السبت 19 يناير 2019
11:15 ص
خرج الأهلي "سالما" من رحلته الأخيرة بالجزائر، تجاوز خسارة كان يمكن أن تُدخله في دوامة جديدة المارد الأحمر في غنى عنها بالوقت الحالي، تعادل "جيد" لكن يواصل التأكيد على أزمات ونواقص عديدة بالفريق.
تعادل الأهلي خارج ملعبه، أمام شبيبة الساورة الجزائري، بهدف لكل فريق، ضمن الجولة الثانية للمجموعة الرابعة لدوري أبطال أفريقيا، في ثاني مباريات الأوروجواياني مارتن لاسارتي المدير الفني للفريق في البطولة الأفريقية.
لاسارتي مازال في مرحلة استكشاف الأهلي، مدرب جاء في منتصف الموسم، ليجد أمامه العديد من الملفات، سواء كانت فنية أو إدارية أو حتى طبية، يتساقط منه اللاعب تلو الأخر في كل مباراة يلعبها، يُحاول إيجاد الحلول وفقا لما هو متاح أمامه من لاعبين، بعد سوق انتقالات شتوي "استثنائي" للقلعة الحمراء، فالحكم عليه حاليا أمر غير صائب بكل تأكيد.
وبالرغم من قيام مجلس الأهلي بقيادة محمود الخطيب، بتوفير صفقات قوية للفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، بملايين الجنيهات، لكن الفريق مازال يدخل المباريات وهو منقوص من عناصره، ليتواصل اللجوء لفكرة "التوظيف".
الأزمات "الفنية" مازالت تُحاصر الأهلي، الفريق يلعب منقوصا في مركز "قلب الدفاع"، دون أي بديل في الجبهتين اليسرى واليمنى "دفاعيا"، لا يوجد لاعب وسط مدافع "صريح"، قائمته تخلوا من المهاجم الصريح.
ولعل عودة النيجيري جونيور أجايي من جديد للملاعب بعد غياب طويل بسبب الإصابة، أبرز مكاسب المباراة، فأداء الفريق تغيير تماما بعد مشاركته ومن قبله ناصر ماهر، فهناك من بدأ يستحوذ على الكرة ويمرر لزملائه.
غابت "شخصية" الأهلي في المباراة، نحن هنا نتحدث عن فريق لا يمتلك أي خبرات أفريقية، لا يجب أن يكون الأهلي هو "رد الفعل"، يلعب من أجل التعادل، لا يقاتل من أجل المكسب إلا بعد أن تستقبل شباكه الأهداف.
ظهر الأهلي بلا أنياب طوال شوط المباراة الأول وحتى إحراز الفريق الجزائري للهدف الأول، لم يكن هناك أي معالم هجومية للفريق رغم وجود الثلاثي حسين الشحات ووليد سليمان ورمضان صبحي.
التعديلات التي أجراها لاسارتي بإشراك ناصر ماهر وجونيور أجايي، جعلت الفريق يظهر هجوميا بشكل أفضل، تمريرات قليلة من ناصر ماهر جعلت الأهلي ينفرد بالمرمى مرتين، لمسة أجايي ساهمت في هدف التعادل للفريق.
محمد الزرواطي، رئيس نادي شبيبة الساورة الجزائري، عند تأسيسه لهذا النادي منذ 10 سنوات، كان حلمه الذي وعد به جماهيره بأن يتحقق يوما ما، أن يجلب لهم الأهلي لكي يشاهدوه في الملعب.
حلم رئيس شبيبة الساورة تحقق بعد 10 سنوات، ولحسن حظه، أنه تحقق في زمن يُعاني فيه الأهلي من غياب "شخصيته" بجانب أزمات أخرى، فالحلم لم يتحول لـ"كابوس"، بل وتحقق بتسجيل أول الأهداف في تاريخ الأفريقية في شباك نادي القرن الأفريقي، ليلة لن تُنسي بكل تأكيد.
مازال أمام لاسارتي الكثير من العمل ليحل أزمات الأهلي الفنية، فالمدرب بحاجة للإستفادة بشكل أكبر من قدرات رمضان صبحي والعمل على تهدئة انفعالات اللاعب لكي يُفيد الفريق بشكل أكبر، أيضا هناك دور له مع الشحات أولا في أن يتخلص من ضغوط صفقته القياسية، ثانيا أن يتم توظيفه بشكل يستفيد الفريق من إمكانياته.
محمد هاني في الجانب الأيمن يُقدم مردود هجومي مميز، به تطور في مباراة عن أخرى، لكن اللاعب بحاجة لمزيد من التطوير في الجانب الدفاعي اذا أراد أن يصبح مميزا في مركزه، وليس مجرد لاعب يركض بالكرة مستغلا سرعته ومهاراته.
إمكانيات لاعبو الأهلي "الفردية" من المفترض أن تظهر أكثر من ذلك داخل الملعب، لاعبين قيمتهم السوقية ملايين الجنيهات، عندما تلعب أمام فريق قليل الخبرات مثل شبيبة الساورة لا يمكن أن يكونوا مجرد "رد فعل"، يلعبون من اجل التعادل، يهدرون الوقت بعد إحراز الهدف.
الأهلي كان يمتلك الفرصة، لكين يخرج منتصرا من مباراة خارج الديار في أفريقيا، تعزز من فرص العلامة الكاملة في المرحلة الأولى من دور المجموعات وبالتالي تقل الضغوطات عليه، نظرا لأن توالي المباريات في الشهر المقبل محليا سيكون كبيرا في ظل وجود أزمات بدنية وإصابات متكررة للاعبي الفريق.
دور كبار الفريق، ومدير الكرة والمدرب العام ومعهم رئيس مجلس الإدارة، هو إعادة زرع شخصية الأهلي في اللاعبين، لا يمكن أن يترك اللاعبين لمنافسهم الفرصة في الدخول بأجواء المباراة والسيطرة وبعد أن يتجرأ عليهم، نجدهم يتسارعون من أجل العودة.
الظروف التي يمر بها الفريق صعبة، نواقص عديدة رغم الصفقات الشتوية، تكرار للإصابات، توالي مباريات، اللعب على أرضية ملعب ليست مناسبة، كل هذا ليس له علاقة بـ"شخصية الأهلي" داخل الملعب.
لمتابعة الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا