أصل الاسم (2).. من هو التتش الذي اشتهر به رمز الأهلي؟

يوافق اليوم الأربعاء 21 فبراير ذكرى وفاة رمز النادي الأهلي محمود مختار محمد رفاعي "التتش" الـ 53؛ حيث تُوفي عام 1965 عن عمر يُناهز الـ 59عاماً.

اللورد جورج لويد، المندوب السامي البريطاني في مصر حينذاك هو من أطلق على محمود مختار محمد رفاعي لقب "التتش" ولكن لماذا؟.. هذا ما نستعرضه في ثاني حلقات سلسلة "أصل الاسم":

طالع أيضاً الحلقة الأولى من سلسة "أصل الاسم".. من هو زامورا الذي اشتهر رمز الزمالك باسمه؟

 وُلد محمود مختار محمد رفاعي الشهير بـ "مختار التتش" في محافظة الإسكندرية عام 1906 أي قبل عام من وضع حجر أساس كيان الأهلي؛ حيث بدأ مشواره في دوري المدارس ثم التحق بفريق مدرسة السعيدية الثانوية ليكتشفه مسؤولو الأهلي عام 1922 ومن ثمّ قرروا ضمه لصفوف القلعة الحمراء.

وكان محمود مختار الذي أكمل عامه الـ 16 حينها على قدر المسؤولية فاستطاع جذب الأنظار له مع الأهلي والانضمام لصفوف المنتخب.

وفي خلال تلك الفترة عيّنت بريطانيا مندوباً سامياً جديداً لها في مصر هو اللورد جورج لويد ـ الذي استمر في الفترة مابين 1925 حتى 1929 ـ؛ حيث كان يحب متابعة مباريات كرة القدم وحينما رأى محمود مختار لاعب الأهلي أطلق عليه "التتش" وأصبح حينما يقابله يقول له بالإنجليزية:"مرحباً تتش"، بحسب تقرير نُشر على الموقع الرسمي للأهلي بتاريخ 13 مايو 2016.

وللقب قصة طريفة، فـ "التتش" هو بهلوان إنجليزي كان يقدم عروضاً للأسرة الملكية البريطانية في قصر باكنجهام بمدينة لندن؛ لإدخال السرور على قلوبهم؛ حيث كان يمتاز بالقفز عالياً والسرعة والليونة في حركته ومن هنا جاء وجه التشابه بينه وبين محمود مختار من وجهة نظر المندوب السامي البريطاني، اللورد لويد.

واستطاع ذلك الشاب الذي عُرف فيما بعد بـ "مختار التتش" إثبات ذاته كلاعب كرة قدم فسافر مع المنتخب الوطني عام 1924 وهو بسن الـ 18 إلى باريس؛ للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية.

حتى الآن الأمور تسير بشكل جيد مع ذلك اللاعب الشاب ولكن والده رفض حينها سفره بحجة اقتراب موعد امتحاناته ليتدخل الزعيم سعد زغلول ويطلب سفره إلى باريس على أن تُرسل له أوراق الامتحانات إلى المفوضية المصرية في فرنسا.

وفي عامه الثاني والعشرون سافر مع بعثة المنتخب المشاركة في أولمبياد أمستردام في هولندا عام 1928؛ حيث تألق أمام البرتغال وسجل هدفي فوز المنتخب في المباراة التي انتهت بفوز فريقنا الوطني بهدفين مقابل هدف ليتم اختياره في نهاية البطولة ضمن تشكيلة منتخب العالم الذي واجه منتخب أوروبا ودياً كما تمت الإشادة به كأفضل جناح أيسر في البطولة التي رُتبت فيها مصر رابعاً.

وهو الأمر الذي استمر في أولمبياد 1936 في برلين؛ حيث أُختير أيضاً ضمن أفضل لاعباً في العالم وأفضل 4 لاعبين على المستوى الهجومي، بحسب تقرير للموقع الرسمي للأهلي عن مشوار التتش.

ولكنه قرر الاعتزال عام 1940؛ حيث اتجه للعمل الإداري بالأهلي وتدرج به.

ويبدو أن التتش الذي قضى 43 عاماً داخل جدران الأهلي لم يرض أن يفارقه إلا للموت ففي يوم 21 ديسمبر عام 1965 شعر أنه مرهق خلال جلوسه داخل النادي مع أصدقائه فقرر العودة لمنزله؛ حيث وافته المنية.

وتخليداً من مسؤولي الأهلي لدوره أطلقوا بعد وفاته اسمه علي ملعب فريق الكرة للأبد.