جميع المباريات

إعلان

حكاية مدرب الترجي.. من حرب أوكرانيا إلى البحث عن الذات أمام الأهلي

مدرب

ميجيل كاردوزو مدرب الترجي

ربما إذا نظرنا إلى المسيرة التدريبية للبرتغالي ميجيل كاردوزو المدير الفني لنادي الترجي التونسي، سنجد أنه يعيش أهم مرحلة في حياته المهنية بعدما أصبح منافسًا على لقب دوري أبطال أفريقيا.

وضرب الترجي موعدًا مع الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا والمقرر إقامته يومي 18 و25 مايو الجاري.

كاردوزو - الذي جاء إلى تدريب الترجي في يناير الماضي - احتاج فقط إلى 6 مباريات من أجل أن يجد نفسه في نهائي أكبر البطولات القارية على مستوى الأندية بأفريقيا.

ميجيل كاردوزو - البالغ من العمر 51 عاما - ليس من المدربين الذين يحظوا بشهرة في أوروبا، كما أنه لم يحقق نجاحات كبيرة خلال مسيرته التدريبية.

كاردوزو بدأ حياته كرجل أول في 12 يونيو 2017، بعدما تم تعيينه على رأس نادي ريو آفي البرتغالي، ليحل محل لويس كاسترو.

واستطاع أن يقود كاردوزو فريق ريو أفي إلى أفضل موسم على الإطلاق في دوري الدرجة الأولى، حيث احتل المركز الخامس (أفضل مركز للنادي على الإطلاق شاركه في موسم 1981–1982 تحت قيادة فيليكس مورينيو)، وتأهل إلى الدوري الأوروبي (خاض 42 مباراة، فاز 20، خسر 15، تعادل في 7).

3 إقالات في 12 شهرا

في يونيو 2018 ذهب إلى فرنسا حتى يتولى تدريب نانت، ليحل محل كلاوديو رانييري ولكنه غادر النادي في 2 أكتوبر بعد حصوله على 6 نقاط فقط في 8 مباريات بالدوري الفرنسي.

وشد كاردوزو الرحال إلى سيلتا فيجو الإسباني في نوفمبر 2018 ولكن تمت إقالته في 3 مارس 2019 بسبب سوء النتائج.

وجاء الدور على اليونان، حيث ظهر كاردوزو مدربا لفريق أيك أثينا في مايو 2019 وتمت إقالته في 25 أغسطس من نفس العام بعد 4 مباريات فقط، ليسجل المدرب البرتغالي 3 إقالات خلال 12 شهرًا.

وظل كاردوزو عاطلًا لأكثر من عام قبل أن يعود إلى ريو آفي البرتغالي في 29 يناير 2021، بصفقة مدتها 18 شهرًا.

واحتل ريو آفي المركز السادس عشر، وكان عليه مواجهة فريق أروكا في مباراة فاصلة من أجل البقاء في الدوري البرتغالي، ولكن خسروا وأدى ذلك إلى الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وتمت إقالته من القيادة الفنية لفريق ريو آفي بعد يوم واحد من الهزيمة أمام أروكا، ويقال أنه تم طرده من النادي على الفور.

وبعد عامين ونصف تقريبًا بدون ناد، ظهر كاردوزو لأول مرة في أفريقيا من أجل تدريب الترجي التونسي.

والآن يتحدى كاردوزو الفريق الأكثر تتويجًا بالألقاب الأفريقية (الأهلي)، أملًا في صناعة مجد لم يتذوقه من قبل.

مدرب الترجي: الجماهير لا تتحدث معي سوي عن دوري الأبطال.. ويجب علينا احترام منافسينا

كاردوزو وحرب أوكرانيا

وربما من أشهر الحكايات التي مر بها كاردوزو في مسيرته التدريبية هو ما حدث له خلال تدريب فريق شاختار دونيتسك الأوكراني تحت 21 عاما خلال شهر يونيو 2013، وكان يعمل أيضًا كمنسق لإعداد فرق الشباب بالنادي.

وكان كاردوزو موجودًا خلال فترة الحرب في دونباس وهي جزء من الحرب الأوكرانية الروسية والتي اندلعت في شهر مارس 2014.

وتحدث كاردوزو عن هذه الفترة في حديث مع الكاتب آندي براسيل ونشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ويقول ميجيل كاردوزو، مدرب شاختار تحت 21 عاماً ومنسق أكاديمية الشباب خلال تلك الفترة: "لقد استولى الانفصاليون على مدينة دونيتسك بالفعل، ذهبت إلى كييف وبعيدًا عن منزلي ناقشت الوضع مع سيرجي بالكين، الرئيس التنفيذي لشاختار، سألني: (ميجيل، هل أنت قادر على العودة إلى دونيتسك؟).

