يترقب جميع متابعي الكرة في مصر وأفريقيا، موقعة ذهاب نهائي بطولة دوري الأبطال، التي تجمع بين الأهلي والترجي، حيث لا يفصلنا سوى ساعات قليلة قبل موقعة الذهاب في رادس.
مباراة الذهاب التي يحتضنها ملعب حمادي العقربي برادس، يحل فيها الأهلي ضيفًا على الترجي، في العاشرة مساء غد السبت، بينما تقام موقعة الإياب في ستاد القاهرة الدولي، مساء يوم السبت الموافق 25 مايو.
عندما نتحدث عن نهائي دوري أبطال أفريقيا، فبالطبع نحن سنتحدث عن أفضل فريقين في المسابقة لهذه النسخة، والذين عبرا كل المنافسين ليحجزوا مقعدهم في المشهد الختامي، ويتنافسون على من يحصد اللقب.
مباريات بهذا الحجم التي تحتاج إلى خبرات اللاعبين والمدير الفني، تجعلنا في انتظار موقعة من طراز فريد، بين رجال الأهلي بقيادة مارسيل كولر، في حملة الدفاع عن اللقب، ولاعبي البرتغالي كاردوزو الذين يبحثون عن عودة لمنصات تتويج غائبة منذ 5 سنوات.
نسلط الضوء في السطور التالية على ثغرات الترجي التي يمكن للأهلي أن يستغلها من أجل زيارة الشباك من أقصر الطرق، خاصة منذ تولي كاردوزو المهمة التدريبية، والذي لم يستقبل أي هدف خلال 6 مباريات بالبطولة. طالع كيف تحول الترجي على يد صانع أشبال بورتو من هنا
ما هو تكتيك الترجي ؟
كي نتحدث عن طريقة لعب الترجي، ونقاط القوة الهجومية التي جعلته يسجل 5 أهداف، وكذلك القوة الدفاعية التي حافظت على الشباك نظيفة في 6 مباريات، علينا أن نلقي نظرة أولًا على الأمر من زاوية رقمية.
البداية مع الشق الهجومي، حيث إن الترجي نجح خلال الـ6 مباريات التي قادها كاردوزو، في الوصول لمرمى المنافسين بـ68 تسديدة (37) منها كانت على المرمى، بينما الباقي كان خارج المرمى أو تم منعه من دفاع المنافس.
ويميل الترجي لإنهاء الهجمات بشكل كبير بالتمرير أو العرضيات التي يصل بها إلى منطقة الجزاء ثم يسدد، حيث إنه (52) مرة من داخل الصندوق، بينما لا يعد التصويب من خارج الصندوق سلاح رئيسي.
أحد الجوانب التي تشير لمدى فاعلية الترجي الهجومية، تحديدًا على ملعبه، خاصة بوصوله إلى (41) تسديدة على مرمى منافسيه، إلا أنه سجل هدفين فقط (أمام الهلال وصنداونز)، أي بنسبة نجاح حوالي 5%.
بينما الشق الدفاعي، يظهر حيلة ذكية يطبقها المدرب البرتغالي، وذلك سيتضح بسهولة من خلال هذه الأرقام:
- وصل المنافسون بـ51 محاولة.
-تم منع 15 من خلال "البلوك" الدفاعي.
- بينما (23) محاولة تم تسديدها خارج المرمى.
أي أن (38) من أصل (51) محاولة لم ترتقي إلى محاولة تهديد مرمى الترجي، بينما حارسه أمان الله مميش تصدى إلى 11 تسديدة من المنافسين، وذلك ما يكشف مدى قوة لاعبي الترجي في التمركز حول منطقة جزائهم لمنع المنافس من التسديد بأريحية.
ومما سبق، ننتقل إلى الجزء التكتيكي للبرتغالي كاردوزو، وكانت مباراة صنداونز الأخيرة كفيلة بالكشف عن ثغرات في دفاع الترجي، وكيفية تمركز لاعبيه حول منطقة الجزاء.
الصورة التالية تكشف الكثافة العددية للاعبي الترجي في منطقة الجزاء، فهناك 4 لاعبين إلى جوار مميش يحرصون المرمى، بالإضافة إلى 2 تحت الكرة، أحدهما قام بالفعل بعمل تاكلينج "بلوك" أمام تسديدة لاعب صنداونز.
إلا أنه رغم تمركز لاعبي الترجي، الذي يبدو مُحكمًا، فهناك إمكانية كبيرة للتوغل وسط هؤلاء، واستغلال قلبي الدفاع "توجاي ومرياح" تحديدًا، وآخذ مكان بين الدفاع والانفراد بمرمى مميش، إلا أن هذه الفرص التي سنحت لم تُستغل.
مرة أخرى ثغرة في ظهر أحد قلبي الدفاع، لكن مهاجم صنداونز لم يستغلها، رغم تفوقه على المدافع "مرياح" الذي وقف في انتظار الكرة، لكن شالوليلي كان أسرع وارتقى للكرة وسددها أعلى المرمى.
لاحظوا معي أيضًا، المسافة بين محمد بن علي الظهير الأيمن، وياسين مرياح قلب الدفاع، والتي قد تستغل للدخول من العمق بلعبة طولية في ظهر الدفاع، نفذها معلول ووسام أمام مازيمبي وأسفرت عن هدف رائع. شاهد رائعة الفلسطيني على الطائر
هذه الحالة تكشف لنا هدية من الهدايا التي لا تُرفض، حيث إن محمد أمين توجاي، للحظة فكر في شيء خارج المباراة، فاستغل ذلك مهاجم صنداونز وراوغه بنجاح، لكن الحارس الأمين، أمان الله مميش تصدى لها ببراعة. تصدي حارس الترجي ضمن الأفضل بنصف النهائي
طريقة لعب كاردوزو واضحة للجميع، فهو يعتمد عندما يواجه خصمًا قويًا ويلعب كرة سريعة، على العودة للخلف، وإبقاء المدافعين في الثلث الأخير بكثافة عددية، إلا أن الحيلة لها ثغرات، كشفنا بعضها مما سبق، ولكن السؤال الآن كيف يصل الأهلي إلى مرمى مميش، التي لم تهتز منذ 8 مباريات.
أمان الله مميش صاحب الـ20 عامًا، يتميز بتعملقه في حراسة المرمى، فهو دائمًا يرتمي بكامل جسده ليحمي مرماه، ويجيد التعامل مع الكرات المسددة على ارتفاع بشكل كبير، لكنك إذا شاهدت ثلاثية الهلال في شباكه، ستجد أن نقطة ضعفه الكرات الأرضية والتي تكون بعيد عن متناول يده.
الثلاثي الذي يظهر في الصورة المقبلة، بمعاونة بعض من لاعبي الأهلي الآخرين يمكنهم حسم المواجهة مبكرًا، خاصة أن ثنائية محمد عبدالمنعم ووسام أبو علي، تجيد هز الشباك الخصوم بالضربات الرأسية القوية والموجهة في زاوية بعينها، وذلك ما سيجد مميش صعوبة في التعامل معه.
تحركات وسام أبو علي وسط قلبي الدفاع، قد تجعل المساحات تظهر أمام القادمين من الخلف، وعلى رأسهم إمام عاشور، الذي سيكون له دور محوري آخر، وهو إرسال الكرات الطولية في ظهر الدفاع لاستغلال الثغرات بين قلبي دفاع الترجي.