في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
واليوم نعود الي اجواء القارة الأفريقية ومباراة مازيمبي والاهلي والتي إنتهت بفوز مستحق للفريق الكونغولي أمام منافس إرتدي فقط قمصان الاهلي ولم يمت لأداء الأهلي بصلة.
سيناريو اللقاء
•أصابتني الحيرة مبكرا بعد معرفتنا بأن شريف عبدالفضيل سيلعب في وجود سعد سمير ووائل جمعة والجميع أجزم بأنه سيلعب في خط الوسط بجانب عاشور وتوقعت شخصيا بأن يلعب كظهير ايمن ويلعب صديق أمامه وبجانب عاشور يمينا وعلى يساره وليد سليمان ويعتمد على تكتيك 4-3-2-1 إلا أن البدري أصاب الأهلي في مقتل.
•5-1-3-1 هي طريقة الأهلي في المباراة بدون مبرر وبدون تدريب عليها وفي ظل عدم وجود زيادة من جانب الليبرو لدعم خط الوسط في حالة إمتلاك الكرة .. ببساطة هذه الخطة تعني أنك ستكون تحت الضغط طوال اللقاء.
•زاد الطين بله ذكاء نداي المدير الفني السنغالي لمازيمبي عندما لعب بتكتيك 4-1-4-1 بوجود كاسوسولا وسونزو وكيماواكي ونيكولوكوتا في الدفاع أمامهم إرتكاز واحد بمهام دفاعية هيمونداي ولعب بجانبه على الورق جيو كاندا ولكن تقدم لمساعدة كالابا وسينجلوما على الأطراف ومعهم ساماتا وموبوتو.
•سؤال بسيط كنت اتمني أن اوجهه شخصيا للبدري .. هل تعرف مركز جيو كاندا ؟.. للأسف حتي الأن لا نريد الإعتماد على متخصيين في تحليل أداء الفرق المنافسة ونكتفي بأن ( نلعب بأسلوبنا .. وان شاء الله ربنا هيكرمنا ).
•كاندا كان عامل ضغط في وسط ملعب الأهلي وكان موزع الكرات في العمق لموبوتو وسنجلوما .. وذكاء نداي يحسب له عندما قام بتغيير وضعية ساماتا ليصبح رأس الحربة التقليدي إنتظارا للكرات العرضية في الشوط الأول بعدما تراجع خماسي الأهلي إلي الثلاثين ياردة الأخيرة.
•.علي الرغم من أن مازيمبي لم يستطع فرض سيطرته المطلقة على الشوط الأول ولكني كنت أراهن نفسي على الربع ساعة الأولي في الشوط الثاني وفيها إما أن تنجح مغامرة البدري الدفاعية وإما أن ينال هزيمة قد تودي بأحلام اللقب من الدور النصف النهائي.
•تغيير أسلوب اللعب في الشوط لثاني لمازيمبي وأعتمد أكثر على الإختراق بمهارة اللاعبين فكنا نري شديد وصديق يقومان بالتراجع حتي يدخل لاعبي مازيمبي المنطقة ثم يقومون بالتسديد.
•للمرة الثانية اجد نفسي مضطرا للحديث عن كاندا فقد كان اللاعب الوحيد تقريبا في مازيمبي الذي لم أري له رقيبا من الأهلي والفيديو القادم يوضح خطورة لاعب خط الوسط.
•للأسف الشديد كان هجوم الأهلي في أسوا حالاته وأذكر هنا الثنائي أبوتريكة ودومنيك خاصة الأول الذي لم يقدم أداء جيد طوال الأربع مباريات التي شارك فيها بإستثناء 20 دقيقة في أولي مباريات الفريق أمام مازيمبي في القاهرة .. أما الثاني فيبدو أن أعراض النرجسية باتت واضحة عليه بشدة فهو لا يحاول التعاون الهجومي مع أي لاعب وتحركاته دائما عكس الكرات وهذا إما أنه عيبا شخصيا فيه أو أن المدرب لا توجد له جمل تكتيكية وسيطرة على اللاعبين بشكل واضح.
•بعد الهدف كان طبيعيا أن يبحث البدري عن هدف قد يريحه من عناء الذهاب لتونس في موقعة النصف نهائي ولكن أتت التغييرات بشكل عكسي فبدلا من أن يبحث أولا عن مشكلة خط الوسط بإقحام حسام غالي بجانب عاشور فضل إخراج دومنيك وصديق ودخول جدو وكونان وأضطر السعيد إلا أن يعود بجانب عاشور ففقد الأهلي صانع اللعب الحقيقي في ظل غياب تريكة.
•دخول حسام غالي هو فقط ما أعطي للأهلي شكلا في خط الوسط ولكن بعد خوار قوي عاشور طوال المباراة ودوران عبدالله السعيد بين المهام الدفاعية والهجومية فبات كل طموح الأهلي هو إحراز هدف .وأه لو كانوا يعرفون أهميته.
•عندما شاهدت ليلا لقاء الترجي وصان شاين تأكدت بأن العقاب التونسي قد يطيح بالأهلي في الدور نصف نهائي وأدركت أكثر أن مازيمبي سيستميت في الفوز على تشيلسي حتي يتصدر المجموعة وينتظر الفائز من الترجي والأهلي في النهائي لإن فوزه على صان شاين مؤكد بنسبة مائة بالمائة.
•إستمعت لتحليل قناة الأهلي بعد المباراة وعند سؤال المراسل الذي أكد بأن تعادل تشيلسي مع الزمالك هو من جعل البدري يقوم بتغيير الخطة واللاعبين ! على الرغم من أن النتيجة صبت في مصلحة الأهلي وصدمت أكثر عندما سمعت أحد النقاد المحترمين والذي قال انه لا يهم المنافس عندما تريد الفوز بالبطولة.
• نعم لا يهم إسم المنافس إذا كنت تريد الفوز بالبطولة إذا كانت الظروف لا تسمح لك بإختيار منافس غيره وأن تلعب مع منافس أقل قوة في الدور نصف النهائي فهو لمصلحة فريقك بكل المقاييس من ناحية الضغط العصبي ومن ناحية الإنذارات التي يمكن أن تنالها في معركة شرسة في نصف النهائي قد تحرمك من الوصول للنهائي.
•للأسف مع فعله البدري أمس ذكرني بما فعله لوف مدرب ألمانيا عندما قرر تغيير التكتيك الخاص به أمام إيطاليا فاكنت النتيجة خروجه من البطولة.
•من يريد الفوز عليه أن يفرض أسلوبه وأن يعرف ثغرات منافسه كي يلعب عليها جيدا... (وإن شاء الله ربنا هيكرمنا).