الانحاء، عمت الأماكن هنالك روح تشبه إنتظار مباراة فيصل الدوري مع الأهلي في 2009، هذه الأجواء الحماسية دفعت أحد شباب المدينة ويدعي "أحمد رضا منصور" بتجهيز تحليلات فنية خاصة بفريق الرجاء، وكونه أحد الشباب الذين يشتهرون بكتابة المقالات الرياضية والتحليلات الفنية في الإسماعيليه ساعده ذلك في الوصول إلي الكابتن "عطية صابر" المدرب المساعد لـ"العيسوي" ومقابلته وتسليمه جميع المقاطع التي ألم بها.
يقول أحمد: "بعد ما ريكاردو مشي وحصل تخبطات بالنادي، حماسي قل إن ممكن شخص يقابلني في ظل الظروف الصعبة اللي بيمر بها النادي، لحد يوم الأربعاء بليل كلمت كابتن محمد موسي الجاويش، وهو مدرب إسمعلاوي يعمل بفرق الناشئين بالسعودية، وصلني بالكابتن عطية".
ويكمل:"تواصلت مع كابتن عطية وقالي التحليلات ورقية، قولتله أنها فيديوهات، فوافق وقابلته تاني يوم عند فندق اللاعيبه أنا وأتنين من أصدقائي".
20 دقيقة كانت المدة الزمنية التي اجتمع بها الكابتن "عطية" بالشباب المحب لناديه قبل السفر لكازبلانكا، أستمع وانصت لهم، تحدثا معهم في شتي الأشياء الخاصة بالمباراة، وكأنه يردد في ذاته، يوضع سره في جماهيره، يقول أحمد:"كان بيسمعنا بتواضع شديد واهتمام وشغف، وبعد ما انتهينا من الحديث سلمت له كل الحالات اللي جمعتها".
ويردف: "قعدت في حدود 5 أيام أشاهد مبارايات للرجاء، كنت بقطع فيديوهات مش صور بحيث يكون الشرح سهل للاعيبه، وعرفت من أصدقاء مقربين جوا النادي أنه تم الاستعناء بالفعل بالفيديوهات التحليلية والتحفيزية".
رصد الشاب البالغ من العمر 23 ربيعاً، والذي يدرس الهندسة في فيديوهاته كيفية التصدى لنقاط قوة الفريق المغربي، كما أوضح نقاط الضعف بشكل مفصل، واقترح رضا طريقه دفاعية تسمي بنظام "الهجين" لمقابلة الهجوم المغربي، والاعتماد على التونسي فخر الدين بن يوسف في المرتدات والكرات العرضية.
يقول: "أنا كنت بحمل كل يوم مباراة للرجاء، وأقعد 3 ساعات أتفرج واعمل تقطيع المقاطع اللي بحتاجها، لحد ما جمعت أفكار كتيرة وكررتها في باقي المباريات".
(4-5-1 ) هي الطريقة التي قدمها "العيسوي" في مباراة الرجاء، والتي اقترحها بالفعل رضا، لكن على حد قول رضا أن "العيسوي" لم يصب في اختياراته للاعبين: "كابتن أبو طالب غير ملم بمعلومات كافية عن فريق الرجاء، ولم يكن لديه دراية بإمكانيات لاعبيه وكيفية توظيفهم، لكنه لا يتحمل سبب الهزيمة".
ووصف "رضا" عدم استعانة إدارة النادي بمحلل أداء بالعشوائية، مشيرًا إلي أنه لم يتم الاستعانة بمحلل أداء في تاريخ النادي سوى في عهد كل من "ميدو" والمدرب الفرنسي "ديسابر": "كان نفسي أحس إني قدمت شئ لشغفي الأول ولو بنسبة 1٪، أتمني يتم استقطاب مدرب مميز يكون له كل الصلاحيات من الإدارة، ويرجع للفريق هويته ويزرع فينا أسلوبنا المميز من جديد، وإبرام صفقات سوبر قادرة على قيادة الدراويش".