عقل المونديال .. سر تفوق نيجيريا والجزائر 2014 .. هل تستفيد مصر2018؟

إعداد - أيمن محمد:

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

خروج مشرف لنيجيريا وخروج سيبقي كثيرا في ذاكرة العرب والأفارقة لمنتخب الجزائر من دور ال16 .. أيا ما كنت تشجع أو تؤازر أو حتي ترفض تشجيع منتخب عربي أو افريقي إلا أنك لا تملك سوي أن تحترمه ..والسؤال الأبرز هنا هل سيتناول ( الفنيين ) في إتحاد الكرة المصري عوامل نجاح فرق مشابهة لنا وخاصة الجزائر أم سنكتفي فقط بالتشجيع والإشادة ..سنعرج في تحليل اليوم عن أسباب تفوق الفريقين خارج الملعب قبل الدخول للجزء الفني.

التخطيط

هل تعرف أن فاهيد هاليلودزيتش كان مهددا بالإقالة من تدريب المنتخب قبل البطولة بأشهر قليلة ؟.. والسبب خلافات صحفية وتدخلات من بعض أفسدت العلاقة بينه وبين راوراوة شيئا حتي عادت الامور لصحيحها .. هل يذكرك هذا بموقف حدث مع المنتخب المصري.

فاهيد هاليلودزيتش بوسني .. هي البوسنة بتعرف تلعب كرة قدم ..إيه تاريخ البوسنة في الكورة ..أسئلة شائعة قيلت بشكل أخر علي مدرب المنتخب المصري وكان الأخير علي شفا الإقالة في النصف الثاني من مشوار التصفيات ..فاهيد خرج من الدور الأول في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة .. الرسالة ( الفشل في مرة ليس معناها أنك علي الطريق الخطأ).

ملحوظة نفس الرجل وصل مع كوت ديفوار لكأس العالم 2010 ولكن تمت إقالته قبل أن يذهب لجنوب أفريقيا ودرب الفريق وقتها سيفين إريكسون ..الجزائريون أستفادوا من خطأ الكوت ديفوار.

ستيفان كيشي .. بطل أمم أفريقيا بجيل شاب من اللاعبين من أستمر علي الطريق الصحيح أكمل معه المونديال وهناك نجوم تحولوا لدكة الإحتياط وهناك نجوم لم يكونوا في قائمة المونديال والسبب الإنضباط.

أداء منتخب نيجريا في كأس القارات لم يكن علي المستوي المطلوب ولا يبشر بشىء كبير مع معاناة في التصفيات أمور عديدة لم تفقد الإتحاد النيجيري ثقتها في كيشي وأمور جعلت كيشي يغير من خطة الفريق ومن أفراده أيضا.

الفارق بين نيجريا والجزائر وبين باقي الأفارقة في المونديال ( غانا –الكاميرون-كوت ديفوار ) إحساس اللاعبين بأن الوطن للنسور الخضر ومحاربي الصحراء هو النجم الذي يستحق التضحية من أجله عكس المنتخبات الباقية وأي عنصر لا يشعر بقيمة الوطن أثناء لعبه  يستبعد وهو ما يفسر مثلا للبعيد إستبعاد بودبوز وعدلان قديورة وفؤاد قدير من الجزائر وامباه وجوزيف أكبالا من نيجيريا.

متوسط أعمار اللاعبين ولا أعني هنا عمرهم اثناء مشوار التصفيات فقط ولكن متوسط اعمارهم اثناء البطولة وهو العنصر الذي سيفرق كثيرا في مباراة الفريق الثالثة ومباراته في الدور الثاني إن تأهل ..التخطيط لأخر نقطة يمكن الوصول إليها

تخيل معي لو وصل المنتخب المصري بنفس عناصره مع إحترامي الكامل لقدراتها الفنية ولكني اتحدث عن قدراتها البدنية في الجولة الثالثة للمونديال..لا ترهق نفسك تذكر مباراة أمريكا في كأس القارات 2009
الإحتراف.

إن كنت قد شاهدت كأس العالم 1998 وقارنت بين قائمة نيجيريا حينها مع قائمة 2014 النتيجة ستكون محبطة لصالح 2014 في المقارنة بين ويست وإكبيبا وأوكوشا وصنداي أوليسيه وبين أحمد موسي وبابا توندي وإمنيكي.

