مش أهلي وزمالك (2).. الإسماعيلي يجلب أول "أميرة أفريقية" لمصر

لم يكن صوتًا في مصر يعلوا فوق دعم الإسماعيلي بنهائي كأس أندية أفريقيا ـ دوري أبطال أفريقيا بمسماها الحديث ـ نسخة 1969 في مباراته أمام نظيره إنجلبير من زائير ـ تبي بي مازيمبي الكونغولي حاليًا ـ زميلنا الراحل الأستاذ نجيب المستكاوي وصف المباراة في تقريره عنها ـ أكبر مهرجان كروي دولي يشهده الجمهور المصري منذ زيارة فريق ريال مدريد الإسباني-.

تتويج الإسماعيلي بأول بطولة أفريقية لنادِ مصري هو قصة حلقتنا الثانية من سلسلة #مش_أهلي_وزمالك التي تُنشر عبر موقع يلاكورة.

الإسماعيلي بطل الدوري نسخة 66/67 ـ قبل أن تتوقف البطولة بسبب النكسة وتعود موسم71/72 ـ مثّل الأندية المصرية في البطولة الأفريقية ـ التي لم يُتوج بها أي نادِ محلي خلال الأربعة نسخ الماضية حينها ـ ولكن لاعبو الدراويش كانت نتائجهم في البطولة تُشير إلى إمكانية تحقيقهم شيئًا مميزًا.

الفريق فاز في دور الـ 16 على نظيره التحدي الليبي بخماسية نظيفة في بني غازي وهدفين نظيفين في القاهرة، ثم فاز على جورماهيا بطل كينيا في دور الـ 8 بثلاثية مقابل هدف في القاهرة قبل التعادل بهدف لكل فريق في العاصمة نيروبي قبل أن يفوز على كوتوكو بطل بطل غانا بثلاثية مقابل هدفين في القاهرة بعدما تعادل معه إيجابيًا في كوماسي بهدفين لكل فريق.

وفي المقابل كان أنجلبير يُحقق نتائج جيدة ففاز في دور الـ 16 على بطل ساحل العاج، أفريكا سبور بهدفين مقابل هدف في كينشاسا قبل أن يتعادل معه في أبيدجان بهدفين لكل منهما، وفي دور الـ 8 فاز على بطل توجو إيتوال فيلانت بـ 4/1 قبل الهزيمة إيابًا بهدف نظيف قبل إزاحة كوناكري بطل غينيا من دور نصف النهائي بالفوز 4/0 ذهابًا قبل الهزيمة إيابًا 5/2 ليخوض النهائي الثالث له بعدما توّج بالنسختين السابقتين وعينيه على الاحتفاظ بالكأس.

الفريقان وصلا للمحطة الأخيرة والعاصمة كينشاسا ستحتضن لقاء الذهاب الذي بدأ مثيرًا بين الفريقين فشهد شوطه الأول تسجيل 4 أهداف بواقع هدفين لكل فريق وهي كانت النتيجة النهائية للقاء لتزداد الأمال للاعبي الإسماعيلي؛ أي فوز سيُساوي التتويج بأول بطولة أفريقية للنادي ولمصر.

ليكون يوم 9 يناير 1970 هو اليوم المشهود فستُذاع المباراة لأول مرة على القناة "5" بدلًا من "7" بتعليق محمد لطيف وإخراج سمير رياض ليتمكن مشاهدوا الوجه القبلي من متابعتها، محافظة القاهرة وضعت مكافأة 100 جنيه لكل لاعب بالإضافة إلى 5 جنيه شهرية بمثابة إعانة سكنية إلى أن يعود الفريق إلى دياره ـ في إشارة للعب الإسماعيلي مبارياته في القاهرة بعد نكسة 1967 ـ، شركة مصر للتأمين ترصد 100 ألف جنيه هديه للاعبي الفريق الأساسي والاحتياطي بمبلغ 5 ألاف جنيه كقيمة وثيقة تأمين على الحياة هيئة النقل العالم، شغلت ثلاثة خطوط إضافية لنقل الجماهير للمباراة.

الجميع كان على أهبة الاستعداد فملعب استاد القاهرة امتلأت جماهيره على المقاعد وبين الممرات وهناك من لم يستطع الدخول آملين أن يحسم الإسماعيلي اللقب وعدم اللجوء لمباراة فاصلة يوم 11 يناير من الشهر ذاته.

وبالفعل كان لاعبو الإسماعيلي في الموعد وتوّجوا باللقب بعد الفوز بثلاثية مقابل هدف افتتحها علي أبو جريشة قبل أن يصنع الهدفين الآخرين لزميله بالفريق "بازوكا".

انتظروا الحلقة الثالثة من سلسلة #مش_أهلي_وزمالك؛ حيث نستعرض قصة أول لقب دوري يخرج بعيدًا على خزائن الأهلي والزمالك.

لقراءة الحلقة الأولى.. #مش_أهلي_وزمالك (1).. غزل المحلة في نهائي أفريقيا