مارسيل كولر.. الساعة السويسرية صائد البطولات.. ورجل المواعيد الكبرى

"تمامًا مثل الساعة السويسرية" مارسيل كولر، المدير الفني الذي جاء إلى قلعة الأهلي قبل عامين، ليكتب التاريخ رفقة المارد الأحمر على طريقته الخاصة، ليُبعثر أندية أدغال أفريقيا وينطلق إلى المحافل العالمية بقلب لا يخشى أحدًا.

عندما تتحدث عن مارسيل كولر، ستجد الأمور تذهب معك إلى أدق أدق التفاصيل، حيث إن هناك ثعلب سويسري لا يترك شيئًا للصدفة والحظ، وإنما يواصل عمله دائمًا ويتعمق لمعالجة الأزمات من جذورها.

شاهد المؤتمر الصحفي لتقديم كولر في الأهلي

ثقافة السويسري التي لا تعرف إلا النجاح والانتصارات، تلاقت مع الجماهير الحمراء المتعطشة ولا تحب سوى الفوز في كل المباريات والصعود المتوالي إلى منصات التتويج، لأن هناك داخل قلعة الأهلي الحديث دائمًا يكون بلغة البطولات والكؤوس.

ساعة سويسرية

يُطلق مصطلع "الساعة السويسرية" عادة على الشخص المنضبط، الذي لا يخطئ ويؤدي الأشياء في شكلها المثالي، لا يعبث بالأساسيات والقواعد التي تحكم النظام العام، ويترتب عليها الوصول إلى النجاح المرجو والأهداف المستهدفة بشكل دقيق للغاية.

لذلك أن نُطلق على مارسيل كولر أنه مثل الساعة السويسرية، فهو إنصاف لمدير فني يعرف جيدًا تفاصيل عمله، ويبحث دائمًا عن الشكل المثالي وتحقيق أهداف النادي على المدى البعيد.

"أثني على طريقة العمل الدقيقة لكولر، وطريقة قيادته للفريق، إنه نجح بفضل هذه الأمور في التتويج بلقب الدوري السويسري مع فريق سانت جالن"، هكذا قال عنه باتريك فينكلر، اللاعب السابق لفريق ويل السويسري.

بينما ديتر مينهولد، الذي شغل منصب المدير الرياضي لفريق بوخوم سابقًا، قال عنه: "كولر عادة ما يقوم بمشاهدة مقاطع فيديو لكرة القدم بالمنزل في وقت متأخر من الليل، كولر ليس جبانًا، لقد حقق هدف نادي بوخوم بالصعود للدوري الألماني الممتاز مجددًا".

احتفال مارسيل كولر مع لاعبي الأهلي بدوري الأبطال

بالنظر إلى مسيرة كولر الرنانة مع الأهلي، فرض هيمنته على البطولات المحلية بالكامل، بحصوله خلال موسمين على ألقاب الدوري الممتاز وكأس مصر والسوبر المصري، بالإضافة للنسخة الأخيرة المستحدثة من سوبر الأبطال، بينما أفريقيًا استعاد لقب دوري الأبطال وتوج به مرتين، وخسر فقط الدوري الأفريقي والسوبر الأفريقي الماضي ضد اتحاد العاصمة.

كأس العالم للأندية كان مثالًا آخر على دقة الساعة السويسرية، حيث إن النسخة الأولى احتل فيها الأهلي المركز الرابع، بحصوله على المركز الرابع بتفريطه في الفوز أمام فلامينجو البرازيلي (2-4) بنسخة 2022، لكنه عاد العام الماضي وتعلم الدرس، وتفادى هفوات المشاركة الأولى، بانتصار أمام اتحاد جدة في معقله (3-1)، ثم فاز على أوراوا الياباني (4-2).

مارسيل كولر العاشق للبطولات مثل جماهير الأهلي تمامًا، عانق البطولات في 7 بطولات من أصل 8 نهائيات خاضها مع المارد الأحمر خلال عامين، ولم يخسر سوى نهائيًا واحدًا في كأس السوبر الأفريقي، ذلك الذي أقيم منتصف سبتمبر للعام الماضي 2023.

مباراتا الأهلي أمام بيراميدز، اللتان كانتا حاسمتين في تحديد هوية بطل الدوري، حسمهما مارسيل كولر بهدوئه وشجاعته من خارج الخطوط، بعدما أدارهما بمهارة كبيرة وخرج منهما بالعلامة الكاملة من النقاط، ممهدًا الطريق لاقتناص الدرع مبكرًا.

قلب شجاع

يتحلى مارسيل كولر بالشجاعة، فهو أهل للمباريات المصحوبة بمشاحنات وأجواء خاصة خارج الملعب أو في المدرجات، وعادة ما يخرج منها منتصرًا، وقال عنه أندرياس ريتيج، رئيس نادي كولن الألماني سابقًا: "مارسيل كولر لا يُستفز بسهولة".

"السويسري دائمًا يشع بهدوء هائل، ولديه موهبة عظيمة في التركيز على الأساسيات"، هكذا وصفه النمساوي توماس جانشيتز، الذي عمل مساعدًا معه في النمسا.

كولر في ظهوره الأول في ملعب مختار التتش

هذه صفات لا تتواجد إلا في مدير فني، استطاع أن يعود بلقب دوري أبطال أفريقيا من قلب كازابلانكا بتعادل ثمين آمن الكأس، وغيرها من المباراة الجماهيرية التي خاضها خارج الديار، منها مباراة الترجي التونسي في ملعب رادس، بمدرجات ممتلئة لأنصار باب سويقة.

حتى أن مباراة الأهلي واتحاد جدة في كأس العالم للأندية، واحدة من المباريات التي كانت تحتاج لمدير فني بقلب شجاع، يلعب أمام فريق مدجج بالنجوم العالميين في معقله بملعب الجوهرة وبجماهير متحفزة لا تفكر سوى في هزيمة المارد الأحمر، لكن مارسيل كولر لقنهم جميعًا درسًا في كيفية إدارة المباريات الكبرى.

ويبدأ مارسيل كولر موسمه الثالث مع الأهلي، والذي ينطلق بمواجهة جور ماهيا الكيني، في إطار دور الـ 32 من بطولة دوري أبطال أفريقيا، بينما يخوض النهائي الأول في الموسم الجديد بمواجهة الفريم التقليدي الزمالك، يوم 27 سبتمبر المقبل في السعودية.