عقل المباراة: كيف تتخلص من حيرتك تجاه لاسارتي؟.. 45 دقيقة تكفي للإجابة
مارتن لاسارتي المدير الفني للأهلي
المصور: حازم جودة
كتب: أيمن محمد
في تحليلات عقل المباراة.. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.
إذا سألت أي منتمي للأهلي ما هو السؤال الذي يؤرقك في تلك الاوقات؟ سيرد عليك هل يبقى لاسارتي أم يرحل؟.
الحقيقة أن مناقشة ذلك يتطلب معرفة أين كان الأهلي وأين وصل؟ وهل متوقع أن يستخدم المدير الفني الجديد نفس الأسماء أم لا؟ وهل يستحق البدلاء فرص أم أن لديهم تقصير.. أشياء عديدة ستعرف إجابتها في السطور المقبلة.
الاهلي أمام (إطلع برة) كان في نزهة قبل أن تبدأ المباراة ولكن هل هذا معناه أن يتم الإستهتار بالمنافس أيا كان إسمه خصوصا أن المفاجات واردة وحدثت مع أندية مصرية قبل ذلك امام فرق متواضعة.. وحتي وإن كانت المباراتين ستقاما في أرض مصر.. لا داعي أبدا للإستهتار.
أفضل المباريات التي تختبر فيها قدراتك كمدرب هي المباريات التي تتسم بالطابع الرسمي امام منافس اقل منك كثيرا ونفسيا أنت دون ضغوط ..والطبيعي في ذلك ان يتم إشراك المجموعة الاساسية واختبار البدلاء الأقرب للمشاركة وليس القادمين من جلسة التفاوض إلي دكة البدلاء.
لا أعرف مدى جاهزية متولي وديانج وافشة للدخول مباشرة في القائمة الاساسية، ربما لو كان المنافس أقوى وأنت تحتاج لعناصر جديدة لظروف إصابات سيكون من السهل دخول الصفقات فورا وهو ما يحدث غالبا في صفقات الشتاء.
إذا نظرت لتشكيل الأهلي ستجد أن ربيعة عاد كما أن ثلاثي الهجوم خلف أزارو من صفقات الشتاء إضافة إلي حمدي فتحي أي أن نصف الفريق من الجدد فليس من المعقول أن تشرك اي لاعب جديد دون أن يتعرف على نظام اللعب الخاص بالمجموعة.. ولكن هل يوجد نظام لعب في الأهلي؟.
قبل أن أجيبك فالاهلي مع لاسارتي قدم أدائين مختلفين.. الأول بأجايي كرأس حربة والثاني بأزارو كرأس حربة وهنا نستطيع أن نحدد الإجابة للسؤال الذي يؤرقك تجاه لاسارتي.
لاسارتي يري في أزارو أنه لاعب يستطيع خلق فرص (صحيح أنه يقوم بإضاعتها) ولكنه يسجل ويهدر يصنع ويركض يقدم اشياء كثيرة تغفر له.. صحيح أن النظرة للأمور بهذا الشكل ليست المثلي ولكنها نظرة يتبعها مدربين كبار في العالم.
لكني أري ان المشكلة الأكبر ليست في أزارو وحده بل في أجنحة الأهلي وتحديدا في رمضان صبحي.
رمضان يستطيع المرور من أي مدافع في مصر إذا تواجدت مساحة بسيطة خلف هذا المدافع ولكن الأزمة أن المنافسين دوما يقومون بتوجيه المساك الأيمن جهة الظهير الأيمن لغلق تلك المساحات علي صبحي.. أمر شبيه إلي حد ما مع ما يقوم به منافسي ليفربول مع محمد صلاح.. الأمر تطلب شهور ليورجين كلوب حتي يجد علاجا تكتيكيا لتلك الأزمة بإعادة هندرسون لمركزه القديم.
نظام اللعب في الأهلي الأن يجعل من الأجنحة مجرد (نقطة كمين) حتي تنطلق أظهرة الجنب.. ربما حسين الشحات رويدا بدأ يلعب دور أشبه بدور الظهير المهاجم والإستفادة من تحويل مسار اللعب من اليسار لليمين مرة واحدة، وهو ما جعله يسجل من لمسه واحدة أمام المقاولون بتمريرة صالح جمعه ، أو يصنع لأزارو كما صنع بالأمس. ولكن هذا الدور لعبه أزارو ولعبه السولية بالأمس.. كيف ذلك؟.
ليس مطلوبا من جناح أي فريق أن يصنع عرضيات فقط، لا بد أن يكون مؤثرا في (سيستم اللعب) فليس من الطبيعي أن تظل كل مهمته الوقوف علي الكرة لحين عمل ال over lab من قبل ظهير جبهته.. الجناح إما أن يتخطي الظهير المنافس بسرعته أو بمهارته ولكنه في كل الأحوال يجب أن يتخطي المدافع لإن نجاحه في ذلك يساوي 50 % من الهدف.
في ركلة الجزاء التي تسبب فيها السولية (أزارو من قام برفع الكرة) وفي كرة الهدف الثالث كان السولية هو من يقوم بإرسال الكرة العرضية لأزارو.. امور واردة في كرة القدم ولكن أدوار الأجنحة يجب أن تتغير.
