في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
فوز الاهلي ببطولة السوبر هو اقل المكاسب التي حققها أمس المارد الأحمر في ظل سعيه المستمر نحو تحقيق الألقاب ومحاولته ان يكون قريبا اكثر اندية العالم تحقيقا للبطولات وما شاهدناه أمس من اداء تكتيكي متميز أغلب أوقات المباراة له عدة اسباب سنسردها بموضوعية شديدة حتي يستطيع الجميع معرفة الفارق بسهولة لو تغير أداء الأهلي في مباريات الدوري.
تحليل أداء الأهلي
• لعب البدري على الورق 4-2-2-2 بوجود شديد ونجيب وجمعة وعبدالفضيل في الدفاع أمامهم ربيعة وعاشور كثنائي ارتكاز ولعب على الأجناب عبدالله السعيد ومحمد بركات وفي الأمام لعب السيد حمي وأحمد عبدالظاهر
• سريعا بدأت تغييرات المراكز في المباراة وقبل أن نتحدث عن الجزء التكتيكي في المباراة يجب أن نعترف أولا أن مستوي الضغط المفروض من لاعبي ليوباردز على لاعبي الأهلي كان ضغطا سيئا للغاية وهو ما لا يواجهه الأهلي في مباريات الدوري حيث يعرف اللاعبون بعضهم البعض ويعرفون طريقة تحركاتهم ولكن هل ما قدمه لاعبي الأهلي أمس لا يستحق الإشادة ؟
• بالطبع لاعبي الأهلي دائما ما يحضرون في المباريات الكبرى وارتفاع المستوي الجماعي والذي أشرت إليه في تحليل مباراة تليفونات بني سويف بدأ يظهر وارتفاع المستوي الفردي لشديد والسعيد ومحاولات حمدي وعبدالظاهر وبركات اضف إليهم ربيعة وعاشور أمس جعل الأهلي يقدم أفضل أداء له منذ مباراة الترجي في تونس تكتيكيا وفنيا .. السبب .. في السطور المقبلة.
• الخطة التي تم ذكرها في أول سطور التحليل كانت ثابته أثناء فقدان الأهلي للكرة ولكن مع استلام الأهلي لها يبدأ عبدالله السعيد في الدخول للعمق من الجانب الأيسر إلي وسط الملعب ويتطرف السيد حمدي إلي ناحية اليسار في الجزء الأمامي ويتحول عبدالظاهر إلي عمق الهجوم وسحب رقيبه معه ..لماذا ؟ .. الإجابة بركات.
• في التكتيك الذي كان موجودا أمس تحرك بركات كثيرا بدون كرة في الثلث الأمامي واعتمادا على التحركات السابقة التي ذكرناها يصبح مهاجما ثالثا في منطقة الجزاء ويصبح التكتيك 4-2-1-3 .. ومع دقته في تسديد الكرات أو في التمرير العرضي الأرضي أو الهوائي جعلت من الناحية اليمني للأهلي جحيما على ليوباردز .
• نجاح دخول السعيد للعمق أضفي جزء هجوميا مؤثرا ليس فقط في وسط الميدان وهو ما كان يفتقده المارد الأحمر في الفترة السابقة ولكن أيضا أعطي شديد قناوي فرصة للانطلاق وخلق رئة جديدة للهجوم بدون زحام في هذه المنطقة وهو ما وفر دائما دعما وخيارا متاح للسعيد للتمرير إما في العمق لعبدالظاهر أو في الجزء الأيسر لحمدي وقناوي أو في الناحية اليمني لبركات.
• كل هذا كان يمكن إيقافه من جانب ليوباردز لو لم يسترجع ثنائي ارتكاز الأهلي ذاكرة الهجوم ولكن تواجد عاشور وربيعة بالقرب من السعيد أعطي للأخير فرصة ( لسند ) الكرة معهم وتشتيت ذهن لاعبي الفريق الكونغولي ويتغير التكتيك في أوقات كثيرة إلي 4-3-3.
• لمسات السعيد المؤثرة أمس كان ما يفتقده الأهلي .. ليس هذا هو السبب فقط ولكن كان ما يحتاجه الأهلي أيضا تحركات اللاعبين المنضبطة والتي لها هدف هو خلق مساحة مؤثرة للاعب يستطيع أن يصنع الفارق.
• الانضباط وحرية الحركة .. يمكن أن تكون منضبطا حتي وأنت تتحرك بحرية وهذان لا يتعارضا مع بعضهما البعض يبقي فقط التركيز ومعرفة ماذا ستفعل عندما تتواجد في منطقة ما من ارض الملعب .. وهنا يمكن التحدث عن رامي ربيعة وعاشور.
• أفضل ما في إكرامي على مدار مباراتين متتاليتين أنه بدأ ( يهين ) نفسه وهذا ما كنا ينقصه أن يخرج بحماس وبعقل وأن يستمتع بالطيران وبكل مهارات حارس المرمي ويوظف كل إمكانياته لحماية عرينه بكل قوة لا أن يلتقط الكرات التي تأتي له في المنطقة التي يقف فيها أو يحاول استعراض ملكه من ملكاته بدون تركيز عال فتخرج المهارة ناقصة وتتسبب في كارثة.
• الفيديو المقبل يوضح إجمالا أداء لاعبي الأهلي في الجزء الهجومي وكيفية تنفيذ الهجوم .. أيضا يضم الفيديو في بعض اللقطات أماكن تواجد اللاعبين قديما لكي تري مدي تأثير تحرك لاعب مسافة 10 ياردات .. ومعرفة الفارق لماذا يتجه رأس الحربة بجانب دون الأخر .. شاهد بعناية :
• هناك تغيير هو الأسوأ في المباراة .. دخول سعد سمير بديلا لبركات وتوظيف سعد في مركز الوسط المدافع وهو لم يتم تجربته في هذا المركز على الإطلاق والأهم هو فقدان الفريق لثقل منطقة وسط الملعب في ظل جنوح ربيعة للجانب الأيسر .. تخيل لو ان كرة ليوباردز دخلت المرمي وتعادل الفريقان .. لم يكن الاهلي قادرا على العودة في ظل تواجد اثنين فقط ممن يحملون الجينات الهجومية .. عبدالله السعيد وعماد متعب .. وهذا يتناقض مع ما قام به البدري نفسه في معركة رادس بالهجوم المستمر .. غير ذلك يستحق لاعبي الأهلي ومدربه درجة التفوق في المباراة.