محارب قوي ترك حياته في أرض الحرية ليبحث عن صناعة المجد في القارة السمراء، صولات وجولات خاضها ومشوار كبير كان هو بطله فائزًا في جولة وخاسر في مثلها.
ولكنه كان دومًا يحلم بالذهب في هذه الأرض الجديدة بدأ باتريس كارتيرون المدير الفني الحالي لنادي الزمالك مشواره مع الساحرة المستديرة كمدرب في عام 2008 حينما قاد نادي كان الفرنسي قبل أن يتولى مهمة تدريب ديجون ومنها شد الرحال على إفريقيا كمدير فني للمنتخب المالي.
ذلك الشاب الفرنسي بدا عليه الحماس منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماه الأرض الجديدة، حقق فيها نتائج جيدة حيث قاد مالي في 9 لقاءات فاز في 7 منهم وحصد برونزية بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2013.
ولكن لم يستمر مشوار الفرنسي طويلًا مع مالي حتى انتقل إلى الكونغو ليقود تي بي مازيمبي، أحد أقوى الفرق في القارة السمراء، والذي استمر في قيادته لمدة 3 أعوام نجح فيها من ملامسة الذهب للمرة الأولى كمدرب بعدما فاز ببطولة دوري أبطال إفريقيا.
مشوار قصير قبل أن يصل لمحطة الأهلي
استمر كارتيرون في مشواره في الأراضي الجديدة والتي اعتادها، وأصبح ملكها مع مازيمبي، قبل أن ينتقل بين الأندية ليصل إلى النادي الأهلي، الذي طمح معه في حصد بطولته الإفريقية التاسعة، ليقدم مع الفريق الأحمر أداء جيد، خلال 17 مواجهة، قبل أن يتلقى صدمته الأولى.
مباراة كبيرة في القاهرة بين الأهلي والترجي وكارتيرون قد جهز جنوده لتقديم مواجهة قوية أمام الفريق التونسي في نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا، ويستغرق في حلمه بالتتويج بالبطولة للمرة الثانية وملامسة الذهب مجددًا.
الحلم يقترب وصفعة لن تنسى
بعد أداء قوي وحماسي من جانب لاعبي الفريق الأحمر، شعر المحارب الأبيض أنه يخطي بشكل قوي نحو الكأس السمراء مجددًا خاصة وأن مواجهة الذهاب انتهت بفوز أبناء الفرنسي بثلاثية مقابل هدف.
أداء مميز ونتيجة ليست سيئة والأسهم تشير إلى اقتراب الأهلي من البطولة، قلب أن تنقلب كل الأمور رأسًا على عقب، بعد توقيع عقوبة على وليد أزارو مهاجمه الأول في ذلك الوقت وحرمانه من المشاركة في المباراة، قبل أن يتفاجأ بالضغط الجماهيري على لاعبي فريقه يوم لقاء الإياب الذي يقام في مدينة رادس التونسية والتي انتهت بأحداث شغب وقذف حجارة على حافلة الفريق، ليدخل المارد الأحمر اللقاء ويخسر بثلاثية دون رد، لتعلن إدارة الفريق رحيله عن منصبه.
تجربة جديدة والثأر لا ينسى
واصل كارتيرون رحلته مع فريق جديد، حينما أعلن نادي الرجاء المغربي عن التعاقد مع المدرب الفرنسي ليقود الفريق بعد مشواره المميز، خلفًا لجاريدو، ليبدأ طريقه بـ 11 مواجهة بنتائج متخبطة فلم يتمكن من تحقيق الفوز سوى في 3 لقاءات فقط، قبل أن يواجه الترجي في لقاءه رقم 12 مع الرجاء، ببطولة كأس السوبر الإفريقي.
لقاء لرد الاعتبار والثأر بعدما تسبب الفريق التونسي في رحيله عن الأهلي، فرصة جيدة لا يمكن أن يهدرها، ليدخل المدير الفني الفرنسي إلى اللقاء بعدما أعد لاعبيه وركز ألا يخسر لقاءين متتالين من نفس الفريق خاصة وأنه لم يقدم أداء مرضي للجماهير المغربية منذ بداية مشواره مع الرجاء.
"فرصة جديدة لملامسة الذهب الإفريقي".. اقترب المحارب الأبيض من نسيان التتويج الإفريقي الذي حققه في بداية مشواره في القارة السمراء، قبل أن ينقض بلاعبيه على كأس السوبر وينزعوه من فم الترجي بفوز صعب على الفريق التونسي بنتيجة هدفين لهدف كانت بمثابة أخذ الثأر للفرنسي.
رقم تاريخي ورد الصفعة
وبعدما أكمل المحارب 29 مباراة مع الرجاء، رحل عن صفوف الفريق لينضم إلى نادي الزمالك ليقوده فنيًا.. فهو يعرف هذه الأرض جيدًا وقاد فيها فريقين من قبل، والآن يحلم بالتألق مجددًا وقيادة الأبيض لمنصات التتويج.
قدم الفرنسي بداية مميزة مع الفريق الأبيض بعدما عانى الزمالك من التخبط في بداية مشواره بالبطولة المحلية، ليقدم أوراق اعتماد للجماهير من جديد.
"عقدة المباراة رقم 17".. فبعد أن خاض مع الفريق الأبيض 16 مباراة مميزة جاءت المواجهة رقم 17، والتي كانت هي السبب في رحيله من الأهلي.. العقدة ليست فقط لتشابه الأرقام ولكنه سيواجه فيها نفس الفريق أيضًا ببطولة كأس السوبر الإفريقي!
يقترب كارتيرون من تكرار نفس الإنجاز بالفوز بالسوبر الإفريقي، أمام نفس الفريق، ورقم قياسي يستحق الحلم وذهب يطمح بحصده مجددًا، ليكون دافعه مع لاعبي الأبيض لتحقيق فوز كبير على الفريق التونسي بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف ليعيد الزمالك لحصد البطولة الغائبة عنه منذ 17 عامًا.. ليصبح أول مدرب يفوز بكأس السوبر الأفريقي مرتين على التوالي مع فريقين مختلفين.. ليصبح كارتيرون المحارب الذي لا ينسى ثأره.