اعطيك مثالا.. رمضان يقف علي الكرة وينتظر معلول الذي بدوره ينطلق كالسهم ويرسل عرضية داخل منطقة الجزاء.. من سيتواجد في المنطقة؟ أزارو ! صالح ربما، حسين الشحات نادرا ، السولية او حمدي قليلا.. أماكن توزيع اللاعبين تقلل من فرص التهديف المحققة وعددهم ونوعيتهم أيضا وبالتالي يصل الأهلي لمنطقة جزاء المنافس لكن دون خطورة.
بالتالي أنت تحتاج أحد ثلاثة حلول لعلاج أزمة رمضان، الأول ان تجعل السولية او صالح يخترقا خلف الظهير الأيمن للمنافس ولكن رمضان لا يسدد غالبا من الخارج بالقدم العكسية، أو أن يقوم رمضان بالإنضمام للعمق وإستغلال قوته البدنية في حماية الكرة ويصبح شبه مهاجم جهة الاطراف ..أو ان يقف ازارو جهة المساك الأيمن في محاولة لإيقافه وشخصيا افضل حل رابع.. مشاهدة اكثر من بديل لصبحي.
هذا هو افضل ما فعله لاسارتي بالأمس.. افضل (حافز) في وجهة نظري للتطوير هو شعور اللاعب بأنه يمكن أن يفقد مكانه الاساسي وكما إستخدم الأورجوياني ذلك المبدأ مع رمضان ومع ثلاثي خلف المهاجم للأهلي وإستبدلهم تباعا بأجايي وجيرالدو واحمد الشيخ.. يمكن أيضا أن يستخدم ذلك ( الحافز ) مع أزارو نفسه.
بمعني أني كنت أفضل أن يخرج أزارو عند التغيير الثالث مع إستعادة أجايي في مركز رأس الحربة لتجربة لعبة ال LOADING &ISOLATION في الوسط ثم الأطراف وقتها ستجد الأجنحة او لاعبي الوسط في مواجهات فردية مع حارس المرمي (تذكر مباراة الأهلي أمام سيمبا بالقاهرة).
سيمبا لا شك أقوي علي الاقل 10 مرات من (إطلع بره) والاهلي وقتها سجل خماسية في شوط واحد وبأداء مقنع أكثر، والفضل في وجهة نظري وقتها يعود إلي أجايي ونيدفيد وإذا كان الأهلي يفتقد الأن للاعب الأقرب لمواصفات نيدفيد أو محمد محمود فإن جزء كبير من تحسين شكل الفريق عندما يشترك أجايي كرأس حربة.. أجايي ربما لن يخلق سباقات سرعة مع المدافعين مثلما يفعل ازارو ولكنه بالتأكيد سيخلق فرصا أكثر لزملائه.
تجربة أحمد الشيخ الذي كاد أن يحتل مركزا اساسيا قبل إصابة أبعدته كثيرا مهمة جدا وفي رأيي أهم من متولي او افشة او ديانج، خصوصا ان (إطلع برة) لم يهدد مرمي الأهلي وبالتالي لن تجد متولي يقدم دور نيستا، ولا ديانج سيتحول إلي ماكليلي، ربما أفشة من سيقدم لمسات ولكن ما ينقص الأهلي ليست لمسات القبل الأخيرة ولكنها اللمسة الأخيرة.
لذلك منطقيا أرى أن حسم مباراة الذهاب هو الافضل قبل البدء في تجربة عناصر أخري، تعامل أحمد الشيخ مع الكرة في أماكن ضيقة وتعديل وضعية جسده ووجوده بالقدم اليسرى جهة اليمين وهو الامر النادر في الأهلي بإستنثاء (القيدوم) وليد سليمان ومحمود وحيد.. تسديدة اجايي في العارضة من لمسة واحدة مع محاولات جيرالدو.. بدلاء خلقوا تنافسا حقيقيا في مراكز يحتاجها الأهلي قبل الدفاع والوسط.
الأهلي حتي مباراة فيتاكلوب في كينشاسا كان بوجه وبعده بوجه أخر.. الاهلي مشكلته في التسجيل وليست في الصناعة او في حماية المرمي ، وأيمن أشرف في رأيي واحد من افضل اللاعبين تكتيكيا الذين يجب أن تعتمد عليهم في المباريات المحلية والافريقية داخل ارضك.
أزارو إحتل مكانا اساسيا مع البدري وكارتيرون ولاسارتي، لذلك علي البدلاء أن يقدموا أكثر ما بوسعهم إنتظارا لنيل فرصة متكررة تغير من قناعات المدير الفني، او ان يكون لديك واحدا مثل (كارليس بلانشيرت) كي تعتمد عليه بشكل أكبرفي معرفة المنافسين والافضل للفريق.
الشيخ طه إسماعيل عضو لجنة التخطيط في الأهلي ومحلل قناة اون سبورت كان غير راض عن الأداء والكاميرا في ارض الملعب أظهرت نفس الإنطباع على وجه بيبو في المدرجات.
أخيرا.. كي تتجنب إدارة الأهلي اية مخاطر عليها بعقد جلسة مع لاسارتي مدتها 45 دقيقة فقط ليشاهدوا الشوط الاول من مباراة سيمبا، ثم يقدمون ورقة صغيرة لمارتن مكتوبا فيها.. نريد هذا الأداء مرة أخرى.. وأصدقكم القول هذه الاشياء التي تبدو بسيطة تغير الكثير من عقليات المدربين الأجانب.
فيديو قد يعجبك:
الإحصائيات
جميع الإحصائيات-
المباريات101
-
242
-
الهداف
-
صانع الأهداف