لا يهم أين ستلعب بالخارج المهم أن يكون لديك كما هائلا من الشباب محترفين والشباب هنا يطلق علي ما دون ال21 وليس كما نطلق في مصر علي اللاعب الذي يبلغ ال 25 بأنه لاعب واعد.

سفيان فغولي وجون اوبي ميكائيل الأبرز إحترافيا من المنتخبين الاول في فالنسيا والثاني في تشيلسي ولا يلعب كأساسي مع مورينيو رغم دوره في دوري الأبطال مع دي ماتيو .. لك أن تتخيل حجم الجهد المبذول منهما في المنتخب لتعرف أنه كلما زاد إسم ناديك كلما زادت تضحياتك للمنتخب وليس التفضل بإسم ناديك علي أنك تلعب أساسي فيه وأن المنتخب هو الذي لا يستفيد من قدراتك الخارقة التي تظهر في النادي ( صاحب الهالة )
الجزء الفني والتكتيكي.

يلعب كيشي 4-4-1-1 اوبوابونا ( أصيب مبكرا ) دخل ( يوبو ) العجوز المتفاني من 2002 بجانب أوشيناوا وامبروس واميريو في الدفاع امامهم اونزي وجون أوبي ميكائيل وطرفي ملعب إيدمونجي وأحمد موسي ويتاخر باباتوندي خلف رأس الحربة إمنيكي.

أسلوب لعب واحد بتحرر بابا توندي وتبادل مكانه مع إيدمونجي وإمنيكي ..إمنيكي يلعب علي الظهير الأيسر للخصم ويصبح العمق فارغا ليأتي باباتوندي أو إيدمونجي من العمق ..يتكفل أحمد موسي بالجانب الأيسر بالمرواغة للداخل.

اونازي يقوم بدور قاطع الكرات .. اوبي ميكائيل يصنع اللعب من المنطقة الخلفية ..امبروس الظهير المهاجم ويبقي أوميريو في الخلف ويصعد قليلا لمساندة احمد موسى.

الجزء المفقود في نيجيريا هو البديل الذي يمتلك نفس القدرات الفنية والرغبة في عدم الإخلال بشكل الفريق الجماعي وعدم اللعب بمظهرية.

تلعب الجزائر 4-3-2-1 يلعب حليش وبلكلام ( بوقرة ) في العمق يتولي عيسي مندي وفوزي غلام مهمة ظهيري الجنب .. يتمركز مهدي لحسن ومهدي بن مصطفي ( في غياب بن طالب ويبده  ) في العمق ..يتبادل سفير تايدر أو ياسين براهيمي الشق الهجومي خلف إسلام سليماني .. سفيان فغولي في الجانب الأيمن وسوداني في الجانب الأيسر.

شكل الجزائر كان أفضل بسبب توزيع الجهد المبذول علي الثلاثة مباريات بـ 16 لاعبا شاركوا في أجزاء كبيرة من الثلاثة مباريات وهو ما اتاح لهم الإستمرارية امام المانيا بشكل أقوي من ظهور نيجيريا امام فرنسا ( درس أخر مستفاد من المونديال )

سليماني يلعب بين قلبي الدفاع ..فغولي يتحول للاعب وسط مهاجم أيسر يتقارب في العمق مع ياسين إبراهيمي تصبح مهمة إرتكاز المنافس صعبة في مراقبة ثنائي اللاليجا الاول بسرعته والثاني بمرواغته ..فكرة بسيطة دون فلسفة ولكنه مؤثرة هجومياً.

الإستفادة من الركلات الثابتة خاصة من الأجناب ..تدريب مستمر وإستثمار لأطوال وقدرات الفريق في ضربات الرأس ..فكرة اكثر بساطة حمت الفريق دفاعيا وأعطته شكلا هجومياً.

الخلاصة .. نيجيريا والجزائر قدمتا أداء مذهلا بإمكانيات بسيطة علي أرض الملعب ولكن كان ورائها عملا محترفا خارج أرض الملعب وتخطيطا لم يترك شيئا للصدفة ..فهل نبدأ من الآن ؟

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك