الحظ لا يبتسم إلا للمجتهدين.. موسيماني يعانق مجد "الخماسية التاريخية"

مُتوجًا بخمس بطولات خلال موسم واحد، دخل بيتسو موسيماني مدرب الفريق الأول بالنادي الأهلي "تاريخ مدربي أفريقيا" بعدما قاد فريقين مختلفين في موسم واحد حقق معهم 5 بطولات والعدد قابل للزيادة.

قبل بداية "حلمه" مع الأهلي، عمل موسيماني مدربًا لفريق صندوانز الجنوب أفريقي طيلة 8 مواسم حقق خلالهم العديد من البطولات المحلية والأفريقية، حيث فاز ببطولة الدوري الجنوب أفريقي 5 مرات، بطولة كأس جنوب أفريقيا مرتين، دوري أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي مرة واحدة لكل منهما.

وفي الموسم الحالي، شاركت كتيبة موسيماني في 5 بطولات، حققت 3 ألقاب (الدوري المحلي، كأسي جنوب أفريقيا وتيليكوم) بعد الخروج من منافسات ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا ونصف نهائي كأس MTN.

على الصعيد المحلي وخلال 30 مباراة في بطولة الدوري، نجح موسيماني في قيادة فريقه لتحقيق الفوز في 17 لقاء، التعادل في 8 وخسارة 5 مواجهات فقط، ليجمع الفريق 59 نقطة يحسم بها بطولة الدوري بفارق نقطتين عن كايرز تشيفز وصيف البطولة.

وفي بطولة كأس جنوب أفريقيا، واصل صنداونز مساعيه نحو منصة البطولات، وتخطى الأدوار الأقصائية قبل أن يلتقي مع بلومفونتين سلتيك في مباراة النهائي ويحقق فوزًا غاليًا بهدف دون رد.

وفي بطولة كأس "تيليكوم"، نجح صنداونز في عبور الأدوار الاقصائية للوصول إلى مباراة النهائي ليلتقي مع ماريتزبرج يونايتد ويفوز عليه بهدفين لهدف ويتوج باللقب الثالث له هذا الموسم مع صنداونز.

وعلى الصعيد الأفريقي، كان الطريق ممهدًا أمام صندوانز في بطولة دوري أبطال أفريقيا لتحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخه، فكان أول ضحاياه فريق كوت دي أور ممثل سيشل الذي تلقت شباكه 16 هدفًا في مباراتي الذهاب والإياب بالدوري التمهيدي للبطولة.

وفي مرحلة المجموعات، تصدر صنداونز جدول المجموعة الثالثة التي ضمت كل من الوداد المغربي، بترو أتلتيكو الأنجولي واتحاد العاصمة الجزائري، بعد فوزه في 4 مباريات وتعادله في اثنين دون خسارة.

أوقعت قرعة ربع نهائي دوري الأبطال، صندوانز في مواجهة الأهلي، ليمنح القدر فرصة للفريق الأحمر للثأر من الخماسية التي تلقتها شباكه في الدور ذاته بالنسخة الماضية.

وبالفعل كان إقصاء صنداونز على يد الأهلي، بعدما فاز الأحمر في لقاء الذهاب على ملعبه بهدفين دون رد ثم تعادل في جنوب أفريقيا بهدف لكل منهما، قبل أن تتوقف المنافسات بسبب جائحة كورونا التي أصابت العالم بشلل تام.

عقب عودة النشاط الكروي في معظم الدول، كان الأهلي على بُعد خطوات من تحقيق بطولة الدوري تحت قيادة مدربه السويسري رينييه فايلر، وقبل سبع جولات على نهاية المسابقة حسم الفريق الأحمر اللقب للمرة الـ42 في تاريخه.

لم يكن أهلي فايلر في أفضل مستوياته، وبدأ المدرب السويسري يلوح بإمكانية رحيله عن الفريق الأحمر، حتى تم إعلان رحيله بالفعل قبل أيام قليلة من مباراة الوداد المغربي في نصف نهائي الأبطال، ليمنح القدر موسيماني فرصة أخرى لتحقيق "حلمه" بتدريب الأهلي ومعانقة الأبطال.

صدام موسيماني الأول مع الأهلي في البطولة القارية، كان أمام الوداد المغربي ونجح المدرب الجنوب أفريقي في العبور بالفريق الأحمر إلى بر الأمان وحجز بطاقة النهائي بعد الفوز بنتيجة (5-1) في لقائي الذهاب والإياب.

انتظر الأهلي طويلًا حتى تم تحديد طرف المباراة النهائية الثاني بعدما تأجلت مواجهة الزمالك والرجاء أكثر من مرة بسبب إصابات كورونا التي ضربت الفريق المغربي، وفي النهاية جاء الموعد مع الزمالك في ستاد القاهرة في السابع والعشرين من شهر نوفمبر 2020.

ابتسم الحظ لموسيماني في المباراة -ولنتذكر جيدًا أن الحظ لا يأتي إلا للمجتهدين- ونجح لاعبو الأهلي في تسجيل هدفين لهدف ليحكم قبضته على اللقب الغائب عن خزائنه منذ 7 سنوات، ويحقق موسيماني اللقب للمرة الثانية في تاريخه أمام نفس الفريق.

بعد أيام قليلة من تتويج الأهلي باللقب القاري، كان الفريق الأحمر على موعد مع بطولة أخرى وهي كأس مصر، ووضعت القرعة الأهلي أمام الاتحاد (1)، بينما يلتقي الزمالك مع الطلائع الجيش (2) والفائز من (1) يلتقي مع الفائز من (2) في النهائي.

تعثر الزمالك أمام طلائع الجيش وخسر بثلاثية مقابل هدف، بينما تأهل الأهلي إلى النهائي بعد الفوز على الاتحاد السكندري بهدفين لهدف، ليضرب موسيماني موعدًا مع نهائي آخر خلال 8 أيام فقط.

ابتسم الحظ لموسيماني مجددًا، فربما لم يكن الفريق الأحمر في أفضل مستوياته، لكنه نجح في حسم اللقب بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقت الأصلي والإضافي 1-1 ليضيف موسيماني البطولة رقم 5 له هذا الموسم.

قد يكون هذا العام استثنائيًا لموسيماني، فتنتظره مباراة نهائية أخرى أمام نهضة بركان المغربي -بطل الكونفدرالية- في كأس السوبر الأفريقي والمقرر إقامتها خلال الشهر الجاري، وفي حال نجح في تحقيق اللقب فسيرفع رصيده من الألقاب إلى 6 في موسم واحد مع فريقين مختلفين.