عقم تهديفي وإصرار على الخطأ.. الأهلي يقتل نفسه بيده ويتورط قبل مونديال الأندية (تحليل)
مارسيل كولر
كتب: محمد الحاوي
واصل الأهلي عروضه المهتزة بتعادل جديد أمام شباب بلوزداد، في مباراة كان بمقدورها تجنيب الفريق مشوارًا محفوفًا بالمخاطر.
الأهلي الذي فشل في تحقيق الفوز سوى مرتين فقط بآخر 10 مباريات على مستوى جميع البطولات، يعاني من أخطاء مكررة في كل الخطوط.
عقم تهديفي
تفنن واضح من جميع لاعبي الأهلي في إهدار الفرص والتي تؤدي لتضييع انتصارات مضمونة وتُصعب المشوار على الفريق دون داع.
مباريات تنتهي بالتعادل لعدم استغلال الفرص، وأخرى تُحسم بهدف متأخر بعد الـ 90، ذلك فضلًا عن اللعب تحت ضغط أثناء البحث عن تسجيل الهدف خوفًا من استقباله.
لعنة إهدار الفرص تتواصل مجددًا أمام شباب بلوزداد، رغم أن الأهلي استطاع تهديد الضيوف بـ 9 محاولات ولكن 2 منهم فقط على المرمى "واحدة أنقذها مبولحي والأخرى تكفلت بها العارضة العلوية".
بينما المحاولات الأخرى تضيع بطرق عدة، ما بين غياب التركيز في اللمسة الأخيرة، أو إتخاذ قرار خاطئ بتمرير كرة تستحق التصويب والعكس.
بينما السبب الأخير أراه كارثيًا وهو ينقسم لشقين الأول "قطاع من اللاعبين" عندما يصل بالكرة لمنطقة الجزاء فلا يفكر سوى في إيصالها للشباك دون النظر لكون الطريق مهيئ أم لا.
الشق الثاني يختلف تمامًا، وهو بظاهرة جديدة بدأت تحدث بكثرة في المباريات الأخيرة، حيث إن بعض من اللاعبون بدلًا من تسجيل الكرة تجده "يفوتها" لزميل آخر في موقف غير مناسب ليسدد هو الكرة أو أنها ربما حالة من عدم الثقة في إسكان الكرة بالشباك فيتركها لأي لاعب غيره.
الأهلي الذي تعادل في مباريات متتالية أمام سموحة، يانج أفريكانز وشباب بلوزداد صنع 40 فرصة سدد منهم 11 على المرمى، ولم يسجل سوى هدف، ليفقد 4 نقاط في دوري أبطال أفريقيا ونقطتين في الدوري الممتاز.
غياب تركيز بعض اللاعبين
هي أزمة مرتبطة بشكل مباشر وتؤدي لوجود عقم تهديفي، حيث إن المهاجمين تحديدًا ليسوا في حالتهم، وذلك ما يجعل هناك غياب حالة من التركيز في إنهاء الكرة أمام المرمى.
مارسيل كولر المدير الفني للأهلي اشتكى من أزمة إهدار الفرص من قبل، وقال إنها تعتمد على تحتاج لتركيز أكبر من اللاعبين في إنهاء الفرص.
بالنظر إلى ما يحدث في المباريات فهناك جزء من الصواب يتفق مع حديث كولر، وهذا ما تكشفه الأرقام في آخر 7 مباريات بعد الانتهاء من الدوري الأفريقي:
كهربا: شارك في الـ 3 مباريات الأفريقية، سدد على المرمى 6 كرات، وخارجها 3، وسجل هدفًا واحدًا.
بيرسي تاو: شارك خلال 6 مباريات، سدد على المرمى مرتين فقط، وخارجها واحدة، وسجل هدفًا، وخلال مباراتين لم يهدد مرمى الخصوم بأي محاولة.
حسين الشحات: شارك خلال 6 مباريات، سدد على المرمى 4 كرات (3 ضد ميدياما)، و7 محاولات بعيدة عن الثلاث خشبات، وسجل هدفًا واحدًا.
طاهر محمد طاهر: شارك خلال 6 مباريات، سدد على المرمى 5 كرات (3 ضد سيراميكا)، و3 محاولات خارجها، ولم يسجل أي هدف.
أنتوني موديست: ظهر في 4 مباريات، سدد على المرمى 4 مرات، وخارجها مرتين، وله هدف أمام الجونة.
محمد مجدي أفشة: شارك في الـ 7 مباريات، وله تسديدة واحدة على المرمى (هدفه أمام سيراميكا)، بينما صوب مرتين خارج المرمى، وهناك 4 مباريات لم تشهد أي محاولة على المرمى من أفشة، ولكنه قدم 9 تمريرات أسيست لزملائه سُجل منهم هدفين.
كريم فؤاد: شارك جناح كولر الجديد في الـ 7 مباريات، لم يسدد على المرمى إلا مرة واحدة " أهدر انفرادًا أمام يانج أفريكانز"، بينما سدد خارج المرمى 3 مرات.
صلاح محسن: لم يظهر سوى في مباراتين، وله 4 محاولات على المرمى، وواحدة بعيدة عن الثلاث خشبات.
أحمد عبدالقادر: شارك في 3 لقاءات، ولم يسدد أي كرة على المرمى، بينما له 5 محاولات بجوارها.
الأرقام بالكامل من"سوفا سكور"، وهي تُظهر تراجع تركيز اللاعبين في إنهاء الفرص أمام المرمى والتي تظل سببًا ضمن أسباب تراجع النتائج.
إمام عاشور أم أفشة
جوكر كولر بالموسم الحالي، إمام عاشور، بدأ بشكل مميز وكان له دور رئيسي في الفوز العريض ببعض المباريات، ومساعدة السويسري في تطبيق أفكاره الهجومية.
إمام عاشور ملء وسط الملعب، ساهم هجوميًا بتمريراته الحاسمة، وحاول من خلال التسديد من خارج منطقة الجزاء.
ولكن كولر مع الوقت بدأ التدوير في هذا المركز وتحديدًا بين الثنائي إمام عاشور وأفشة "لكل مباراة لها ظروفها ورجالها"، هذه هي النظرية التي تبناها السويسري.
قدرة الثنائي على إجادة بعض الأدوار ترجح كفة إحداهما على الآخر، كولر عندما يعتمد على إمام عاشور، فهو ينتظر منه التسديد وصناعة الفرص والزيادة الهجومية وتبادل المراكز مع الجناح خلال الهجمات لمباغتة الدفاع.
بينما أفشة يشترك لهدف رئيسي وهو صناعة الفرص والزيادة الهجومية، لكونه لا يجيد التأدية من أطراف الملعب مثلما يفعل في العمق، ولكن تراجع المستوى جعل كولر في حيرة من أمره.
المباريات الأخيرة ومنذ المشاركة في الدوري الأفريقي، أدت لتراجع وتفاوت في مستوى إمام عاشور وأفشة، وأصبحا لا يظهران بنفس المستوى الذين اعتادوا على تقديمه.
ذكرنا من قبل أن أفشة خلال آخر 7 مباريات قدم 9 تمريرات حاسمة لكنه لم يسدد أي كرة على المرمى، بينما إمام عاشور سدد 4 كرات على المرمى، و6 خارجها، وقدم 8 تمريرات حاسمة منهم هدفان.
يبدو أن الإثنين متقاربين في معدل صناعة الفرص 9 لأفشة مقابل 8 لإمام عاشور، ولكن على مستوى التسديد فالأخير حاول 10 مرات مقابل 2، ومن هذه الفروق إلى جانب بعض الأمور التكتيكية، تكمن حيرة كولر الذي بعدما وجد ضالته في "صفقته الجديدة" عاد مجددًا لنقطة البداية.
الإصرار على اللعب في العمق
تتعدد الأسباب وتظل مرتبطة بشكل مباشر بين كولر واللاعبين، وهنا تجدر الإشارة لكون كلاهما متواطئًا في هذه الأزمة.
إصرار على اللعب من العمق في ظل تكتل دفاع الخصوم مع غياب العرضيات المتقنة وعدم استغلال الكرات الثابتة والركنية، جميعها أخطاء تحتاج للعمل وليس فقط تركيز اللاعبين.
مباراة اليوم شهدت إصرار على التمرير في العمق رغم تمركز لاعبي بلوزداد الجيد، نفس الأمر الذي تكرر من يانج أفريكانز وسموحة، وسط غياب تام للحلول الإبداعية من لاعبي الأهلي وأيضًا للجمل الفنية.
عندما يصل الفريق لهذه المرحلة، فذلك يُعني أن التدريبات لا تعمل بشكل كبير على تطوير الأداء الفني وابتكار جمل تكتيكية، مع غياب تركيز بعض اللاعبين، تكون النتيجة عدم صناعة فرص خطيرة، وتظل المحاولات تحصيل حاصل لا تقدم جديد.
الأهلي أمامه 7 أيام على أول مباراة في كأس العالم للأندية أمام الفائز من اتحاد جدة أو أوكلاند، وهي فترة قد تكون جيدة أمام كولر لمشاهدة الأخطاء المكررة مرة أخرى، والعمل على ابتكار حلول فنية وعدم الاكتفاء بالطرق التقليدية التي أتقن الخصوم إغلاقها بإحكام أمام الأهلي.
اقرأ أيضًا:
كولر: إهدار الفرص أصبح متكررًا.. وسأتحدث مع اللاعبين لعودة الثقة
أرقام سلبية بالجملة بعد تعادل الأهلي وشباب بلوزداد
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات98
-
100
-
الهداف
-
صانع الأهداف