وكان فريقا النادي تحت 19 عامًا وتحت 21 عامًا لا يزالان في دونيتسك، من أجل الاستعداد لبدء موسمهما، ولم يتردد كاردوزو ووافق على العودة سريعًا إلى دونيتسك.

دونيتسك.. مدينة الأشباح 

وأضاف: "ذهبت إلى مدينة خاركيف في شاحنة صغيرة مع مترجمي والسائق، ذهبت إلى دونيتسك وعبرت 14 نقطة تفتيش، لذلك عبرت خط المواجهة في الحرب ووصلت إلى مدينة الأشباح، لأن دونيتسك كانت مدينة أشباح في تلك اللحظة، لا أحد في الشوارع، ولمدة أسبوعين قمت بتدريب فرق تحت 19 عامًا في الصباح، وتحت 21 عامًا في فترة ما بعد الظهر داخل ملعب تدريب أكاديمية شاختار".

واستكمل المدرب البرتغالي حديثه: "خلال هذين الأسبوعين، تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية من سفارة البرتغال في كييف، في تلك اللحظة، كنت أسمع القصف، القصف في الليل، لقد كانت بالفعل حربًا واضحة، وبعد 10 أيام، اضطررت إلى مغادرة دونيتسك لأن القنصل قال لي: (ميجيل، سنبلغ الحكومة البرتغالية أننا لن نتحمل المسؤولية عنك بعد الآن)، لذلك اتصلت بسيرجي بالكين وأخبرته بأنني تلقيت هذه المكالمة الهاتفية، وأحتاج إلى مغادرة المدينة".

وواصل: "طلب بالكين من كاردوزو الجلوس أثناء وضع خطة المرحلة القادمة، لذلك اتصل بي في اليوم التالي وتم تنظيم قافلة مكونة من حافلتين أو ثلاث حافلات تحمل جميع اللاعبين من أقل من 19 عامًا وأقل من 21 عامًا، وأنا والطاقم الأوكراني والطاقم الطبي، وكانت الشرطة أمامنا وخلفنا، وسافرنا حول خط المواجهة، دخلنا روسيا، لقد عدنا إلى أوكرانيا، وذهبنا إلى مدينة اسمها بولتافا".

هذه الصورة تشير إلى (طرود غذائية موجودة خارج ملعب دونباس أرينا المهجور في شاختار دونيتسك خلال الحرب في عام 2015).

إنجاز رياضي وسط الحرب

وأشار أنه رغم العام الصعب الذي عاشه فريق تحت 19 عامًا إلا أنه حقق إنجازا رياضيا غير مسبوق، قائلًا: "العام الذي قضيناه بمدينة بولتافا كان العام الذي وصل فيه فريق تحت 19 عامًا إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للشباب، لذا فإن أصعب عام بالنسبة للنادي كان العام الذي حدث فيه أكبر إنجاز رياضي للأكاديمية".

وفي أبريل 2015، كان فريق شاختار في نهائي دوري أبطال أوروبا للشباب ولم يخسر أيًا من مبارياتهم التسع في طريقهم إلى النهائي ضد تشيلسي، حيث فقدوا اللقب أمام البلوز بنتيجة 3-2.

كان فريق تشيلسي للشباب يضم مجموعة من الأسماء المعروفة حاليًا مثل روبن لوفتوس-تشيك وأندرياس كريستنسن وتامي أبراهام.

وأردف كاردوزو: "في وقت لاحق، تمكنا من بدء الدورات التدريبية لفرق أقل من 12 عامًا إلى أقل من 17 عامًا، وخلال ذلك الموسم، كان عليّ أن أقسم وظيفتي بين تدريب فريق تحت 21 عامًا في بولتافا والسفر إلى كييف لتنسيق المجموعات الأخرى، لذا، في ظروف الصيف، كنت أقود السيارة لمسافة 400 كيلومتر على الأقل كل أسبوع، يومين في كييف وخمسة أيام في بولتافا، وفي الشتاء ذهبت بالقطار، أسافر مع الجنود، أسافر بروح الحرب".

 

فيديو قد يعجبك:

التعليقات

تطبيق يلا كورة

تابع الأحــداث الرياضيــة و حــمــل التطبـيق الآن

appimg