السبت 15 فبراير 2020
11:30 ص
في تحليلات عقل المباراة رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
لا يوجد اسعد حظا من باتريس كارتيرون الذي نال فرصتين لرد الصاع صاعين وحرمان الترجي من التتويج ببطولتي سوبر أمام منافس نظريا أقل فنيا من الفريق التونسي، ربما لا يبدو هذا هاما للزمالك الان ولكنه هام جدا لكارتيرون وللزمالك بعد أسبوعين من الان.
الزمالك فاز بلقب سوبر مستحق فكان الافضل من كافة الوجوه أمام الترجي متخطياً أزمتين عانى منهما ببطولة الدوري.
الأزمة الأولي يرجع فيها إلي خالد جلال والذي أعاد اكتشاف يوسف أوباما ليكون حلقة الوصل بين ثنائي الوسط والمثلث الهجومي وهو الدور الذي غاب عنه أوباما بمجرد انضمام أشرف بن شرقي ليحتل تلك المنطقة ولكن دون جدوى.
بن شرقي يميل إلي الجزء الهجومي مما يجبر ساسي أن يتقدم أكثر ومع ضعف القدرات الدفاعية للنقاز ومن بعده حازم إمام يصبح علي طارق حامد ان يغطي مساحتي لعب في نفس الوقت ولكن مع وجود أوباما الملتزم أكثر دفاعيا من بن شرقي يصبح الامر أفضل نسبيا للزمالك .
الأزمة الثانية في حالة تعظيم دوري بن شرقي وأوباما الهجومي يصبح ( زيزو ) عنصرا لا بديل عنه في التشكيلة الاساسية لأنه قادر علي القيام بدوري الدفاع والهجوم سواء من منطقة الوسط ليصبح لاعب وسط أيمن في 4-3-3 للتغطية خلف حازم إمام أو أن يصبح جناحا أيمن في 4-2-3-1 بشرط تواجد أوباما في مركز رقم 10 حتي ولو كان أوباما يميل إلي لعب أدوار مختلفة عن صناعة اللعب الصريحة .
مخطىء لو ظننت ان كرة القدم متعلقة بالخطط الرقمية بل الأهم اختيار العناصر التي تلائم الأسلوب وهنا يكون السؤال ، لماذا نجح كارتيرون مرتين مع الرجاء والزمالك في هزيمة الترجي ولم ينجح في الفوز بدوري ابطال افريقيا مع الأهلي رغم سابق فوزه علي الترجي مرتين في نفس البطولة ومع الاهلي أيضا؟
للتذكرة كارتيرون فاز مع الاهلي في دوري المجموعات علي الترجي في رادس وفي ذهاب نهائي دوري الأبطال ببرج العرب وكاد أن يقتنص تعادلا من الشوط الاول في إياب النهائي لولا خطأين تم تداركهما بالأمس .
عندما تمتلك لاعبا مثل مصطفي محمد يجب أن تشعر بالإطمئنان للاعباً مصريا يتطور في نصف موسم تحت ضغوط فريق كبير مثل مصطفي، رأس حربة مصر القادم يتطور فرديا بشكل سريع ولو أجاد لعبته التي يتدرب عليها وسجل منها هدفا في الدوري من خارج منطقة الجزاء سيصبح هدفا لأندية أوربا بشرط الاستمرارية .
كارتيرون مع الاهلي لعب بمروان محسن ولم يستطع الخروج معه للهجوم بينما مع الزمالك وجد مصطفي محمد،صحيح أن الترجي غاب عنه مجموعة من النجوم في منطقتي الهجوم والوسط ولكن نقطة ضعفه الرئيسية ( معز بن شريفية ) لازال موجودا وهو ما ظهر في أهداف الزمالك الثلاثة بوضوح أمس .
الخطأ الثاني يتعلق بالاسلوب وما نحتاجه من اللقاء، أمام الترجي في رادس ومن خطأ فردي للسولية في محاولة اقتناص الكرة مبكرا ظهرت ثغرة ولم يكن ابناء باب سويقة ليتركوها، بالامس قلت أن علي لاعبي الزمالك ألا يكرروا هذا الخطأ والذي ظهر في الدقيقة 37 عندما حاول أوباما كسر الستارة الحديدية التي يلعب بها كارتيرون في محاولة لقنص الكرة مبكرا وهذا هو أكبر خطأ.
هل تتذكر ما قاله بيتسو موسيماني عن أندية شمال أفريقيا ؟
الترجي كان يقوم بنقل الكرات عرضيا بشكل مبالغ فيه لا توجد حلقة ربط بين الدفاع والوسط والهجوم ..ربما يحتاج لاهوني لوقت لإستيعاب ذلك التكتيك إذا ما تم نقله من الجانب الايسر إلي عمق الملعب ولكنك في نفس الوقت ستفقد الجناح الابرز لديك .
كل ما كان علي الزمالك فعله حتي مع التعادل هو الصبر علي طريقة مورينيو مع برندان روجرز في ليلة سقوط جيرارد، الانتظار والوقوف بشكل سليم أمام منافس لا يريد سوي أن تترك أماكنك ووقتها ينقض عليك ولكن كارتيرون فطن لذلك ولحسن حظه أن خطأ الترجي أتى بعد ثلاث دقائق فقط من تسجيل هدف التعادل وعاد التقدم مرة أخري للفارس الابيض .
هل هذا يعني أن الزمالك بات لديه الحظوظ الأعلي في لقائه مع حامل اللقب في دوري الابطال بعد أسبوعين ؟ بالطبع فقط إذا وجد حيلة بسيطة لخداع دفاع الترجي أثناء الهجوم المنظم سنقوم بعرضها في عقل مباراة أخر.
صحيح ان كارتيرون اعتمد علي مرحلتين فقط في كرة القدم لكسب الترجي مرتين مع الرجاء والزمالك ولكنه أجادهما بسبب امتلاك عناصر تلائم هذا الأسلوب وتبقي الازمة في الهجوم المنظم .
أخيراً الترجي لا يمكنه كسب أي نادي عربي من الصف الاول إذا أقيمت المباراة في ظروف طبيعية وعلي الزمالك أن يحسم الامر في القاهرة.
للتواصل مع الكاتب على الفيس بوك
وعلي تويتر